[ترامب] الذي يقدم نفسه أنه الأكثر إخلاصاً للصهيونية، يُقدِّم من الآن تهديدات تتعلق بالوضع في فلسطين ضد الشعب الفلسطيني، وضد شعوب المنطقة، منها قوله: أنه [إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة من الصهاينة اليهود، قبل تنصيبه، في العشرين من يناير المقبل، فسيكون هناك جحيم في الشرق الأوسط]، بهذا التعبير، لا يهم الأمريكي ما يعانيه الشعب الفلسطيني من مأساة رهيبة لا مثيل لها في كل انحاء المعمورة، لا يهمه ما هناك من ظلم وتعذيب مستمر وفظيع لا مثيل له في العالم، ضد الأسرى والمخطوفين الفلسطينيين، الموجودين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، مع أن العدو الإسرائيلي يوثِّق الكثير من جرائمه في السجون، ويقوم بنشرها، بكل ما فيها من بشاعة، وعدوانية، وإجرام، واضطهاد، وانتهاك للحرمات، وتجاوز لكل المواثيق، والأعراف، والقوانين، والأخلاق... وكل شيء، كل هذا طبيعي جداً بالنسبة لـ[ترامب] وللأمريكيين؛ لأنهم- كما قلنا- شيءٌ واحد، هم شيء واحد، فليست بمشكلة لديهم؛ إنما أن يكون هناك أسرى من منتسبي العدو الإسرائيلي في يد المجاهدين في قطاع غزة؛ بهدف الضغط بهم لوقف العدوان، وإنهاء الحصار، وإجراء صفقة تبادل، فهذه هي المشكلة الكبرى والطامة التي لا يطيق الأمريكي أن يتحملها؛ لأنه يريد أن تكون هذه الأمة مستباحة للعدو الإسرائيلي، يقتل، يخطف، يدمِّر، يغتصب، ينهب... يفعل كل شيء، والمهم ألَّا يكون هناك ردة فعل تجاه ما يرتكبه من جرائم، من جهة المظلومين والمعتدى عليهم.
الحقائق على مدى كل هذه المدة الطويلة من التصعيد غير المسبوق، في هذه الجولة من العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، على مدى عام وشهرين، حقائق مهمة جداً، تشهد لها كل الوقائع والأحداث والجرائم، التي يمارسها العدو الإسرائيلي، بشراكة أمريكية، ودعم غربي، وهي تضاف إلى ما سبق من جرائم، واعتداءات، وانتهاك للحرمات، على مدى كل هذه العقود من الزمن، التي يمارس العدو الإسرائيلي فيها جرائمه ضد الشعب الفلسطيني بشكلٍ مستمر، وتعظم في كل مرحلة تصعيد؛ لأن هذا العدوان إنما هو في سلسلةٍ من الجرائم والاعتداءات، التي هي منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وما قبله أيضاً من جانب البريطاني، تجلت حقائق مهمة جداً، ومما ينبغي على أمتنا الإسلامية في المقدمة، وهي الأمة المستهدفة من جهة، والتي عليها أيضاً مسؤولية كبيرة من جهةٍ أخرى، ينبغي لها وعليها أن تستفيد من الأحداث الدروس والعبر، وأن تزداد وعياً، وبصيرة، وفهماً، تجاه ما يحدث، وتجاه ما يستهدفها، وتجاه المخاطر التي تحيط بها وتتهددها، هذا شيءٌ مهمٌ، والحقائق التي تجلَّت من كل هذا هي حقائق مهمة للغاية، وهي واضحةٌ جداً وبديهية، لكن الأعداء يعملون على أن تنساها أمتنا، أو أن تغفل عنها، وأن تتأثر بما يريدون أن يفرضونه هم من خدع، ومن أكاذيب، ومن عناوين مخادعة؛ حتى يبعدوها عن الاهتمام بما عليها الاهتمام به، بحسب الفطرة، وبحسب المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية، وبحسب الحكمة، وبحسب المصلحة الحقيقية للأمة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة
الخميس 4 جمادى الآخرة 1446هـ 5 ديسمبر 2024م