أيها الإخوة والأخوات: هناك أمم في هذه الأرض وهي لا تنتمي إلى الإسلام، الإسلام في مبادئه الإلهية العظيمة، في أخلاقه العظيمة، في شريعته العظيمة والمقدسة والمباركة، لكن لديها طموحها الإنساني، لا زالت بفطرتها الإنسانية تصر على أن تكون أمةً حرة، واتجهت في هذه الحياة لتفصل نفسها عن الخضوع لأمريكا، عن التبعية لأمريكا، عن الإستسلام لأمريكا، وتسعى لأن تكون أمةً متحررة من الخضوع لأمريكا، ومن التبعية لأمريكا، نحن نعرف كيف تسعى روسيا مثلاً للتحرر من الهيمنة الأمريكية، ولتكون نداً أمام الأمريكي، كيف تسعى الصين، كيف تسعى كوريا الشمالية… كيف تسعى بلدان هنا وهناك، بعض البلدان في أمريكا اللاتينية مع قربها من أمريكا تسعى لأن تكون حرة، ومنعتقة من الهيمنة الأمريكية، لماذا؟ لأنهم يدركون أنَّ الهيمنة الأمريكية هي استعباد، هي إذلال، هي قهر، هي مصادرة للحرية، هي مصادرة للكرامة، هي مصادرة للإستقلال، وهم لا يريدون أن يعيشوا هذه الحياة، نحن بالأولى- كأمة مسلمة- نحن بالأولى أن نكون أعظم إصراراً، وأكثر تصميماً على أن نكون أمةً حرة مستقلة، تبني حياتها في هذه الحياة، تبني مشوارها في هذه الحياة على أساسٍ من مبادئها العظيمة، وقيمها العظيمة، وأخلاقها الإلهية القرآنية الإسلامية العظيمة، نحن أولى بالحرية، بالإستقلال، بالكرامة.
ثم نحن نعيش في واقعنا في واقع هجوماً علينا كأمة، أمريكا هي التي هجمت علينا، هي التي أتت إلينا، لسنا نحن كأمة مسلمة من ذهبنا في السفن وانتقلنا عبر البحار لنهجم عسكرياً على الولايات المتحدة الأمريكية، ولنعتدي على سكانها ومواطنيها، ونقتحم عليهم المدن، وننهب عليهم المقدرات والثروات والخيرات، ونقيم في بلدانهم القواعد العسكرية للإستئثار بكل ممتلكاتهم، والتحكم بكل قراراتهم، والتدخل في كل شؤونهم. هم من أتوا إلينا هم، هم من أتوا إلينا، هم من بدأوا بالتدخل في كل شؤون حياتنا، يتدخلون سياسياً، أين هو البلد العربي الذي لا تتدخل الولاية المتحدة الأمريكية في شؤونه السياسية، أين هو؟ أين هو البلد الإسلامي الحر الذي هو بمنأى عن كل مؤامرات أمريكا، وتحترمه أمريكا، وتحترم استقلاله، لا تتآمر عليه، لا تضايقه؟ هي تركز على المنطقة بشكلٍ عام، وتسعى للسيطرة عليها بشكلٍ عام، وتتعامل معنا كشعوب إسلامية، كأمة مسلمة عربية وغير عربية… كل هذه الأمة الإسلامية، تتعامل معها بعدائية شديدة، هي تكرهنا كمسلمين، وهي تسعى للسيطرة علينا بعدائية.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
كلمة السيد بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1441هـ يناير 18, 2020