عبدالفتاح حيدرة
أكد السيد القائد - عليه السلام - في محاضرته الرمضانية الخامسة والعشرون للعام الهجري 1446 هـ ، ان سيدنا إبراهيم عرض على قومة براهين واضحه وغير معقدة وفي نفس الوقت هي براهين ذات حجه دامغه، لذلك قدم أساسيات حاجات ومتطلبات الناس (الطعام والشراب) وهي نعم من الله ليبقى الانسان على قيد الحياة وكذلك الكائنات الأخرى، والله هو الذي خلق لنا الطعام اولا ورزقنا اياه ثانيا، بمعنى ان كل الكائنات الحيه مفتقره إلى الله ومحتاجه له ، واستمرار الحياة يقف على هذه النعمه، وفي طعام الانسان آيات كثيرة تشد الانسان لله تعالى اذا تدبر ذلك وتأمل ، ويعتمد الانسان في غذائه على مصدرين أساسيين المصدر النباتي والمصدر الحيواني وكل ذلك في اطار تدبير الله ونعمه على الإنسان ، بداية من نزول المطر على التربه التي تكون مناسبة للزراعة وفلق الحب والنوى لينمو ويثمر ، والله أودع في التربه عناصر لنمو جسم الإنسان وطاقته وحركته، فهناك دور للارض ودور للماء ودور للشمس ودور لحركة الأرض وعلى مستوى الفصول نفسها، ودور حركة الكون كله لمواسم الزراعه، حتى أن هناك نجوم معينه لزراعه نوع معين من الثمار، وهذا كله بتدبير الله الواسع المُحكم والمتقن..
من التكريم للإنسان أن الله احل له الطيبات ، اما المحرمات فهي قليله جدا ، واغلب الاطعمه ذات مذاق ومنظر يبهج الانسان ، إلا ما يلوثه الانسان، وفيها مجال كبير للارزاق والحركة الاقتصادية والتجارة والتصنيع والطباخه، ويعمل في مجال انتاج الطعام المليارات من الناس، فالطعام آيه عجيبه، انها آيات يظهر فيها عظمة الله وعلمه وقدرته سبحانه، وهي آيات فيها هداية الله سبحانه في كل المراحل، وهكذا عندما يشاهد الانسان مراحل الزراعة يجد فيها كل المباهج ، فقد كان في محيط صنعاء فقط قبل 100 عام 35 نوع من انواع العنب، ليس للانسان سوى حرث الأرض ووضع الثمر، لكن من يقلق النوى هو الله سبحانه وتعالى، ودور الانسان هو دور الانتفاع بهذه النعم، والله لم يرد ان يتعب الانسان ولكن فيها مجال للإنتاج والابداع..
والسؤال الإلهي للإنسان في كتابه الكريم هو هل انت يا ايها الانسان من انبت الزرع ام الله... ؟!! انه الله الذي انبت الزرع والنبات ، الله سبحانه وتعالى هو ولي هذه النعم كلها ، وكذلك من أساسيات حياة الإنسان هو الماء، وفي مقدمة ذلك الشرب، والماء استخداماته واسعه، وجعل الله الماء مميز عن كل السوائل الأخرى وهو مستساغ جدا للإنسان في شربه وفي منظره وفي طعمه، و للماء خاصية التطهير، تتوقف حياة الإنسان والكائنات الأخرى على الماء، وحركة الأمطار والغيث التي تترك أثرها الايجابي على كل شئ ، حتى على الواقع النفسي للإنسان، وهو ارخص موجود واعز مفقود، وكل هذا بنعمة الله سبحانه وتعالى، والماء هو من النعم العظيمه، الناس بحاجه ماسه لله لنزول المطر، وهذا يتطلب الاستقامة، والله هو الذي ينفعنا وهو اساس النعم علينا، فلماذا يتجه الانسان لعبادة غير الله..
وهناك جانب آخر في حياة العرب في ظل الوجود الإسرائيلي وهو جانب محاربة العرب في مسألة المياه، ويتحكم على الشعب الأردني بالمياة وتشتري الأردن الماء بالدولار من العدو الإسرائيلي من نهر الأردن نفسه وكذلك الاستيلاء على مياه نهر الليطاني وكذلك التأثير على نهر الفرات عبر تركيا ويحارب مصر باثيوبيا على نهر النيل، فهو عدو يحارب ويفسد كل شئ ويحارب للامه في طعامها وشرابها ، وهذا بسبب تقصير الأمه في واجبها الجهادي للدفاع عن حقها ..