نحن في مقام التذكر الآيات الكثيرة القضايا الكثيرة هي مما ليست موردًا للنسخ، ولا علاقة للنسخ بها. التدبر كذلك، التدبر والتذكر معناه متقارب. فلا نغلط كما غلط الوهابيون، فتنطلق أنت من فوق القرآن، وتريد أن تتعامل معه كما تعامل أولئك مع الحديث فيقولون: (شيخ الإسلام) ولم يدرس إلا أربعين يومًا. (شيخ الإسلام أبو الحسن)، (شيخ الإسلام أبو محمد، أبو معاذ)، وينطلق شيخ ويسرد على الناس أحاديث في المحاريب، وهكذا.
نتلو القرآن، نعلق تعليق بسيط بحيث نهيئ ذهنية الناس إلى الآيات التي نقرؤها، حتى تكون أذهانهم مؤهلة لأن يتذكروا بما يُقدم إليهم من القرآن.
القرآن يمتاز بأسلوب لا يستطيع أحد أن يجعل منطقه غنيًا عنه، أن يجعل الناس يستغنون بمنطقه عن القرآن، لا يمكن إطلاقًا، مهما بلغ الإنسان في قدرته البيانية في قدرته على فهم القرآن، لا تزال الأمة بحاجة إلى أن تسمع القرآن؛ لأن القرآن نفسه هو خطاب من نوع خاص، في الوقت الذي يخاطب الإنسان صريحًا هو خطاب لوجدان الإنسان، لمشاعره الداخلية، بشكل لا يستطيع أحد أن يصل تعبيره إلى خطاب ذلك الوجدان كما يخاطبه النص القرآني، فلا يمكن لشخص أن يجعل منطقه فوق منطق القرآن إطلاقًا، أو أن يدّعي فيقول للناس: ادرسوا القرآن الكريم دراسة سطحية ونحن سنعطيكم.
نحن بحاجة جميعًا إلى أن نسمع النص القرآني الذي يخاطب وجدان كل شخص فينا، فالخاصة لا يمكن أن يعطوا العامة ما يمكن أن يعطيه الخطاب القرآني، وقد يفهمُ الخاصة مالا يصل ولا يرتقي فهم العامة إليه من خلال القرآن، وكل ما يقدمه الخاصة حول القرآن هو ينعكس أيضًا بأن يرتقي بمستوى ذهن العامة إلى فهم القرآن أيضًا أكثر، فالقرآن لا غنى للناس عنه.
فليس صحيحًا عندما يأتي أحد ليرهب علينا، القرآن لا تقربه، لا تتناوله أولًا ابدأ اقرأ أصول الفقه، ابدأ اقرأ كذا وكذا. القرآن هو عربي {قُرْآنًا عَرَبِيًّا} (الزمر: من الآية28) {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (الشعراء:195) نزل بلغتنا ونحن لا نزال عربًا، لا تزال أساليب الخطاب العربي أكثرها ما تزال قائمة، وإن اختلفت المفردات، التعبير بالمفردات لا تزال مشاعر وأجواء الخطاب قائمة بين الناس، بل ربما عند غير العرب، الإنسان كإنسان له أسلوب في تخاطبه مع أبناء جنسه، قد يكون متقاربا، قد يكون شبه واحد في مختلف اللغات وإن اختلفت المفردات.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
الثقافة القرآنية
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ: 4/8/2002م
اليمن - صعدة