ولهذا نحن أمام هذا الواقع معنيون وتجاه هذا الوضع الراهن معنيون بأن نعي طبيعة هذا التهديد، وطبيعة هذا الخطر، وما هي مسؤوليتنا في المقابل، وبالذات وقد تحول الواقع الداخلي للأمة إلى واقع انقسام، وأهم مسألة وأكبر قضية في هذا الانقسام هي في حقيقة الأمر الموقف تجاه هذا التهديد، وتجاه هذا الخطر، تجاه التهديد الإسرائيلي، تجاه الخطر الإسرائيلي، وطبيعة الموقف الذي علينا لنصرة الشعب الفلسطيني كجزءٍ منا، ولما يعنيه الأمر بالنسبة لنا باعتبار الكيان الإسرائيلي عدواً يشكِّل خطراً على الأمة بكلها، في كل أقطارها، وفي كل بلدانها.
نحن معنيون بأن نكون على درجة عالية من الوعي، واليقظة، والانتباه، والإحساس بالمسؤولية، وأن نتصدى لكل أشكال التآمر في الداخل في الساحة الداخلية لنا كأمةٍ مسلمة، كل المساعي الرامية إلى تكبيلنا، وإلى تجميدنا، وإلى ما هو أكثر من ذلك: إلى حرف بوصلة العداء عن العدو الإسرائيلي إلى الداخل الإسلامي، ومساعي التطبيع والتحالف مع العدو الإسرائيلي، ومساعي القضاء على القضية الفلسطينية، والتصفية للقضية الفلسطينية؛ لأن هناك في داخل الأمة من يسعى لهذا- وللأسف الشديد- وبوضوح، وباتت ما يسمى بـ (صفقة ترامب) تعتمد أساساً على أدوار لجهات من داخل الأمة، لجهات تتحرك بوضوح، ما مؤتمر البحرين الذي ينوون إقامته كأول خطوة عملية ضمن خطوات صفقة ترامب إلَّا سلسلة من سلسلات الخطوات العملية المنوطة بأطراف من داخل الأمة، بأنظمة عربية وبحكام عرب يتحركون في هذا الاتجاه، في المقدِّمة النظام السعودي، النظام السعودي هو يجعل من آل خليفة في البحرين قفازاً يحاول أن يبدأ بهم بعض الخطوات المحرجة، والمخزية، والمسيئة، والمشينة؛ ليتقلدوا هذا العار أولاً، وليكسر بهم الحاجز في اتخاذ خطوات مشينة ومخزية تمثِّل عاراً وخيانةً للأمة، وللشعب الفلسطيني، وللمقدسات وللإسلام، خيانةً للإسلام.
اليوم نرى النظام السعودي يتجه إلى استغلال مكة المكرمة، بكل ما تمثِّله للمسلمين، وبموقعها المهم في الساحة الإسلامية فيما تعنيه لنا كمسلمين، والاستغلال السياسي لمكة المكرمة للانطلاقة منها في تبني مواقف يريد أن يفرضها على الجميع، وكلها تصب في إطار حرف بوصة العداء إلى الداخل الإسلامي، والتمهيد للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، والدخول في الخطوات العملية بهدف التصفية للقضية الفلسطينية.
نحن أمام مرحلة تاريخية مهمة تعظم فيها المسؤولية، ويكبر فيها الواجب، ويتطلب الوضع الراهن المزيد من حالة التعبئة في داخل الأمة: التعبئة التوعوية والثقافية، وترسيخ الشعور بالمسؤولية، وتحصين الساحة الداخلية للأمة من التأثر بكل هذا العمل الكبير من قِبَلِ تلك الأنظمة التي اتجهت هذا الاتجاه الخاطئ الذي يشكِّل خطورة على القضية الفلسطينية في نفسها، وعلى الأمة بشكلٍ عام.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم القدس العالمي 1440هـ يونيو 2، 6, 2019م.