مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

المسؤولية التي يربينا عليها القرآن، هي مسؤولية مهمة، هي تجعل الأمة في موقعٍ متقدم في التصدي للأخطار التي تستهدفها، في مواجهة التحديات، في مواجهة الأعداء الذين يستهدفونها، والذين تشكِّل حالة الاستسلام والجمود والتنصل عن المسؤولية حالةً خطيرةً، تمكِّنهم من الإضرار بهذه الأمة على نحوٍ بليغٍ وخطيرٍ جداً، إن الله "سبحانه وتعالى" قدَّم لنا درساً عجيباً في القرآن في التصدي لخطر أعدائنا من اليهود، أتى في سورة البقرة قول الله "سبحانه وتعالى": {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ}[البقرة: 104-105]، الله "سبحانه وتعالى" في الآية المباركة يأمر المسلمين أن يقاطعوا كلمة (مفردة) من المفردات العربية: {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا}، وأن يستبدلوها بمفردة أخرى، في مورد استخدامها الذي كانوا يستخدمونها لأجله: {وَقُولُوا انْظُرْنَا}، ثم يؤكد على الالتزام بذلك بشدة: {وَاسْمَعُوا}، ثم بالمزيد من الوعيد والتهديد: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

 

الأمة التي يريد الله لها أن تكون على أعلى درجة من اليقظة، والوعي، والاستشعار للمسؤولية، والاهتمام بكل خطوة عملية مهمة، في التصدي لمؤامرات الأعداء، عليها أن تستوعب هذه التربية، أن تتفاعل إيجابياً مع هذه التريبة القرآنية، أمر الله المسلمين أن يقاطعوا مفردة لماذا؟ لأن الأعداء كانوا يستغلون استعمال العرب لهذه المفردة، لمصداق معين، العرب كانوا يستخدمونها لمصداق معين، لمعنى معين، فكان اليهود المعادون لرسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" يستخدمونها لمدلول آخر مسيء، مسيء إلى النبي "صلوات الله عليه وعلى آله"، وهذا المدلول مخفيٌ في أعماق أنفسهم، مخفيٌ في أعماق أنفسهم، ولكنهم يتسترون بالاستخدام من جانب العرب، من جانب المسلمين لتلك المفردة، ولو أنهم يستخدمونها لمدلول آخر، ولأجل هذا الاستخدام الذي استغلوه لمعنى في أنفسهم، ليس ضرره في الساحة ضرراً مباشراً: قتلاً للأمة، أو تدميراً لمقتنياتها، وممتلكاتها، وسيطرةً عليها، لا، إنما معنىً في أعماق أنفسهم، القرآن لا يسمح بأن يستفيد العدو حتى بمجرد معنى في نفسه، فيأتي ليحسم هذه المسألة بشكلٍ صارمٍ وحازمٍ ونهائي، ويلغي استخدام هذه المفردة: {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا}، ويأتي ببديلٍ لها: {وَقُولُوا انْظُرْنَا}؛ ليرقى بالأمة على ألَّا تسمح لعدوها هذا أن يستفيد في واقعه حتى من ثغرة واحدة، فكيف بمقاطعة البضائع.

 

كم تدر البضائع الأمريكية والإسرائيلية من أموال هائلة جداً، والعدو ماذا يسعى له اليوم؟ العدو الصهيوني، ومعه الأمريكي، يسعون إلى تجاوز حالة المقاطعة على كل المستويات: إنهاء القطيعة السياسية، من خلال إقامة علاقات رسمية، في المقدمة من الدول العربية، مع ذلك الجانب الاقتصادي، وبقية المجالات، يأتون ليتحدثون، كما فعل آل خليفة في البحرين، وكما فعل الإماراتي، وكما يفعل السعودي، عن علاقات في كل المجالات، حتى على المستوى الثقافي، حتى على المستوى الثقافي، هم يعملون على إنهاء هذه القطيعة؛ لينفذوا من خلال ذلك إلى السيطرة على الأمة في كل مجال من المجالات.

 

ولذلك نحن في هذه المرحلة أمام هذا الفرز الواضح، علينا أن ندرك أن حقيقة الموقف الذي ينسجم، مع إيماننا، مع قرآننا، مع إسلامنا، مع مصلحتنا كأمةٍ إسلامية، وأيضاً الذي ينسجم مع الواقع، الذي يشهد له الواقع، الذي يثمر في حقيقة الأمر في دفع الخطر عن أمتنا، وفي الموقف الصحيح، في التصدي لخطر الأعداء، وفي المباينة لهذا العدو، وفي المقاطعة لهذا العدو على كل المستويات، وأن تتوسع دائرة هذا الموقف، الذي هو اليوم جليٌ في مستوى محور المقاومة، محور المقاومة بشكلٍ عام، وكل الشعوب الحرة التي تتحرك بشكلٍ واضح، ومن ضمنها شعب البحرين المظلوم والعزيز والثابت، والذي له موقفٌ واضحٌ جداً ضد التطبيع الذي يقوم به آل خليفة، شعب البحرين ليس مع آل خليفة، في خيانتهم للأمة، في خيانتهم للإسلام، شعب البحرين هو يعاني من ظلم آل خليفة الذين يتوددون للعدو الصهيوني، ويوالون العدو الصهيوني، ويظلمون شعبهم، ويعتدون على شعبهم، ويتوجهون بكل قسوة وجبروت، واستعانة بالدعم الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، لظلم شعبهم.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر