مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وعندما نعود إلى الدروس المستفادة من هاتين الآيتين المباركتين، نجد أنَّ من أهم لوازم المعركة ولوازم الصراع عموماً في المعركة، وما قبل المعركة، وفي كل ميدان من ميادين الصراع: الالتجاء الدائم إلى الله -سبحانه وتعالى-، لا بدَّ من هذا: من الالتجاء إلى الله -سبحانه وتعالى-، أولاً: من واقع الشعور بالضعف والحاجة إلى الله -سبحانه وتعالى-، والإنسان بحاجة دائمة إلى الله -سبحانه وتعالى-، والأمة بحاجة إلى أن تلتجئ إلى الله ليمدها بنصره، بمعونته، بألطافه، بتأييده، ليرعاها برعايته، وعندما يعيش الناس هذه الثقة بالله، وهذا الأمل، وهذا الرجاء، فهذا يساعدهم للتحرك في ميدان الصراع والنزول إلى ميدان المعركة بمعنويات عالية، بطمأنينة، بثبات، بأنهم ليسوا في واقعهم سيخوضون هذا الصراع فقط بمستوى ما يمتلكونه من إمكانيات، إنما أيضاً بما يأمِّلونه ويرجونه من معونة الله، من تأييد الله -سبحانه وتعالى-، وعندما لا تبقى الحسابات ضيِّقة والتقديرات محدودة، أننا نواجه بهذا العدد، بهذه الإمكانات فقط، بل تعدى ذلك: هذا الأمل، وهذا الرجاء المفتوح في فضل الله، في تأييده، في معونته، في نصره، والاعتداد بمعيته، أنه -جلَّ شأنه- معنا إن صبرنا، إن ثبتنا على الموقف الحق، إن بذلنا ما بوسعنا، وأدينا ما علينا، فأنه -جلَّ شأنه- معنا ينصرنا، يعيننا، يؤيدنا، فهذا له أهميته، وفي نفس الوقت له نتيجته، الله -جلَّ شأنه- يقول هنا: {فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}، عندما نكون في موقف الحق، عندما نتحرك في مسؤولياتنا وواجباتنا في هذا الموقف الحق، ونلتجئ إلى الله -سبحانه وتعالى-، ونرجوه، ونأمل فضله ونصره وعونه، هو -جلَّ شأنه- الكريم العظيم، وهو الذي قدَّم الوعود المؤكَّدة في كتابه، ولا يمكن أن يخلف وعده، فهو يتدخل، هو يستجيب، هو يأتي بمدده، تأتي منه الرعاية الواسعة المتنوعة، يأتي منه التدخل الواسع الذي يغيِّر به الكثير والكثير من الأمور، ويصنع به الكثير والكثير من المتغيرات التي تساعد على الانتصار في المعركة، التي تدفع عن عباده المؤمنين الذين استجابوا له، وتحرَّكوا على ضوء توجيهاته وتعليماته، وتمسَّكوا بالحق، وثبتوا على موقف الحق، تأتي منه الرعاية الواسعة التي تمثل دعماً لهم، وتساعدهم في الواقع، وتصنع لهم الكثير من المتغيرات التي تساهم في انتصارهم وفي ثباتهم.

 

وهنا قدَّم المسألة موجَّهةً إلى المؤمنين، لو بقي الحديث هنا كله موجهاً إلى رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-، إلى نبي الله محمد -صلوات الله عليه وعلى آله-، لقال البعض: [هذا أمرٌ يخص النبي]، لكن يأتي الحديث هنا موجهاً إلى المؤمنين: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}، ويأتي الحديث أيضاً بالتوصيفات التي تعبِّر عن طبيعة الانتماء، وعن طبيعة السلوك، وعن طبيعة الموقف، سواءً في اتجاه المؤمنين باعتبار انطلاقتهم الإيمانية وموقفهم الحق، الحق عنوان، والإيمان عنوان، وفي المقابل هناك الإجرام والمجرمون عنوان آخر، الكفر والكافرون عنوان آخر، النفاق والمنافقون عنوان آخر، وهذه العناوين هي التي تجري وتأتي على مصاديقها في واقع الناس عبر الزمن.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية التاسعة عشرة: 1441هـ 12-05-2020م

يوم الفرقان (3) التعزيزات والمدد الإلـــــهي.. كيف ولمن؟!


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر