النشاط الواسع في ظل هذه المناسبة، في زيارة روضات الشهداء، بكل ما لذلك من تأثير نفسي، معنوي، إيجابي، ووجداني إيجابي، وأثر مهم جداً على المستوى الأخلاقي والتربوي.
كل هذا يذكِّرنا جميعاً بمسؤوليتنا في حمل الراية، ومواصلة المشوار، في هذا الطريق العظيم: طريق الحق، طريق الموقف الحق، التمسك بالقضية العادلة، الاتجاه الصحيح، الذي هو رضا لله "سبحانه وتعالى"، وهو بالنسبة لنا حاجة إنسانية، نحن بحاجة على مستوى واقعنا الإنساني إلى أن نكون كشعب شعباً حراً، عزيزاً، كريماً، مستقلاً، غير مستعبد، غير مستذل، غير مهان، غير مصادر ومسلوب القرار، غير مقهور تحت وطأة وأرجل وأحذية المستكبرين والمجرمين.
نحن كشعبٍ يمني يريد الله لنا أن تبقى رؤوسنا شامخة، وهاماتنا مرفوعة، وأن نبقى شعباً حراً، وكأمة على المستوى العام، الأمة الإسلامية هذا ما يريده الله لها جميعاً، وهذا هو أيضاً ما يفرضه انتماء هذه الأمة للإسلام، انتماؤها للإيمان، إيمانها بأن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسول الله "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله".
فبشكلٍ عام نواصل، أو نستشعر مسؤوليتنا في مواصلة المشوار، أن نثبت على الموقف الحق، أن نتحرك فيه بكل جدية، في كل مجالات العمل والمسؤولية، في كل ميادين المسؤولية، أن نتحرك بروحية ثورية تحررية جهادية، بروحٍ مستعدةٍ للعطاء إلى أعلى المستويات، بكل جد، بكل اهتمام، بحذرٍ من التقصير والتفريط، وأن نستشعر قدسية الموقف الذي نحن فيه، هو موقفٌ عظيم، قدَّمنا فيه أغلى الرجال، قدَّمنا فيه أعزاءنا، أحباءنا، أخيارنا، صفوتنا، شرفاءنا، أولئك الذين عندما نستذكرهم؛ نخجل من أن نفرِّط، من أن نقصِّر، من أن نهمل، بعدما وصلوا هم في مستوى عطائهم، صدقهم، إخلاصهم، إلى أن يضحوا بحياتهم وأرواحهم، فلا نفرِّط، ولا نقصِّر في الأعمال التي هي أعمال بسيطة، مقارنةً بمستوى بذل النفوس والأرواح، وتقديم الحياة.
الإنسان نتيجة غفلته، نتيجة بُعدِه عن تذكُّر هذه القيم والمفاهيم؛ قد يفرِّط، يتنصَّل عن المسؤولية، يتقاعس، يتثاقل في أعمال بسيطة، وقد يكون دوره في هذه الحياة دوراً ضئيلاً، هو قليل العطاء، قليل العمل، منعدم الأثر، قليل الفائدة، أين قيمتك الإنسانية عندما تكون على هذا النحو: يعني [ما فيك خير، ما منك خير، ما منك فائدة]؟! قيمة الإنسان فيما يعمله، فيما يقدِّمه من عملٍ صالح، يسمو بهذا في الدنيا، وينال به الفوز العظيم في الآخرة.
ولذلك مسؤوليتنا كبيرة في أن نواصل المشوار بكل جد، أن نحمل الراية بكل ثبات، هذه مسؤوليتنا جميعاً، أن نتحرك بروحيةٍ عالية في الاستعداد للعطاء والبذل والتقدمة والموقف، وهذا هو الخيار الصحيح بكل الاعتبارات.
بحمد الله "سبحانه وتعالى"، نقول بكل اطمئنان، بكل راحة بال، بكل رضا: نحن في موقف الحق، هذه نعمة كبيرة، هذه نعمة عظيمة، نحن في الموقف الذي يُكتَب لنا فيه ما نعمل، ما نقدِّم، ما نفعل، ما نتحرك فيه، ما نعاني فيه، يُكتَب لنا عند الله "سبحانه وتعالى"، ويثمِّره الله لنا، ويحقق لنا من نتائجه في عاجل الدنيا، وفي مستقبلنا الأبدي في آجل الآخرة، هذه نعمة عظيمة.
الخسارة الرهيبة، هي: خسارة أولئك الذين انطلقوا في صف الباطل، مثلما هو حال تحالف العدوان، هل يمكن أن يكون السعودي والإماراتي الذي يتحرك تحت الراية الأمريكية، وتحت عنوان التطبيع مع إسرائيل، بالمؤامرات على أمته، وعلى شعبنا على وجه الخصوص، والعدوان على شعبنا، والمؤامرات على أمتنا بشكلٍ عام، هل يمكن أن يُؤْجر من الله على مؤامراته، على جرائمه، على أفاعيله القبيحة، التي حمل بها الصيت السيئ في كل العالم، عند كل البشر، عند المسلمين والكافرين، أصبحت جرائم تحالف العدوان في اليمن جرائم بشعة، مشوِّهة، مخزية، ووصمة عار في كل المجتمع البشري، أصبح الكل في مشارق الأرض ومغاربها يقولون عنها أنها جرائم، وأنها الأبشع في سجل الجرائم، وأنَّ هذا العدوان على شعبنا هو حربٌ كارثيةٌ مأساويةٌ، ولا تتسم بأدنى معيار من معايير الإنسانية، أو القيم، أو الأخلاق، الممارسات الوحشية والإجرامية تعبِّر عنها وتقدِّم الشهادة عليها: المشاهد التي هي بالآلاف، المشاهد التلفزيونية، مشاهد مصورة لجرائم المجازر الوحشية، جرائم الإبادة، جرائم القتل للناس بشكلٍ جماعي، في أفراحهم، في أعراسهم، في أحزانهم، في أسواقهم، استهداف لمصالحهم المشروعة، للمصالح الإنسانية، للخدمات الطبيعية، الحصار والتجويع على نطاقٍ واسع، جرائم وحشية مخزية لهم أمام كل العالم، لا يستطيعون تبريرها، في بعضٍ منها يحاولون أن يتنكَّروا لها، وأن يجحدوا أنها منهم لأيام، ثم يعترفون بعد ذلك؛ لهول فظاعتها، لشدة بشاعتها، في البداية يحاولون أن ينكروا، ثم يعترفون بعد ذلك.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1443هـ