لكن هذان العاملان الرئيسان: الاهتمام الكبير من جانب اليهود، وفيه عِبَر كبيرة، ودروس نحتاج إليها الآن كأمة إسلامية، وكشعوب عربية: كيف تحرّك اليهود مما يمكن أن نسميه نقطة الصفر، لأن الكثير اليوم يتحرك بين أوساط الأمة لإشاعة اليأس، ولإفقاد الأمة الأمل، حتى بالرغم من كل البشائر ومن كل العوامل المشجعة.
اليهود تحركوا من نقطة الصفر وهم في حالة الشتات (في شتى أنحاء العالم)، جزء كبير منهم مشتت في المنطقة العربية (في الدول العربية)، يعيشون في وضع طبيعي، سواءً في الشام، أو -في الأكثر- في دول المغرب العربي، واليمن، ودول أخرى… ولكن جزء كبير منهم –أيضاً– يعيش في أوروبا، وجزء في أميركا، وجزء يعيش في مناطق متفرقة من العالم، كالاتحاد السوفيتي سابقاً…الخ.
اليهود تحركوا من نقطة الصفر، وحرصوا على أن يكون تحركهم جاداً بكل ما تعنيه الكلمة، تحركوا بجدية وباهتمام كبير، وكان عندهم عناية كبيرة بالإنفاق المالي، كانوا يجمعون التبرعات من كل (أو من معظم) الأسر اليهودية في العالم؛ لتمويل هذا المشروع، بعد أن أعدوه كخطة، ومشروع عملي معين، باختيار فلسطين؛ لتكون موطناً يتوافدون إليه، وينشئون لهم كياناً فيه، ويسيطرون عليه…الخ. ومن ثم يجعلون منه منطلقاً للسيطرة على المنطقة بكلها، أو إقامة ما يسمونه بإسرائيل الكبرى، ويفرضون لهم -من خلال ذلك- نفوذاً عالمياً، وسيطرة عالمية؛ لأن سيطرة اللوبي اليهودي الصهيوني في العالم الغربي وفي أميركا هي معروفة، واليوم في كثير من المناطق، أو من بلدان العالم العربي هي واضحة، ولكن لديهم هذا الطموح: أن يكون لهم كيان يتوافدون إليه، و يتحركون من خلاله؛ ليفرضوا لهم سيطرة عالمية، وإلا فالله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- هو عالم بشرهم وفسادهم؛ وكانت الحكمة الإلهية قضت بتفريقهم، وتقطيع أوصالهم، وتشتيتهم في العالم، قال الله -جلَ شأنه- في القرآن الكريم: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً} [الأعراف الآية: 168] مزق الله شملهم، وقطع أوصالهم، وفرقهم في الأرض، وشتت شملهم في الأرض.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم القدس العالمي 1438هـ.