شهيد الأمة وهو الذي حمل هم الأمة وتبنى نصرة قضايا الأمة الكبرى في المرحلة التي كان السائد فيها هو التخاذل والتراجع والصمت والإستسلام والروح الإنهزامية ، فكان أن تحرك وهو يحمل الهمّ ويناصر القضية بأعلى الصوت وفي الواقع العملي ، وهو شهيد كلمة الحق في وجه السلطان الجائر والطغيان العالمي المستكبر ، فلم يصمت حين صمت الكثير وسكت الكثير ، ولم ينهزم حين انهزم الكثير، على العكس، تحرك بكل إباء ومن واقع الشعور بالمسؤولية في المرحلة ذاتها التي حاول أولئك فيها فرض حالة الصمت وتكميم الأفواه وإجبار الناس على الخنوع والإستسلام ، فكان أن صرخ صرخة الحق صرخة الإباء في وجه المستكبرين ، وبهتاف الحرية الذي نادى به وأعلى به صوته وقدمه كموقف مهم ، هتاف الحرية المتمثل بالشعار المعروف (الله أكبر – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل – اللعنة على اليهود – النصر للإسلام) هذا الهتاف الذي رفعه عالياً ونادى به ليكون موقفاً حكيماً صحيحاً محتاجاً إليه ومطلوباً في ظرفٍ عصيبٍ ومرحلةٍ خطيرةٍ وحساسة ، فواجه به كل مساعي فرض حالة الصمت ، ونجح ، نجح في ذلك نجاحاً كبيراً.
ونستذكر في هذه الذكرى المؤلمة المظلومية الكبيرة، مظلومية الشهيد القائد، التي كانت مظلومية أمة ومظلومية قضية.
جريمةٌ كبيرةٌ ارتكبها الطغاة الظالمون بحق رجلٍ عظيمٍ دون أي ذنبٍ وبدون حق، ذنبه الوحيد هو أنه دعا إلى القرآن وتحرك على أساس القرآن ونهج نهج القرآن وتحرك يستنهض الأمة في إطار الموقف الحق والقضية العادلة، أمر بالقسط وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر الأكبر المتمثل بالطغيان الأمريكي والإسرائيلي وما في إطاره من قوى الشر والظلام والطغيان. الجريمة المتمثلة بقتل رجلٍ مؤمنٍ عظيمٍ يتحرك على أساس القرآن، يعمل على استنهاض الأمة بالقرآن، يعمل على إعادة الأمة إلى منهج القرآن، يأمر بالقسط، هي جريمة فضيعة جداً.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى استشهاد الشهيد القائد -1435هـ