نحن كشعبٍ يمنيٍ بهويتنا الإيمانية وانتمائنا للإسلام، ونحن أيضاً جزءٌ من هذه الأمة المستهدفة، لكن لبلدنا حصته من هذا الاستهداف الذي هو استهداف شامل.
الحديث في إطار العناوين عن هذا الاستهداف الشامل الكارثي المدمر، الذي له غاية خطيرة جدًّا، ولكننا سنسعى للاختصار؛ لأننا لو دخلنا في شرح التفاصيل، والدخول في كثيرٍ من الشواهد، لطال بنا الحديث، ولتأخرنا كثيراً، فسنحرص على الاختصار، وسندع للإخوة في الإعلام: الإعلام الرسمي عندنا في صنعاء، وقناة المسيرة أيضاً، والإعلام الوطني، والإعلام الذي يتخذ موقفاً حراً تجاه الاستهداف الأمريكي للأمة، سندع لهم الفرصة للعناية فيما يتعلق بالشواهد:
السيطرة على التعليم والخطاب الديني
أيضاً يدخل ضمن هذا الاستهداف الشامل كما قلنا: السيطرة على التعليم؛ بهدف السيطرة الثقافية والفكرية، واحتلال العقول والقلوب، والسيطرة على التوجهات، هذا أخطر أشكال الاحتلال، وأسوأ أشكال السيطرة: السيطرة على الإنسان في ثقافته، في فكره، وكان من خلال السيطرة على التعليم والإعلام.
السيطرة على التعليم: حرصوا على السيطرة على المناهج الدراسية، وبدأ الأمريكي يتدخل في صياغة هذه المناهج، وفي مضامينها، وفيما يبقى، وفيما يحذف، وبدأ مشواراً خطيراً ولمَّا يكمل في هذا المشوار الخطير جدًّا، والتركيز على المعلمين والمعلمات من خلال نشاط يستهدفهم في إطار دورات معينة؛ لإفسادهم، ولتضليلهم، ولتشغيلهم بما يخدم الأهداف الأمريكية؛ حتى يكونوا منابع للضلال، وفي التركيز على الطلاب من خلال المعلمين والمناهج، ومن خلال أنشطة وبعثات خاصة تستهدف البعض من الطلاب، ونخب من الطلاب الأذكياء، والتفاصيل أيضاً هنا سنحيلها إلى الإخوة في الجانب الإعلامي؛ لكي لا يطول بنا الحديث جدًّا.
مما سعى له الأمريكيون: السيطرة على الخطاب الديني والمساجد، سعوا في التركيز على المساجد، وأن يعمم عليها خطاب معين، وأن يكون الخطاب الديني سواءً في المسجد، أو في المدرسة، أو في الإعلام، أو في… بكل أشكاله ووسائله، أن يكون محكوماً بموجهات معينة تخدم الأمريكي، وكان لهم أنشطة وبرامج من خلال الجهات الرسمية، ومن خلال منظمات اشتغلوا من خلالها لتحقيق هذا الهدف.
وأيضاً وصل بهم الحد في سعيهم للسيطرة على الخطاب الديني إلى محاربة القرآن الكريم نفسه، وهذا أمر خطير للغاية، وسيء جدًّا، ومن السيء جدًّا السكوت عنه، لقد حاولوا أن تحذف نصوص من القرآن الكريم في المناهج المدرسية، أن تزال عن المناهج المدرسية الآيات التي تتحدث عن الجهاد، الآيات التي تتحدث عن أعداء الأمة وخطورتهم، الآيات التي تعزز روح الاستقلال لدى الأمة، والحرية، والكرامة، والعزة… وهكذا، حرصوا على حذفها من المناهج المدرسية، حتى أنهم حذفوا من المنهج الابتدائي سورة (الكافرون)، وبعض السور كانوا يحرصون على حذفها، وأيضاً تغييب مثل هذه الآيات القرآنية في الخطاب الديني في المساجد، في خطب الجمعة، في الوسائل الإعلامية التي تقدم فيها برامج دينية…إلخ.
أضف إلى ذلك: سعيهم لتقديم مفاهيم محسوبة على الدين وليست منه؛ إنما يهدفون من خلالها إلى تدجين هذه الأمة لأعدائها، مثلاً: قدَّموا عنوان (القبول بالآخر) ليكون مفاده: القبول بالأمريكي يحتلنا، ويدوسنا، ويظلمنا، ويقهرنا، ويستعبدنا، وينهب ثرواتنا، ويحتل أرضنا، والقبول بالصهيوني اليهودي الإسرائيلي الذي هو عدو يصادر فلسطين بالكامل، وليتآمر على أمتنا، وليفسد في أمتنا، وليظلم في أمتنا، وليعبث في أمتنا، فكان هذا هو هدفهم من عنوان (القبول بالآخر)، وليس التعايش في إطار بلدان هذه الأمة، التعايش كان حالة قائمة في إطار بلدان هذه الأمة، سواءً في اليمن، أو في العراق، أو… لم يكن يخرِّبه إلَّا التدخل الخارجي من أعداء الأمة.
سعى الأمريكي من خلال سيطرته على الخطاب الديني لصنع قالبين شكليين يقدِّمهما كمعبِّرين عن الإسلام: القالب والشكل الأول: هو التكفيريون، ولهم دور، ولهم عناوين، ولهم… تحدثنا في بداية الكلمة عن ذلك. والقالب والشكل الآخر: هم المنبطحون، الذين يروِّجون للسيطرة الأمريكية، ولتمييع الأمة، ولترسيخ حالة الاستسلام، ويروِّجون لمفاهيم- كما قلنا- من مثل عنوان (القبول بالآخر)، والذي يعني القبول بالأمريكي يحتل، وبالإسرائيلي كذلك يصادر فلسطين، ويظلم الشعب الفلسطيني، ويصادر حقوق هذه الأمة ويظلمها…إلخ. وكان هناك أنشطة وبرامج واهتمامات واسعة في هذا السياق، لا يتسع الوقت للدخول إلى التفاصيل.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد 1442هـ