ويأتي مع ذلك مشكلة إضافية، وطبعاً في شهر رمضان الجميع أو الأكثر يسهرون، ويحيون ليالي شهر رمضان، هذه إيجابية، فيما بعد شهر رمضان، مشكلة الذين يفرطون في تناول القات أنهم يعانون من السهر، إما يسهر ويجلس بشكل تلقائي ومقصود، ويجلس يتناول القات إلى آخر الليل، وإما أنه يتناول القات إلى وقت متأخر، ثم لا يستطيع النوم فيما بقي من ليله، يسهر، وعندما يكون الإنسان في موقع المسؤولية أمام الناس، إما مسؤول في الدولة، أو هو مسؤول في عمل مهم: عمل عسكري، عمل أمني، عمل اجتماعي، يؤثر هذا عليه سلباً، النهار إمَّا أنه نائم في وقت العمل، الوقت الذي يفترض به أن يكون مستيقظاً، وأن يتحرك في عمله؛ لأن الله جعل الليل سكناً، وجعل النهار مبصراً للعمل، لطلب المعيشة، للحركة في هذه الحياة، فيكون هو في وقت العمل نائماً، وفي وقت السكون والنوم والراحة مستيقظاً، فتصبح فاعليته ودوره العملي محدود، يضيّع الكثير من الوقت المهم، من وقت العمل، والليل أكثر وقته يمضيه في تطانين، في وساوس، في هواجس، وإذا فكَّر عملياً يفكر بطريقة غير منطقية وغير واقعية؛ لأنه لم يعد إنساناً واقعياً إلى حدٍ كبير، فقد واقعيته؛ لابتعاده عن الواقع العملي، كلما ابتعد الإنسان عن الواقع العملي، يصبح إنساناً غير واقعيٍ في تفكيره، وفي فهمه، وفي نظرته.
إذا كان مسؤولاً في الدولة لا يداوم، يخل بالدوام، يخل بمتابعة معاملات الناس وأمور الناس في النهار في وقت العمل، في وقت حركة الناس في حياتهم، يقصر في مسؤوليته، يتحمل الوزر في ذلك، يأثم، يكون أداؤه العملي مختلاً وناقصاً، منقصةٌ فيه، في التزامه، في إحساسه بالمسؤولية، في إيثاره لرغباته وشهوات نفسه على حساب مسؤولياته وأعماله المهمة في الحياة، إذا كان مسؤولاً في عملٍ آخر على المستوى الإجتماعي، على المستوى الأمني، على المستوى العسكري يخل، يأتي نقص كبير في أعماله، خلل كبير في أعماله، تأثير سلبي في أعماله، وهذه مشكلة كبيرة جدًّا، في نهاية المطاف تطال الإنسان في إيمانه وفي تقواه، يقصر تقصيراً مخلاً بالتقوى، لا يتقي الله سبحانه وتعالى في مسؤولياته كما ينبغي.
قد لا يكون في موقع من مواقع المسؤولية، ولكن على مستوى واقعه مع أسرته، فهو إما يجلس طول النهار إلى الظهر نائماً، لا ينفع أسرته بشيء، ولا يفيدهم بشيء، تسوء أخلاقه معهم، البعض عندما يوقظونه حتى للصلاة يغضب، ولا يستطيع أن يستيقظ لصلاة الفجر؛ لأنه لم ينم إلا ما قبل الفجر، أو في وقتٍ متأخرٍ من الليل، ويبقى نائماً إلى وقتٍ متأخر، يتحول إلى إنسان ليس له جدوى، ليس له قيمة في هذه الحياة، ليس له دور في هذه الحياة، لا ينفع أسرته، لا ينفع مجتمعه، وإذا قام بدور فهو دور محدود، وأعمال بسيطة، تتحول أعمال هذا الصنف من الناس إلى أعمال محدودة، جزءٌ منها أثناء وقت تخزينة القات في آخر النهار، وجزءٌ منها في الليل، ومثل هذه الأعمال تؤدى بشكل هامشي، يتحول العمل والمسؤولية إلى هامش في الحياة، ويتغير برنامج الحياة بالشكل الذي يلائم شهوة من شهوات النفس، ورغبة من رغباتها، وهذه حالة سلبية جدًّا، الإنسان إذا تحول على هذا النحو، وإذا أصبح بهذا الشكل يفقد توازنه في هذه الحياة، يفقد وضعه الطبيعي في مسيرة حياته في أعماله، في اهتماماته، في علاقته مع أسرته، بعض الآباء في المنزل تتغير طباعهم، مثلاً يتواجد في الأوقات التي هو إما مخزن، أو بعد تأثير القات، [ضابح] على حسب التعبير المحلي، ضاجر، منفعل، مستاء، منهمك في التفكير والوساوس، منشغل نفسياً وذهنياً بهمومه التي تكبر أكثر فأكثر بعد القات، ثم يؤثِّر هذا عليه سلباً في تعامله مع أطفاله، مع أسرته، لا يتحملهم، لا يتحمل الحديث معهم، وهكذا يكون متغيَّراً في سلوكياته وفي معاملاته.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية التاسعة 1441هـ
الجانب الصحي وموقعه في دين الإسلام