{فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} مع الموقف الإلهي القاضي بقتال المشركين والحرب ضدهم ومواجهة حربهم على الإسلام والمسلمين، بقي للأشهر الأشهر الحرم بقي لها حرمتها، فحرمتها ثابتة ومستمرة لا يبتدأ فيها المسلمون بقتال، أما حالة الدفاع فهي حالة مشروعة في كل وقت، حالة الدفاع حالة مشروعة في أي وقت ولو في الأشهر الحرم، لكن حالة الابتداء بالقتال للأشهر الحرم حرمتها، وهي مستثناة من أي عملية ابتداء لحرب ضد الأعداء.
{فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} التحرك لمواجهة أعداء الإسلام في الحرب معهم يريد الله منا فيه كمؤمنين أن يكون تحركاً فاعلاً قوياً عملياً مؤثراً، لا أن يكون تحرك هزيل ضعيف مهزوز غير فاعل غير مؤثر.
وهذه العبارات التي وردت: {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} تنبه وتدل على تحرك شامل، في حال الحرب معهم والمواجهة لهم أن يكون هناك تحرك شامل وفاعل ومؤثر تُستخدم فيه كل الأساليب القتالية الفاعلة والمؤثرة لضربهم، وتشمل الاستفادة على المستوى الميداني والجغرافي من كل المكامن وكل الثغرات التي يمكن الاستفادة منها في ضربهم، كما هو الحال من جانبهم.
المشركون في حربهم على الإسلام والمسلمين لا يألون جهداً في ضرب المسلمين بكل أسلوب، بكل وسيلة، يتحركون لضرب المسلمين واستهدافهم بكل حقد وبكل فاعلية، يستغلون أي ثغرة، يستخدمون كل وسيلة، يعمدون إلى كل سبب يمكن أن يستفيدوا منه في ضرب المسلمين واستهداف المسلمين.
{وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} وهذا مثلما العبارات السابقة، تحرك شامل والاستفادة من كل ثغرة، وترصد لهم لضربهم وبفاعلية.
دروس من هدي القرآن الكريم
من دروس سورة التو بة .
ألقاها السيد :
عبد الملك بدر الدين الحوثي
الدرس الأول / بتاريخ/ 5/ رمضان/1434هـ .