بعد أن جاء النهي المؤكد من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين: أن لا يتخذوا اليهود والنصارى أولياء، وبعد أن أوضح خسارة من يسارعون فيهم، والسبب الذي يدفعهم إلى المسارعة أنه نتيجة مرض في قلوبهم، وبين ما يعطي أملاً للمؤمنين: أن الله سبحانه وتعالى سيستبدل بمن ارتدوا عن دينه، سيستبدل بهم غيرهم، من وصفهم بأوصاف عظيمة، هذه الأوصاف العظيمة ليست بمعزل عن هذه الآية: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ} (المائدة: من الآية 55) بالإضافة إلى كونها توجيها للمؤمنين بشكل عام أنه لا يجوز أن تتخذوا اليهود والنصارى أولياء {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ} الذي يجب أن تتولوه فقط {اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (المائدة: من الآية 55) .
وليكم الذي تعتصمون به، وتلجئون إليه ، وتستنصرون به الله سبحانه وتعالى، هو من يجب أن تتولوه، وتكونوا معه وتتبعوه، وتطيعوه، {وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} الآية هنا تبين بأن ولاية الله سبحانه وتعالى في هذه الأرض التي تتجلى على يد نبي من أنبيائه، أو ولي من أوليائه إنما هي امتداد لولايته سبحانه وتعالى ، امتداد لولايته، امتداد لسلطانه ، لهذا جاءت بعبارة واحدة {وَلِيُّكُمُ} ولم تأت بعبارة الجمع فيقول: أولياؤكم مثلا، {وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ}؛ لأنها ولاية واحدة، ولاية رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) هي امتداد لولاية الله، ولاية الإمام علي هي امتداد لولاية رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، باعتبار الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ومن بعده الإمام علي امتداد لسلطان الله هنا في الأرض .
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
[الدرس الثالث والعشرين من دروس رمضان]
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.