جانبٌ آخر: عندما نأتي إلى نقاط مهمة جدًّا، ونحن- كما قلنا في بداية الحديث- أحوج ما نكون إلى أن نستلهم من هذه المحطات التاريخية ما نحن في أمسِّ الحاجة إليه فيما نواجهه من: مشاكل كبيرة، وتحديات كبيرة، وأخطار كبيرة.
إذا جئنا إلى الرسول نفسه -صلوات الله عليه وعلى آله- وهو رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- يمثِّل بالنسبة لنا القدوة والقيادة الذي يجب أن نتطلع إليه في كل زمن، في كل عصر، في كل جيل، نتطلع إليه كقدوة وقيادة، وإلى القرآن كمنهج، فنستلهم من ذلك كله، من حركة الرسول في الإسلام، وحركته بالقرآن وعلى أساس القرآن، وما قدَّمه القرآن فيما فيه من توجيهات إلى الرسول، وفيما فيه من حديث عن الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-، نستلهم من ذلك الرؤية الصحيحة؛ حتى لا نكون ممن يتيهون وراء أفكار ظلامية، ورؤى غريبة، باطلة، ظلامية كذلك من هنا أو هناك، لا نتيه مع التائهين الذين يبحثون هناك وهناك في صحاري ومتاهات الضلال، هذا النور قد أتى، نور الله الذي يجب أن نتطلع إليه دائمًا، وأن نتوجه من موقع الاقتداء والاتباع والاهتداء لنقفوا أثر رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله- لنقتدي به هو -صلوات الله عليه وعلى آله-، هو قدوتنا، هو أسوتنا، هو معلِّمنا، وأن نتأكد ونتيقن أنه لا خلاص لنا ولا فلاح لنا إلا بذلك، وإلَّا فكثير مما يصل إلى أمتنا من هناك أو هناك إنما هو في مصدره منشئه إنما يقدم من أعداء الأمة، ويصل إليه من خلال أعدائها الذين لا يريدون لها الخير أبدًا.
أيضًا فيما تعانيه أمتنا في واقعها الداخلي من: حالات اعوجاج، حالات انحراف، حالات تحريف، حتى فيما يحسب على الإسلام، نستفيد بعودتنا المباشرة، وتطلعنا إلى تلك المحطات التاريخية، فنرى كيف كان رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ونرى ما يقدِّمه القرآن لنا جنبًا مع جنب في حركة الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-، فنرى الحقيقة التي تكشف كل الزيف، فلا ننخدع بالزيف، ولا نتأثر بالاعوجاج، ولا يتمكن الآخرون من تضليلنا بالعناوين المخادعة التي يلبسون بها الحق بالباطل، ويخلطون بها ويمزجون الخير بين الشر؛ حتى يخادعونا تحت تلك العناوين، وبتلك العناوين، وهذه قضية لاحظها القرآن الكريم حتى في عصر النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- فيما واجهه النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- من تحديات في الساحة الخارجية، من أعداء هذا الإسلام الكافرين به جملةً وتفصيلًا، وفيما عاناه من حالات الاعوجاج في الداخل، في المنتسبين لهذا الدين، ممن ينتسبون له ثم يبتعدون عن مبادئ منه، أو عن قيم وأخلاق وتعليمات أساسية فيه، فيكونون في حالةٍ من الاعوجاج الذي لا ينسجم مع مبادئ الإسلام العظيمة، فيتصدى لها، ويفضحها، ويكشفها.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة الهجرة النبوية 1440هـ – 1 –1.