مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

بشير ربيع الصانع
جاء ابنُ بدر الدين… حاملًا في قلبه آلام الأُمَّــة وآمالها، وفي يده راية الحق، راية الإسلام، جاء ليقول كلمة الله في وجه الطغاة، جاء ليعيد للأُمَّـة وعيها، وللإسلام مجده، وللمظلومين عزتهم وكرامتهم.

جاء ابن بدر الدين القائد العظيم، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ليمسك بيد هذه الأُمَّــة المكلومة، وليعيد ترتيب أوراقها المبعثرة، وليذكرها بربها وقرآنها ونبيها وأوليائها. لم يكن ظهوره مُجَـرّد مصادفة، بل كان قدرًا إلهيَّا مكتوبًا في صفحات الغيب، جاء في زمنٍ تكالبت فيه الأمم على الأُمَّــة، وضاعت فيه الراية، وكاد فيه صوت الحق أن يُطمس.

لقد جاء ليكون حاملَ مشعل الهداية، ومجدّدًا لمشروع القرآن في زمن التيه. جاء ليحملَ على عاتقه هَمَّ الأُمَّــة، وليخاطبَها لا من برجٍ عالٍ، بل من قلبها ووجدانها، من أحزانها وآلامها، ومن طموحاتها وآمالها.

لقد جاء السيد القائد في مرحلة حرجة من تاريخ الأُمَّــة، رافعًا لواء العزة والكرامة، لا يلين أمام طغيان الطغاة، ولا ينحني أمام صولة المستكبرين. إنه القائد الذي هيّأه الله ليحمل هذا الحمل العظيم، فجمّله بالحكمة، وأمدّه بالبصيرة، ومنحه القلب الحيّ، والضمير اليقظ، واللسان الذي ينطق بالحق، واليد التي تبني وتصنع وتُعلي صرح الكرامة والحرية.

ومن يتأملْ في خطاباته ومحاضراته، يدركْ أنه لا يخاطب اليمن وحدها، بل يخاطب أُمَّـة بأكملها، كلماته تتجاوز حدود الجغرافيا، لتصل إلى كُـلّ مستضعف، ولكل مؤمن يبحث عن الحق والعدل والكرامة. ففي خطاباته، لا يتحدث فقط عن هموم اليمن، بل يوجّه حديثه إلى الأُمَّــة كلها، يذكرها بمسؤولياتها، وينبهها إلى الأخطار المحدقة بها، ويحثها على التمسك بالقرآن الكريم، والاقتدَاء بالأنبياء والأولياء والصالحين، والسير في درب الحق مهما كانت التحديات.

وفي إحدى أبرز خطاباته في مناسبة المولد النبوي الشريف، كان السيد القائد صريحًا وواضحًا في تحذيره للدول الكافرة التي تسيءُ إلى الأنبياء والرسل والقرآن الكريم، وتستهزئ بالمقدسات، وتسعى لمسخ النفس البشرية وتحويلها إلى كلاب وحيوانات بهيمية. لم يكن خطابه مُجَـرّد كلمات، بل كان نذيرًا وتحذيرًا شديدًا، وموقفًا ثابتًا يتوعد فيه الطغاة بعذاب الله، ويؤكّـد أن هذه الأُمَّــة ليست بلا درع، وليست بلا صوت، وأنها ستقفُ في وجه الظلم والاستكبار بكل قوة وعزم. كان تحذيره في هذا الخطاب يشبه تحذير الأنبياء والأولياء؛ ذلك التحذير الذي ينبع من قلب مفعم بالإيمان والغيرة على دين الله، ومن بصيرة تعرف سُنَنَ الله في الكون، ومن إحساس عميق بعظمة الرسالة الإلهية ومسؤولية حملها، ومن شجاعة لا تعرف المجاملة ولا المداهنة في الحق.

وليس هذا فحسب، بل في كُـلّ خطاب من خطاباته، تجد دعوةً واضحةً إلى الطهر، والعفة، والزكاة، والتطهر من الأدران المادية والمعنوية، والارتقاء بالأخلاق والقيم، والاهتمام بالقضايا الاجتماعية والتربوية. فهو القائد الذي لا يتحدَّثُ فقط عن السياسة والجبهات، بل يزرع في النفوس روح الإيمان، ويهتم ببناء الإنسان، ويرسخ في الأُمَّــة الوعي والبصيرة، ويدعوها إلى أن تكون أُمَّـة قرآنيةً بحق، تأخذ من كتاب الله دستورًا ومنهاجًا، وتستلهم من سيرة الأنبياء والأولياء مدرسةً تُصلح بها واقعها وتبني بها مستقبلها.

ومن تأمل في كلماته وخطاباته، وقرأها بعين الوعي، وجد أنها ليست مُجَـرّد خطب سياسية، بل هي وعيٌ رباني، يستلهمُ السنن الإلهية، ويستقرئ سجلِّ التاريخ، وينسج معانيه من أقوال الأنبياء والصالحين. الذين عرفوا قدر هذا القائد، وفهموا حقيقته، هم الذين درسوا سنن الله في التاريخ، وتفهموا ما قاله الأولياء والصالحون عن زمنٍ سيأتي فيه قائدٌ ينهض بالأمة من كبوتها، ويعيد لها كرامتها.

ومن بين هؤلاء العظماء، الذين أدركوا هذا الدور العظيم، شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله، الذي قال في لحظة من لحظات الوضوح النادر: "أتمنى أن أكون جنديَّا تحت قيادة هذا القائد الشجاع والبطل". كلمة لم يفهم معناها إلا أولو العلم والبصيرة؛ لأَنَّها لم تكن مُجَـرّد مجاملة، بل كانت شهادة حق، وإشارة إلى الأُمَّــة كلها أن هذا الرجل هو الذي كنتم تنتظرونه منذ زمن بعيد. لقد أراد أن ينبّه الأُمَّــة إلى القائد الذي أعده الله ليحمل همومها، ويقود مسيرتها، ويرفع رايتها، ويكون حجر الأَسَاس في مشروع التحرّر والكرامة والاستقلال.

لقد أصبح اليمن اليوم، بفضل قيادته الحكيمة، مدرسةً في الصمود، ومنارةً للأحرار، ومصدر إلهام لكل الشعوب التواقة إلى الحرية. فالمعادلة التي رسمها السيد القائد لم تعد مقتصرة على الدفاع، بل باتت معادلة ردع وهجوم، وإعادة تشكيل لموازين القوى، حتى صار اليمن اليوم من يقف في وجه أمريكا و(إسرائيل) وأدواتهما، ويكتب في صفحات التاريخ أعظم ملاحم الصمود والكرامة.

تأملوا هذا القائد... في مواقفه، في كلماته، في رؤيته، في قدرته على تحويل المحنة إلى منحة، والهزيمة إلى نصر. إنه رجلٌ أعدّه الله لزمنٍ استثنائي، يحمل قلبًا نابضًا بالإيمان، وعقلًا مستنيرًا بالبصيرة، ولسانًا لا يخشى في الله لومة لائم.

أيها المسلمون، هذا زمن الرجال، لا زمن المتخاذلين. السيد القائد هو الأملُ الذي تجدد في قلوبنا، وهو النور الذي أضاء لنا الدرب بعد أن كدنا نضيعُ في ظُلمات التيه. فلنلتف حوله، ولنستمع إلى كلماته، ولنعمل بتوجيهاته، فبها النجاة، وبها العزة، وبها نصنع مستقبل أمتنا المشرق.

والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر