مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

فهد شاكر أبو رأس
اليمن برزَ فاعلًا استراتيجيًّا استثنائيًّا في مواجهة العدوان الصهيوني المجرم على قطاع غزة؛ إذ جعل من موقعه الجيوستراتيجي المطل على البحر الأحمر ومضيق باب المندب الشريان الحيوي للتجارة العالمية سلاحًا فعالًا أعاد من خلاله تشكيل ديناميكيات الصراع.

لم تكن الاستراتيجية اليمنية مُجَـرّد رد عسكري تقليدي على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بل كان مزيجًا مبتكرًا من الحروب الهجينة، والضربات الاقتصادية المدروسة والدبلوماسية الواعية، حوَّلت الصراع من مواجهة محلية إلى حرب استنزاف إقليمية أربكت حسابات القوى الكبرى.

المعادلة بدأت بالحصار البحري للكيان الصهيوني، واستهداف السفن المرتبطة به في البحرَينِ الأحمر والعربي بصواريخ باليستية، وفرط صوتية، ومجنحة، وطائرات مسيرة يمنية الصنع، أَدَّت إلى تعطيل حركة الملاحة البحرية للكيان، وفرضت عليه تكاليف إضافية اقتصادية باهظة.

لم تكن تلك الضربات مُجَـرّد عمليات عسكرية عابرة، بل كانت أدوات ضغط لتحقيق أهداف إنسانية، حَيثُ ربط اليمن توقف الهجمات بفتح المعابر الإنسانية لقطاع غزة، وحول الصراع إلى قضية عالمية تدفع المجتمع الدولي لتحمل تبعات صمته.

ومع تصاعد العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، توسع الحصار اليمني ليشمل الجانب الجوي عبر استهداف المطارات الحيوية التابعة للكيان؛ ما أجبر الكيان على مواجهة اختبار صعب لكفاءة منظوماته الدفاعية المتطورة.

لم تقتصر الضربات اليمنية على تعطيل البنية التحتية العسكرية للكيان، بل امتدت لتهديد قطاعات اقتصادية حيوية كالسياحة والنقل الجوي؛ مما كشف هشاشة النموذج الأمني الإسرائيلي القائم على التفوق التكنولوجي دون حساب لثمن الاستنزاف المتراكم.

واجهت الاستراتيجية اليمنية تحديات جسيمة وقدَّم اليمنُ التضحياتِ وتحمَّلَ التبعات لموقفه الديني والإنساني في إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بَدءًا من الضربات المضادة وحتى الحملات الإعلامية التي حاولت تصويرَ الحصار اليمني على الكيان المحتلّ كعمل "عشوائي متهور"، ولكن النتائج بفضل الله وتأييده أثبتت عكس ذلك؛ فـتحويل الصراع إلى حرب استنزاف متعددة الجبهات تمكّن من كسر الحصار المباشر على غزة، وكشف زيف الادِّعاءات الصهيونية بالحصانة الأمنية، ورفع سقف المطالب الدولية بوقف العدوان على غزة.

اليوم، يرسل اليمن رسالة للرأي العام العالمي: بأن الحصار البحري والجوي المفروض يمنيًّا على الكيان المحتلّ ليس فقط مُجَـرّد عمل عسكري، بل هو في الحقيقة إعادة فعلية لتعريف بأساليب المواجهة الجديدة في القرن الواحد والعشرين، بحيث أصبحت الجغرافيا سلاحًا، والإرادَة درعًا، والعبقرية التكتيكية قوةً مضادةً للاحتلال.

وأما للكيان الصهيوني، فالدرس واضح: فكلما تعمقت أزماته الداخلية، وارتفعت تكلفة عدوانه، اقترب يوم انكشاف زيف مشروعه الاستعماري وزواله.

أثبت النموذج اليمني أن المعارك الكبرى لا تحسم بالعتاد وحده، بل بتحويل نقاط الضعف إلى مواطن قوة، والهزيمة إلى فرصة، والحدود الجغرافية إلى ساحات للمواجهة.

تلك عبقرية شعب رأى في تحدياته ذراعًا للعدالة، وفي صرخته سلاحًا يهزُّ عروشَ الطُّغاة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر