{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} (الفاتحة1) وهي الآية التي تبدأ بها أول سورة في القرآن. كل السور في القرآن الكريم ما عدى سورة واحدة - كما يقولون - بـ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}.
الآخرون يصلون ولا يقرؤونها! هم لا يفهمون ماذا يعني {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}، إن تشريع الله لعباده قائم على أساس أنه رحيم بهم، أنه رحمن رحيم، تدبيره لشؤون خلقه من منطلق أنه رحمن رحيم، تشريعه، هدايته، تدبيره لشؤون مخلوقاته كلها من منطلق أنه رحمن رحيم.
ألم يقل عن القرآن الكريم: {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (فصلت2)؟ ألم يقل عن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله): {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء107) فرسوله، كتابه، هدايته، تدبيره لشؤون خلقه، لشؤون ملكه كلها، من منطلق أنه رحمن رحيم.
فنحن نقول: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}؛ لأننا باسمه سنقرأ كتابه، باسمه سنثني عليه، نقول: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الفاتحة2) الحمد هو: الثناء لله سبحانه وتعالى، هو الثناء لله، الثناء على الله، من يستحق الثناء الكامل هو الله وحده، وهو رب العالمين.
يأتي من جديد: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} (الفاتحة3)؛ لأن ربوبيته من منطلق رحمته، وهو يربي عباده، وهو يربي كل مخلوقاته، هو ربهم، أي: يربيهم. أليس رزقنا من عنده؟ أليست حياتنا من عنده؟ أليس الوجود كله من عنده؟ كل شيء من عنده، هو الذي يسبغ النعم، هو الذي يعطي كل شيء خلقه، هو الذي يهدي كل شيء، هو الذي كل خير من عنده، وكل الوجود مصدره من عنده، وكل شيء هو من منطلق رحمته.
فمهم جدًا، هذه قاعدة مهمة جدًا: أن يفهم الإنسان، أن يفهم أن هذه قاعدة إلهية: أن كل تشريعه هو ينطلق من أنه رحيم؛ فلهذا في مقام الجهاد، ألم يقل الله لعباده: جاهدوا؟ إنه رحيم بنا وهو يأمرنا بأن نجاهد، هل نفهم هذه؟ نتصور بأن هذه الأشياء أعمال شاقة، قد يأتي شخص يخوفك عن أن تستجيب لأن تجاهد في سبيل الله، أو تقف موقفًا، يخوفك من منطلق أنه رحيم بك، سواء أمك، أو أبوك، أو أي شخص قريب لك، قد يخوفك، ويطلب منك أن تترك هذا الأمر، وتتخلى عن هذه القضية، ويقول: اترك هؤلاء؛ لأنه رحيم بك، ويخاف عليك.
الله سبحانه وتعالى هو أرحم الراحمين بك، ولأنه يعلم أن من منطلق رحمته هو أن نعمل في مواجهة أعدائه؛ لأنه حينئذ سيكون كل شقاء علينا من قبل أعدائه، إذا لم نقاومهم، وعندما يقول لنا: قاوموهم، جاهدوهم، قاتلوهم، يقول: أنا سأقف معكم، سأؤيدكم، سأنصركم، سأكف أيديهم عنكم، سأملأ قلوبهم رعبًا. ألم يذكر في القرآن الكريم أشياء كثيرة من هذا؟
فلأنه رحيم بعباده، هو يعلم أنه إذا ما تمكن هؤلاء الذين يقول لك: جاهدهم، وقاتلهم، إذا ما تمكنوا هم من سيجعلون حياتك كلها شقاءً، وذلًا، وخزيًا، فمن منطلق رحمته بك يقول: ادفع هؤلاء عنك، وأنا سأساعدك على دفعهم عنك، سيحولون حياتك كلها إلى شقاء.
ألم يقل عن الجهاد: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} بل سماها تجارة: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (الصف10- 11) ألم يقل هكذا؟ سماه تجارة، أي: أعمال رابحة، هو ربح، أنك عندما تجاهد، عندما ينطلق الناس ليصدوا هذه الفئة التي هي شرٌّ كلها، ماذا ربحنا؟ ربحنا عزة، واستقامة، وسعادة، وربحنا أن صرف عنا كل شر من جانب هؤلاء. أليس هذا ربحًا؟
في معنى
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
وأقم الصلاة لذكري
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 1423هـ
اليمن - صعدة