من الأشياء المهمة والمميزات في المشروع القرآني الذي قدمه أنه ربطه بقيومية الله الحي القيوم ، لم يتعاطى مع القرآن الكريم على أساس أنه هناك كتاب لوحده ، نستفيد منه فيما يرشد إليه ، فنتحرك باعتبار ما أرشد إليه ، أشياء إيجابية حكيمة عادلة صحيحة مفيدة ، أكثر من ذلك ، القرآن الكريم هو كتاب الله ، والله هو ملك السماوات والأرض ؛ والمقولة الرائعة التي قالها الشهيد القائد هي : إن وراء القرآن من نزّل القرآن ، القرآن الكريم حينما نعود إليه معنى ذلك أن نعود إلى الله ، معنى ذلك أنه صلة ما بيننا وبين الله سبحانه وتعالى ، الله سمّاه حبله ، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، حبل وصلة يشدنا إلى الله ، ويربطنا بالله سبحانه وتعالى ، معنى ذلك أن هذا الكتاب هو كتاب الله ملك السماوات والأرض ، الحي القيوم المدبر لشؤون السماوات والأرض المهيمن فوق العباد ، القاهر فوق الخلق ، المسخر المغير ، المدبر في شؤون السماوات والأرض وشؤون الخلائق بكلها ، وهذا الكتاب حينما رسم الله لنا فيه مساراً عملياً لنتحرك فيه كعبيد لله سبحانه وتعالى ، والله قدم الوعود الكثيرة ، وعود كثيرة ، وعد بالنصر ، وعد بالتأييد ، وعد بأن يتحقق لمن من يسير على هذا المنهج أن يحقق له العزة والكرامة والسعادة ، أن ينصره أن يكون معه ، أن يؤيده أن يمنحه الهداية الواسعة في كل السبل ، أن يعينه أن يوفقه أشياء كثيرة جداً وعد بها الله سبحانه وتعالى ، فالمسار العملي الذي يهدي إليه القرآن الكريم هو مسارٌ عمليٌ مرتبطٌ بالله ، وبالتالي وراء القرآن من نزّل القرآن ، فمثل ما قدم الله الوعود الكثيرة لمن يتمسك بهذا الكتاب ويهتدي بهذا الكتاب ويتحرك على أساس هذا الكتاب ، هو أيضا قدم الوعيد الشديد لمن يقف ضد هذا الكتاب ، لمن يعارض هذا الهدى ، وهكذا نجد ، وهكذا نجد فعلا أن القرآن الكريم مرتبط بقيومية الله سبحانه وتعالى ، وأن الله هو مدبر شؤون العباد بكلها ، وهو كما قال جل شأنه { إِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ }هود123 كما قال جل شأنه {وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ }البقرة 210 كما قال جل شأنه
{وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }الحج41كما قال جل شأنه { أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ }الشورى53 وهذا الهدى هو هدى شامل هدى عظيم ، هدى متكامل ، الله سبحانه وتعالى قال عنه : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) النحل89 وأنزله للاتباع ، للتمسك به ، ليكون هو المنهج المعتمد الذي تسير الامة على أساسه ، كما قال تعالى : ({وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الأنعام155 {يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ}المائدة16 يترتب على التمسك به سعادة البشرية وفلاحها ، فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ، ومن أبرز سمات المشروع القرآني الذي قدمّه الشهيد القائد للأمة هذه الأمور التي سنتحدث عنها بالتفصيل مع الاختصار ،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى استشهاد الشهيد القائد -1435هـ