مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

لاحظوا حتى على مستوى عندما كان هناك استنفار للمسلمين ليتحركوا مع الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لمواجهة الروم، بعض المسلمين تشككوا، لاحظوا من العجائب بعض الناس غريبين، غريبين حتى في تدينهم، تشككوا أن يتحركوا مع من؟ مع رسول الله، [قالوا رسول الله غالط، رسول الله يشتي يجاهد ضد النصارى، النصارى ما هم مثل بقية المشركين قالوا، قالوا النصارى أهل كتاب، النصارى مؤمنين بأنبياء، كيف يشتي رسول الله يقاتل النصارى؟ هذا غلط]. وكانت شبهة عند بعض المسلمين السذج، السذج من لديهم غباء شديد وحمق، وما أسوأ أن يجتمع الدين والحمق، تدين بحمق.
والبعض شبهة تثار بقصد، يعني: ليس بتدين، البعض يثيرون شبه المقصود إثارة شبه للتشويش، للتشويش والتضليل والخداع والتأثير على الموقف في أوساط المسلمين، فالبعض نشروا هذه الدعاية، [قالوا كيف رسول الله يشتي يجاهد ضد الروم والروم نصارى والنصارى مؤمنين بأنبياء ولديهم كتاب الإنجيل]. فبعض المسلمين أصبحت شبهة لديه أو إشكالية.. فالله سبحانه وتعالى نسف نسف هذه الإشكالية وكشف حقيقة ما هم عليه، أن أولئك وإن كانوا ينتمون أو يعتبرون أنفسهم من أهل الكتاب فهم انحرفوا، لم يحتفظوا لا بإيمانهم بالله ولا باليوم الآخر ولا عندهم التزام بدين الله وإن كان عندهم انتماء إليه، وإن كان عندهم فهو انتماء لا يصادق عليه الواقع، لا يصدقه الواقع، انتماء أجوف، الواقع شيء ثاني، الواقع هم يستبيحون ما حرم الله، فالخمر عندهم يستبيحونه، الزنا والفساد الأخلاقي ينشرونه، المفاسد ينشرونها ويسعون إلى تعميمها في واقع الحياة، فهم بذلك خطر، وهم خطر على المقدسات، وهم خطر على الدين، وهم خطر على الأمة.
{وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ} فما هناك شبهة في أمرهم، ما هناك شبهة، {مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} حتى تسيطروا عليهم وتتغلبوا عليهم ويذعنوا لحكم الإسلام ولأمر الإسلام ويكونون هم في موقف الضعف والذلة ويدفعوا الجزية واليد لكم عليهم، سواء يد القدرة أو يد النعمة، {وَهُمْ صَاغِرُونَ} وهم في حالة ذل وضعف وعجز.. لماذا؟ لأنهم حينما يكونون في موقف القوة وموقع القوة فهم فيما هم عليه لا دين حق، ولا إيمان، ولا التزام، متفلتون يستبيحون ما حرم الله، ويتهاونون بكل شيء، يمثلون خطورة كبيرة عليكم، لا يمكن أن يدفع خطرهم عنكم إلا أن يكونوا في واقع العجز، إذا عجزوا إذا عجزوا عنكم، أما ولهم القدرة وهم في موقع القوة فقوتهم خطرٌ عليكم خطرٌ عليكم، خطرٌ على إيمانكم، خطرٌ على استقامتكم، يعني هم يمثلون خطورة.
المسألة ليست فقط مسألة فكرية وثقافية وتبقى في حدود قناعات أو أفكار أو رؤى تردد وتقال فقط لا.. الباطل والكفر والضلال والفساد ينزل إلى واقع الحياة، ينزل إلى واقع الحياة، وضرره يلامس واقع الناس وحياة الناس، فهم بما أنهم أصبحوا لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، وأصبحوا لا يحرمون ما حرم الله ورسوله، على العكس بل يستبيحون كل المحرمات وتصبح هذه مسألة خطيرة؛ لأنهم ينشرون الفساد في الأرض، ولم يصبح عندهم التزام بالدين الحق، وأصبح ما لديهم أهواء وضلالات وأباطيل، فهم أصبحوا في حالة كبيرة من الخطورة عليكم وعلى دينكم وعلى مقدساتكم وعلى التزامكم، فلا يرد خطرهم ولا يدفع شرهم إلا أن تكونوا في موقع القوة ويكونوا هم تحت، لا أن تكونوا أنتم تحت ويكونوا هم فوق.
من يتأمل في واقع المسلمين يدرك الخسارة الكبيرة عندما فرطوا في توجيهات الله، مثلاً: المسلمون كان لهم دولة كبرى، واقع المسلمين قبل مئات السنين دولة كبرى، وصل في مرحلة معينة من تاريخ المسلمين كان المسلمون أقوى دولة على الأرض، هل تعلمون هذه؟ في مرحلة معينة مراحل مضت من تاريخ المسلمين كانوا فيها هم القوة الأكبر في كل الدنيا، مضت مراحل من تاريخ المسلمين المسلمون هم فوق لهم غلبة سيطرة والقوة الأكبر في الأرض، لكن عندما لم يبنوا واقعهم على أساس من هدى الله، ولا ارتبطوا بالأعلام والهداة ليوجهوهم التوجيه الصحيح، فرطوا كان النصارى هم تحت واليهود هم تحت فما الذي حصل؟.
نتيجة الابتعاد عن الهدى والهداة فرط المسلمون ثم تراجعوا في واقعهم ونزلوا هم إلى الأسفل شيئاً فشيئاً، ثم تنامى الخطر اليهودي وخطر أهل الكتاب والمنحرفين من أهل الكتاب تنامى هو تنامى شيئاً فشيئاً وصعد إلى الأعلى حتى أصبح المسلمون تحت وأصبح اليهود والنصارى فوق، والآن من يدفع الجزية؟ المسلمون، المسلمون الآن يدفعون مليارات مليارات جزية لأمريكا، يدفعون الجزية من باطن الأرض ومن ظاهرها، وكما قال سيدي حسين: عن يد وظهر وقلب إلى آخره، يدفعون الجزية الآن المسلمين يدفعون الجزية من نفطهم، ويدفعون الجزية من أموالهم لأمريكا ولإسرائيل ولغيرها وبالمليارات.
الجزية المفروضة في شرع الإسلام لا تساوي شيء قياساً إلى الجزية التي يدفعها المسلمون اليوم لأولئك. هذا نتيجة أن فرطوا، ونتيجة أنهم لم يعوا هدى الله، هدى الله أشعر المسلمين وقرر للمسلمين وأكد على أنه عندما يكون أولئك في موقع القوة يمثلون خطراً كبيراً عليكم، يجب أن تكونوا أنتم في موقع القوة وأن يكونوا هم في موقع الضعف، يجب أن تكونوا أنتم في موقع العزة وأن يكونوا هم في موقع الذل والهوان، وأن تكون لكم الغلبة واليد والسيطرة فيدفعوا هم الجزية ويكونوا هم في موقف الصغار يعني: الذلة والاستسلام، وبذلك يندفع شرهم.
وما من شبهة في شركهم، بعض المسلمين كان يتصور أن أولئك بريئين من الشرك، أن اليهود والنصارى والمنحرفين من الذين أوتوا الكتاب بعيدين عن الشرك، فأكد القرآن شركهم وإن كان شركهم نوع ثاني مختلف عن شرك عَبَدَة الأصنام يعني: المشركون فئات متعددة، المشركون أصناف متعددة، مشرك يعبد صنم من حجر، ومشرك يعبد بشر يعبد بشر، هو لا يعبد صنم من حجر لكنه مشرك لأنه يعبد بشراً، وهذه حال اليهود والنصارى وإن لم يكونوا عابدين لأصنام حجرية، من الحجار أو من الأشجار أو من الذهب أو من الفضة أو من أي شيء، لكن لهم شرك ولديهم مظاهر كفر وهذه منها:
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم:
دروس من سورة التوبة الدرس الثالث.
ألقاها السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي
بتاريخ/12/رمضان/1434هـ
اليمن – صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر