فأمام هذا الواقع، واستذكاراً لثورة أربعة عشر أكتوبر يجب أن نعي كشعب يمني أن علينا أن نعزز ثقافة الحرية والاستقلال والروح الوطنية المسؤولة، والوعي تجاه خطورة الاحتلال الأجنبي وأطماعه وأهداف وما يترتب عليه، النتيجة التي وصل إليها الناس فيما مضى أيام الاحتلال البريطاني والتي في الأخير تعممت وانتشرت بشكل كبير، ضرورة التحرر، وأنه لا يمكن أن يطيق الجميع حالة الإذعان والاستسلام لهذا الأجنبي.
ولاحظوا، اليوم مثلاً كم تحتل هذه المسألة من المنهج المدرسي، مع أن فيها ما يفيد جداً، مثلاً مسألة الاعتقالات أيام البريطاني وما كان يفعله في المعتقلات ويمارس أبشع أنواع التعذيب، جرائم القتل والإبادة والاستهداف للمزارعين ولسكان القرى والمدن، وما فعله سواءً في هجماته الجوية أو البرية وغير ذلك، يعني أشياء كثيرة جداً يفترض أن يهتم بها الإعلام اليوم وأن يتدارك ما قد قصر فيه في الماضي، وكذلك يفترض أن تلحظ على مستوى عام في الثقافة العامة، في الاستراتيجية التي ننطلق منها في هذا البلد كشعب يمني في شأننا.
هذا درس مهم يجب أن نستفيده اليوم في مواجهة هذا الاحتلال الجديد والاستعمار الجديد، وكما نستفيد من تاريخنا، من رموزنا العظام، من منهجنا، من ديننا، من قيمنا، من مبادئنا، ونستفيد من الأحداث المعاصرة، ونستفيد الوعي تجاه ما يجري اليوم من مؤامرات ومكائد لنتحلى بالمسؤولية، ولنتحرك بناءً على هذه المسؤولية التي لا بد منها في أن نتحرر، لا بد منها في أن ندفع عن أنفسنا الهوان والإذلال والاستعباد والقهر والظلم والاضطهاد، وإلا فنتائج التقصير والتنصل عن المسؤولية وانعدام الوعي كارثية على أي شعبٍ لا يعي ولا يتحرك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للسير على هديه ونهجه، وأن نتحلى بالمسؤولية التي أمرنا بها في مواجهة الطغيان، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، ويشفي جرحانا، ويفك أسرانا، ويشفي مرضانا، وأن ينصرنا بنصره، ويؤيدنا بتأييده، إنه سميع الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في ذكرى استشهاد الإمام زيد1439هـ، 19 مارس, 2019 م.