إن الأصوات الصادعة بالحق، والجهود التي تهدف إلى إيقاظ الأمة، وإلى إعادتها إلى مصدر عزتها وقوتها، إعادتها إلى الله، إعادتها إلى الدين، إعادتها إلى القرآن، إعادتها إلى المستوى اللائق بها أمة عزيزة، مجاهدة، صامدة تقف في مواجهة أعدائها، ومقارعة أعدائها، هذه جهود هي امتداد لجهود رسول الله، هذا ما كان يسعى له رسول الله، هذا ما يريده رسول الله.
وأن نكون من أمة محمد يجب أن يكون هذا الانتماء انتماء العمل, انتماء الإتباع, انتماء التمسك, أن نكون كما يريده محمد منا, محمد رسول الله يريد لنا أن نكون أعزاء كما كان عزيزاً, وكما الله عزيز {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}(المنافقون:من الآية 8) وللمؤمنين, يريد لنا أن نكون مجاهدين, أن نكون رجالاً في مواجهة أعدائنا, ألا نبقى أمة ذليلة يقتلها أعداؤها يومياً, يستبيحون دماءها ويستبيحون كرامتها, أما من لا يتبع محمد, ولا يتمسك بمحمد, لا يسير على درب محمد, ولا يتمسك بتعاليم محمد فهو من يتبرأ منه محمد ويلعنه محمد.
أيها الإخوة الأعزاء، نحن - أيها الإخوة - حينما نتحرك لأن ندعو أنفسنا وندعو الناس لأن يتبعوا ما أنزل الله، عندما نسعى لأن نكون نحن وأنتم أمة عزيزة، أمة تعمل وتتبع ما أنزل الله، وتتخلق بالأخلاق التي هي من أخلاق رسول الله, ومن أخلاق القرآن التي هي من تعاليم الله جل وعلا, حينما نسعى لإيقاظ هذه الأمة, ولأن تكون أمة تتحلى بالمسؤولية والصدق والقيم العظيمة والنبيلة, وأن تكون أمة تعمل وتصمد, أن تكون أمة فوق اليهود, فوق النصارى, فوق المشركين, لا أن تكون أمة تحت أقدام الأمم الأخرى.
إنما ندعو إلى ما دعا إليه محمد رسول الله, إنما نسعى لأن تكون هذه الجهود امتداداً لجهوده, مباركة لجهوده, استمراراً على دربه ونهجه, وسيراً في طريقه.
فلذلك - أيها الإخوة - من يتجاهل في هذه الفترة التي وصل فيها كيد الأعداء إلى تناول محمد, والإساءة إلى الله, الإساءة إلى الرسول, الإساءة إلى القرآن, من يتجاهل ولا يبالي, من يبقى لا يشعر بالمسؤولية, ولا يهتم ولا يعمل ولا ينطلق, لا يتحرك ضميره, ولا تهتز فيه شعره هو إنسان حُكم عليه بالموت, حُكم عليه بالهلاك, حُكم عليه بالخذلان من الله؛ لأن حجم الأحداث والواقع الذي نعيشه يحرك كل من بقي له ضمير, يحرك كل من بقي في قلبه ذرة من الإيمان وإحساس بشيء من المسؤولية أمام الله جل وعلا.
هذا الواقع المهم - أيها الإخوة - والواقع المليء بالأخطار, المليء بالأخطار ولا يمكن مواجهة تلك الأخطار إلا بالعودة إلى الرسول والقرآن, العودة إلى الرسول, إلى حكمته, الحكمة التي علمنا إياها فيما علم, فيما قال, فيما فعل, فيما عمل, الحكمة التي قدمها من القرآن الكريم وهو كما يُقال كان خُلقه القرآن, بل كما يقول هو: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} أمام الأخطار التي نعيشها في حال بقيت الأمة متجاهلة لمثل هذه الأمور المهمة فإن العاقبة هي الهوان, هي الهيمنة, هي السيطرة للأعداء.
الآن - أيها الإخوة - نحن أمام مخاطر كبيرة وداخل اليمن كما هو بقية الحال في بقية العالم الإسلامي, غير خاف عليكم ونعود - أيها الإخوة - إلى الشأن المحلي, غير خافٍ عليكم ما حدث في صنعاء من تفجيرات قبل يومين, وفي عدن أيضاً تفجير أمس, هذه التفجيرات التي كانت تحت مسمى إرهاب هي تدخل في إطار مخطط خطير علينا نحن, ما يحدث في صنعاء, ما يحدث في بغداد, ما يحدث في فلسطين, ما يحدث في الصومال, ما يحدث في أي بقعة من بقاع العالم الإسلامي هو يستهدفنا جميعاً نحن المسلمين, أنت مستهدف كمسلم, إذا لم تتحرك في مواجهة هذا الاستهداف متوكلاً على الله مستعيناً به, مستبصراً بهديه, مستبصراً بهديه, تأخذ الوعي والبصيرة من قرآنه, من تعليماته, من إرشاداته فستهلك, سيقهرك الأعداء, سيهينونك.
لقد وصل الأمريكيون إلى الهيمنة الكاملة على الصومال, ووصلوا إلى الهيمنة الكاملة على معظم العالم الإسلامي, وأصبحت الأنظمة العربية تعمل معهم لخدمتهم ولنصرتهم في تآمر علينا نحن الشعوب المستضعفة, نحن الشعوب الإسلامية.
وأمام هذه المخاطر ما حصل في صنعاء من تفجير تحت مسمى إرهاب هو كيد, كيد ومؤامرة وراءه الأمريكان, ويُقدم على أنه استهداف للسفارة الأمريكية, تفجير آخر في عدن, ستحدث الكثير من الأحداث هذه التي هي كيد, كيد علينا نحن أبناء هذا الشعب, الأمريكيون سيستفيدون من مثل هذه الأحداث وهم من وراءها؛ ليفرضوا على الناس أموراً كثيرة فيما يكمم الأفواه, فيما يجمد الناس, الأمريكيون يخططون لعمل معين ثم يستغلونه لفرض أمور باطلة على الناس تتنافى مع ديننا, تتنافى مع قيمنا, يكون فيها إذلال للناس وقهر للناس واستعباد للناس, وإذا لم يكن هناك وعي أمام مثل هذه الأخطار, أمام مثل هذا الكيد فإن الناس سيعانون معاناة شديدة مثل ما يحصل في العراق, ومثلما يحصل في مناطق أخرى, تفجيرات كبيرة باسم إرهاب وتحت هذا العنوان, ويفرض الأمريكيون مقابل ذلك أموراً كثيرة تحت مسمى محاربة الإرهاب وذلك من كيدهم, ما يحدث هو من كيدهم, جزء من مؤامراتهم من خبثهم, يكشف هذا وعي الناس من خلال القرآن الكريم وفهمهم بالأحداث, تأملهم للواقع, أمام هذه الأخطار يجب أن يتحرك الناس, أن يزيدوا بصيرة, أن ينشطوا, أن يتحركوا تحركاً جماهيرياً واسعاً, تحركاً واعياً, وإلا فسيكونون هم الضحية.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة المولد النبوي الشريف
للعام الهجري 1429هـ.