مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

قضية أن تأتي الصلاة عليهم على هذا النحو المطلق، هل في تفسير الآية عندما قال: ((قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)) هل أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لا يعلم أنه سيكون في ذريته من ليسوا بصالحين؟ هو يعلم، فما هو الفارق؟ مثل الآية القرآنية تمامًا {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} (فاطر:من الآية 32).

عندما يقول في الآية: (فمنهم.. ومنهم.. ومنهم) من يريد، مِمّن؟ مِن مَن اصطفاهم {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا} فمنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ}، ومنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {مُّقْتَصِدٌ}، ومنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} ما كأنه بيقول: على الرغم من آنافنا - إن صح التعبير - ألم يجب الله على أي تساؤل من هذا القبيل؟ لحكمة، ما هو لأنه يريد أن يربطك بظالم رغمًا عنك أو بفاسق رغمًا عنك. لا.

افهم المسألة على هذا النحو: نحن اصطفينا فئة من عبادنا، هذه واحدة، ما معناها هكذا؟ جعلناهم ورثة للكتاب. أن تأتي أنت وتقول: لكن فيهم، ولكن فيهم، وفيهم؟ وكيف نعمل إذا فيهم؟ هو يعلم بكل شيء من قبل أن تعلم أنت، هو يقول لك: هنا وراثة الكتاب هنا، وأنا الذي سأتكفل بوضع الهداة داخل ورثة الكتاب. فأنا يجب علي أن أؤمن بأن هؤلاء هم صفوة، أي هو اصطفاهم لأن يكونوا ورثة لكتابه، أليس هذا هو الواجب؟ في الآية القرآنية هل بإمكانك أن تقول: أن الظالم لنفسه ليس ممن اصطفاهم؟ ليس من الفئة التي اصطفاها؟ هل تستطيع أن تقول ذلك؟

وهو قال في الآية ثلاث مرات: فمنهم.. ومنهم.. ومنهم، ألم يقل هكذا؟ {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ} يعني من من؟ ممن اصطفاهم {ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ} هل بإمكاني أن أقول: لا؟ أو بإمكان أي واحد أن يقول: لا.. أقول: الظالم أبدًا ليس من الفئة التي اصطفاها الله. هل بإمكاني أن أقول هكذا؟ سأكون مكذبًا بالقرآن، هو منهم لكن هو شخصيًا لا أتبعه، هو شخصيًا لا أتولاه، لا علاقة لي به.

لكن افترض أنه اصطفى هذه الفئة بصورة عامة، لو قلنا بأن هذا الشخص الذي هو ظالم الآن فلان ابن فلان ظالم لنفسه مجرم، أصبح بكونه مجرم أو ظالم خرج عن دائرة من اصطفوا، ثم نشأ منه الذرية الصالحين طلع منهم هداة، من أين هؤلاء؟ ألم نكن قد قطعنا الطريق نهائيًا؟ ممكن أن يخرج الحي من الميت، هكذا، فيخرج من هذا الظالم من هو ولي وهادي وقائد للأمة، وهذا الشخص الجيد من أين؟ أليس ابن المجرم؟ ما هو ما زال من المصطفين؟ يعني الاصطفاء للمجموع، لهذه الفئة.

مثلما حكم بالميراث للورثة، ورثتك رغمًا عنك يرثوك، ما بعضهم تكون أنت تكرهه؟ بل بعضهم يحاول يعمل تمليكات ونذورات وحاجات من هذه لأجل بعض الورثة الذي هو يكرهه؟ ولو أنت مؤمن تقي وابنك مجرم سيرث منك رغمًا عنك، ما هي هكذا؟

هل لكون ابنك قد هو فاجر لا يعد يصح أن يرث منك؟ {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ} (النساء: من الآية 11) لو أنت من عباد الله الصالحين من السابقين وابنك مجرم فسيرث منك ما دام محسوب داخل ملتك. إذًا فالمسألة هي هنا.

حتى لاحظوا عندما نقول: (اللهم صل على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين) هل تعتقدوا بأن كلمة: [الطيبين الطاهرين] هو استثناء أو ثناء؟ هو ثناء، نقول: اللهم صل على محمد وعلى آله، ثم نصفهم بأنهم طيبين ونصفهم بأنهم طاهرين، أصبحت في مفهومنا استثناء أي إخراج من ليسوا.. ومن ليسوا.

إذا كنت تريد أنت أن تخرج، أنت لست بحاجة إلى أن تفكر بأن تخرج أو تدخل، لا تفكر في الموضوع من أساسه كيف؟ لأن القضية هي شهادة باصطفاء هذه الفئة لهذه المهمة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

معنى الصلاة على محمد وآله

ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ 8/ 2/ 2002

اليمن – صعدة

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر