مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عملية التعطيل هذه فعلوا فيها الشيء الكثير، وغيّبوا القضية الفلسطينية، والخطر الإسرائيلي، والخطر على المُقّـدسات وعلى الأقصى الشريف غيّبوه إلى حدٍ كبير من المناهج الدراسية في المدارس والجامعات، وغيّبوه من الإعـلام تماماً، وأصبح التعاطي الإعلامي معه تعاطٍ روتيني، وليس هادفاً، ولا فعالاً، ولا محركاً، غيّبوه من كُلّ ذلك، همّشوا القضية الفلسطينية، قزّموا الخطر الإسرائيلي، واشتغلوا لتعطيل أي تحرك في داخل الأُمَّـة.

 

مسار التطبيع والصداقة

اتجهوا بعد ذلك إلى مسار آخر هو مسار التطبيع، وتقديم إسرائيل على أنها صديق، وأن الخيار معها هو السلام، وأن الخيار معها هو الصداقة، العلاقات العادية، أنه كيان مقبول، مُرحَّبٌ به في داخل الأُمَّـة، شريك للأُمَّـة في قضاياها وأمورها وشؤونها، اليوم يشترك مع بعض الأنظمة العربية حتى في الحروب، اشترك في العدوان على اليمن بشكل أو بآخر، بأشياء كثيرة، حتى في الغارات الجوية اشترك، حتى في بيع السلاح اشترك، حتى في تشغيل خبراء منه مع النظام السعودي اشترك، اشترك في أشياء كثيرة ويشترك في التآمر مع أنظمة عربية على قوى المقاومة، صديق، شريك، مقبول به، ومبادرة السلام تقدم على هذا الأساس: على أساس أن إسرائيل صديق، وأن يقبل به، وأنه كيان طبيعي حاله حال أي دولة في المنطقة، فقط الاتفاق معه على وقف المشاكل.

 

مسار التحالف والنصرة

المسار الثالث: التحالف مع إسرائيل ضد من يعادي إسرائيل، واعتباره عدواً مشتركاً، اليوم إيران البلد المسلم الذي هو جزءٌ من هذه الأُمَّـة، من كيانها، إيران الذين تقولون عنهم: [فُرس، مجوس، كلمات أخرى] هم جزءٌ ومكوّنٌ رئيسيٌ في هذه الأُمَّـة، هم مسلمون من هذه الأُمَّـة، ومن خيرة المسلمين، أنتم- أيها التكفيريون- يا من تقولون عنهم أنهم مجوس، أنتم من تروون- حتى في المجاميع الحديثية- تروون حديثاً أن الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- قال حين تلى: {وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: من الآية38]، أنتم من تروون في البخاري وفي غير البخاري أنه قال: (هم قوم هذا) وأشار إلى سلمان، وقال: (لو كان هذا الدين معلَّقاً بالثريا لتناوله رجالٌ من فارس)، هم مسلمون، هم من الأُمَّـة الإسلامية، وهم اليوم يقفون الموقف المشرّف والمسئول لنصرة القضية الفلسطينية، هم يقفون اليوم الموقف المشرف والأرقى تجاه الهيمنة الأمريكية، هم اليوم يقفون الموقف المسئول- بما تعنيه الكلمة- في دعم حزب الله، في دعم حركات المقاومة في فلسطين، اليوم ذنب إيران هو هذا الذنب: أنها لم تركع لأمريكا، يوم كانت إيران الشاه، قبل أن تكون إيران الخميني، وقبل أن تكون إيران الثورة الإسلامية، لم يكونوا يقولون عنها أي شيءٍ من هذه المثالب المفتراة والمدعاة، كانت إيران شيئاً مقبولاً لديهم، كان الشاه مُعَظّماً في أوساطهم، لم يكونوا يُكِنّون له العداء الذي يُكِنّونه اليوم لإيران يوم تبنت قضية فلسطين، يوم عادت إسرائيل.

 

حزب الله اليوم، حزب الله الذي هو عربيٌ مسلم، حزب الله الذين هم صفوة هذه الأُمَّـة في جهادها ضد إسرائيل، ورأس الحربة لهذه الأُمَّـة، والسيف الصارم لهذه الأُمَّـة على إسرائيل، والذين لهم الموقف المشرف والعظيم والتاريخي الذي تفتخر به الأُمَّـة، هو فخرٌ حقيقيٌ للأُمَّـة، يتآمرون على حزب الله، فيقدمون إيران أنها عدوّ مشترك، لمن؟! يقولون للعرب وإسرائيل، ليس للعرب، للمتخاذلين من العرب، للمتصهينين من العرب، للموالين لإسرائيل من العرب، تتحول إيران لعدوّ مشترك، يتحول حزب الله إلى عدو مشترك بين إسرائيل وبين من يتحالفون مع إسرائيل، هذا ارتداد قيمي، أخلاقي، إنساني، عربي، هذا ليس من العروبة في شيء، ولا من الإسلام في شيء، أن تعادوا من تعاديه إسرائيل، أن يكون من يعادي إسرائيل عدواً لكم، وأن تحاولوا أن تخيفوا الآخرين، فإذا سمعتم بصوتٍ هنا أو هناك، في هذا البلد أو ذاك البلد يعادي إسرائيل اعتبرتموه عدواً، إذا سمعتم صوت الحرية والاستقلال في بلدٍ هنا أو بلدٍ هناك جعلتم منه عدواً مشتركاً بينكم وبين إسرائيل، هذه كارثة، هذا انحراف كبير جدًّا في واقعكم، عندما يصبح من يعادي إسرائيل عدواً لكم، من يتبنى مناهضة الهيمنة الأمريكية، ويتبنى حرية الأُمَّـة، واستقلال الأُمَّـة، وكرامة الأُمَّـة، تعتبرونه عدواً مبيناً، تتآمرون عليه بكل أشكال المؤامرات، وتعادونه أشد العداء، ثم بالرغم من أنكم كنتم في كل الفترات الماضية أولئك المتخاذلين والجامدين، ولا فاعلية لكم في نصرة شعب فلسطين، في حماية الأقصى، في مواجهة إسرائيل، إذا بكم اليوم- بكل فعالية- تشغلون وتفعلون كُلّ إمكانياتكم وقدراتكم، وتعملون في الليل والنهار، ولكن إلى جانب إسرائيل، في صف إسرائيل، بالتحالف مع إسرائيل.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة يوم القدس العالمي 1437هـ.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر