اليوم نحن كمجتمعٍ مسلم معنيون أن نسعى للخلاص من كل أسباب الكسب غير المشروع، من كل الوسائل المحرمة للحصول على المال أو لمكافحة الفقر، وهي كثيرة، هي كثيرة، عندما نجد اليوم البعض من الناس يقفون في صف الباطل، ونحن كشعبٍ يمني نعاني من العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي الإماراتي، هذا العدوان الظالم الغاشم المدمر الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق شعبنا، يقتل الناس بشكلٍ جماعيٍ في الأسواق، وفي الأحياء السكنية، وفي المساجد، وفي المناسبات الاجتماعية (في الأفراح، وفي الأحزان)، يقتل الناس بغير حق، يسعى إلى السيطرة على هذا البلد، والتحكم بهذا الشعب الذي هو شعبٌ مسلم ، والإخضاع لهذا الشعب، تحت الإرادة الأمريكية، والهيمنة الأمريكية، والولاء لمن يوالون أمريكا ويوالون إسرائيل، يندفع البعض ليقف معهم ليقتل أبناء شعبه، ليقتل أبناء منطقته، ليقتل أبناء بلده، لماذا؟ من أجل الحصول على المال، يبرر بهذا، وفي نظر البعض هذا سببٌ كافٍ ليفعل ذلك، بما أنه سيحصل على المال فلا مانع عنده من اللحاق بالعدو والوقوف في صفه، والتحرك من جبهاته للزحف على أبناء بلده ولقتلهم بأي طريقةٍ كانت، البعض سيزحف ويكون مقاتلاً في المشاة، البعض على أسلحة أخرى، وكم يا جرائم يعني، البعض كذلك من الساسة التحقوا بصف العدوان من أجل المناصب والأموال، البعض من الإعلاميين تحوَّلوا إلى أبواق ينفخ فيها العدو بباطله وزوره وتضليله وخداعه، ورضوا لأنفسهم بهذا الدور مقابل الحصول على المال… وهكذا، البعض تحت عنوان علماء، وتحت عنوان دعاة وقفوا كذلك في صف العدو، وأصدروا الفتاوى التي تبيح قتل أبناء هذا الشعب رجالاً ونساءً، أطفالاً وصغاراً وكباراً، لدرجة أنَّ البعض قال: [لا مانع أن يقتل أربعة وعشرين مليون يمني] يعني: إباحة لأبناء هذا البلد بكلهم صغارهم وكبارهم.
فالكثير من البشر ينحرفون، يرتكبون المعاصي، يرتكبون الجرائم، يخرجون عن الحالة الإنسانية، ويتخلون على القيم والأخلاق والمبادئ؛ سعياً وراء الحصول على المال، لجمع الثروة، لمكافحة الفقر والتخلص من الفقر، ويعرض الناس عن الأسباب المشروعة، الأسباب الصحيحة التي هي كفيلة بمعالجة مشكلة الفقر، هي كفيلة بتوفر الحلال والمتطلبات الأساسية للناس بشكلٍ سليم، ويحافظون على إنسانيتهم، على أخلاقهم، على مبادئهم، على كرامتهم، على شرفهم، على حريتهم، الحالة التي يصل إليها البعض أنه يبيع نفسه، يبيع نفسه في سبيل أن يحصل على شيءٍ من المال، من يبيع موقفه هو باع نفسه، هذه حقيقة لا شك فيها، من يجعل نفسه بيد الأعداء يفعلون به ومن خلاله ما يشاؤون ويريدون في أي موقف؛ هو باع نفسه، وأوبق نفسه، وخسر نفسه، بدلاً من أن يبيع من الله الذي هو يدفع لهذا الإنسان أغلى ثمن: رضوانه والجنة التي عرضها السموات والأرض، والحياة الطيبة والشريفة والكريمة في هذه الحياة، ولكن البعض يبيع نفسه- بالفعل- مقابل الحصول على المال، يقتل أبناء شعبه أبناء بلده مقابل الحصول على المال، يتحمل وزراً عظيماً وشنيعاً، يسعى لتمكين قوى الطاغوت والاستكبار والشر، القوى الظلامية، قوى النفاق، وقوى الكفر، من التحكم برقاب أبناء بلده وشعبه، جرائم كثيرة تدخل تحت هذا الموقف، موقف في إطاره جرائم كبيرة وشنيعة وفظيعة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
وسائل الكسب المحرمة وخطرها على الأمة
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الرابعة عشر
مايو 23, 2019م.