مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الرابعة من شهر محرم 1447هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(من أحب الحياة عاش ذليلا)
التاريخ: 23/1/1447هـ 18/7/2025م
الرقم: (4)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣من أهم ما يجب على الإنسان في الحياةهو أن يعرف الحق وأهله ويتحرك في الحياةكما رسم له الله
2️⃣أعلام الهدى من أهل البيت ليسوا رموز لطائفةأومذهب بل هم رموز للأمةيتحركون من أجلهاكلها ويدعون إلى القرآن كنور إلهي ومصدر يهتدي الناس به ويجتمعون إليه 
3️⃣من أهم ما رسخه الإمام زيد أن القرآن لا يسمح للمسلم والأمة بالسكوت عن المنكرات  (والله مايدعني كتاب الله أن أسكت) ولو وعت الأمة ذلك لما كان حال غزةكما نرى 
4️⃣تحرك الإمام زيد حسب توجيهات الله في القرآن آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر الذي لو استقام لاستقامت كل الفرائض
5️⃣الكثير من علماء الأمة تحركوامع أهل البيت، وحذر الإمام زيد من علماء السوء الذين يدجنون الأمة للطغاة ونادى الأمة لكي تنصر الحق ولا زال صدى صوته يتردد 
6️⃣من الإمام زيد نتعلم الرحمة للأمة والتضحية من أجلها والصدق مع الله وأن الجهاد كمال للدين وباب إلى الجنة وشعبنا لا زال سائرا في درب زيد في نصرته لفلسطين
ختاما: نجدد الدعوةللخروج في كل الميادين ومواصلةالتعبئة نصرةلله ولدينه ولعباده المستضعفين.
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً:  خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي تَجَلَّى لِلْقُلُوبِ بِالْعَظَمَةِ، وَاحْتَجَبَ عِنِ الأبْصَارِ بِالْعِزَّةِ, خالِقٌ لا نَظِيرَ لَهُ، ووَاحَدٌ لا نِدَّ لَهُ، وَصَمَدٌ لاَ كُفْوَ لَهُ، وَفاطِرٌ لا شَرِيكَ لَهُ، القائل في كتابه العزيز: {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، قوةُ كلِّ ضعيف، وغِنَى كل فقير، ونصيرُ كلِّ مظلوم، ونَشْهَدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، الذي بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونَصَحَ الأمة، وكَشَفَ اللهُ به الظُلمة، وجاهد الظالمين؛ فأدَّى أمِيناً، ومضَى رشيداً، وخَلَّفَ فينا راية الحقِ، من تقدَّمها مَرَقَ، ومن تَخَلَّفَ عنها زَهَقَ، ومن لَزِمَهَا لَحِقَ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله الذي قال في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}، والقائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
عباد الله:
إنّ من أسوأ الحالات على الإنسان في حياته هي الحالة التي يعيش فيها غافلا لا يبالي ولا يهتم ولا يتأمل ولا ينظر بعين البصيرة إلى الماضي والحاضر، ولا يتأمل القرآن والأحداث ونفسيات الناس من حوله، ولذا فقد جاءت الكثير من الآيات في القرآن الكريم تحذر الإنسان من الغفلة، وتحثه على التأمل والتفهم والتعقل والتدبر؛ لكي يصل إلى حالة الوعي والإدراك، والمؤمن يعيش متأملا لكي يدرك الواقع؛ فيعرف الحق ويعرف أهله فيسير في ركابهم، ويعرف الباطل ويعرف أهله فيحذرهم ويتجنبهم، ويعرف مسؤوليته في نصرة الحق والأمر بالمعروف، ويعرف مسؤوليته في مواجهة الباطل وإنكار المنكر، ومن أهم ما يجب أن يهتم به الإنسان هو أن يبحث عن الحق وأهل الحق الذين يطلب الإنسان من الله كلما يقرأ سورة الفاتحة أن يدلهم عليه وذلك حينما يقول: {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ}.
وعلاقة الأمة بأعلام الهدى من أهل البيت ليست علاقة عاطفية فقط، ولا يجوز أن تحكمها التفرقة المذهبية والحزبية، بل هي علاقة اهتداء واقتداء حسب وصية النبي صلى الله عليه وآله حين قال: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)؛ فهم رموز لكل الأمة وليس لمذهب ولا لطائفة ولا لحزب، وقد عرف ذلك الكثير من علماء الأمة الذين كانت علاقتهم بأهل البيت علاقة محبة وتقدير، ومعرفة بعظيم مقامهم في القدوة والأسوة؛ فهذا محمد بن إدريس الشافعي يقول عن أهل البيت:
يا آل بيت رسول الله حبكم   فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم   من لم يصل عليكم لا صلاة له

ويقول في أبيات أخرى:
يا راكبا قف بالمحصب من منى   واهتف بقاعد خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى   فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد   فليشهد الثقلان أني رافضي
ومن أخبث ما يعمل الأعداء هو أن يفصلوا الأمة عن أعلامها ورموزها من أهل البيت تحت عناوين الطائفية والمذهبية.
عباد الله:
في هذه الأيام تمر بنا ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام الذي كان عَلَمًا وقائدا وهاديا لكل أمة جده وليس فقط للطائفة الزيدية، وقد كانت دعوته وحركته عامة، حيث وجّه خطابه إلى الأمة جمعاء، وتحرك في أوساطها، وحمل همها، وسعى لإنقاذها، وغضب لله وصدع بالحق يوم سكت الساكتون، وصمت العاجزون، وخضع اليائسون، واستسلم الأذلون، وتحرك الإمام زيد بشموخ وثبات، وعزة وإيمان على خطى الأنبياء (عليهم السلام)، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يبالي بجبروت الظالمين، ولا بطغيان المستبدين؛ فكان رمزًا من رموز الإسلام، وعظيما من عظماء الأمة، ونموذجًا تحتاجه الأمة في كل عصر وخاصة في هذه المرحلة التاريخية، وقائدًا لثورة قرآنية واجهت الظلم والطغيان، ومثّلت الامتداد الأصيل للإسلام المحمدي الذي عمل ولاة الجور على حرف مساره.
وقد مثّلت علاقته بالقرآن نموذجًا فريدًا متميزًا؛ فانطلق الإمام زيد قرينًا للقرآن يستقي الهدى منه لا من غيره؛ فتأمل وتدبر، ومن القرآن فهم وتفهم ووعى واستوعب وذاب فيه، ومن القرآن عرف العبادة، وعرف القيم والأخلاق، وعرف المسؤولية، وعرف الحياة كلها، وقد ارتبط الإمام زيد بالقرآن وشرب منه وتشرب هداه، واقترن به لسنوات حتى عُرف في المدينة المنورة بحليف القرآن، ومن القرآن خرج بقاعدة هامة تعتبر الأمة اليوم في أمس الحاجة لأن تتفهمها وتطبقها، حين قال: (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت والله ما يدعني كتاب الله أن أكف يدي، كيف أسكت وقد خولف كتاب الله وتحوكم إلى الجبت والطاغوت)، ولو وعت الأمة وفهمت أنّ القرآن لا يعذرها إن سكتت؛ لنطقت، ولو وعت الأمة أنّ القرآن لا يعذرها إن جمدت؛ لتحركت، ولو وعت الأمة أنّ الله سيسألها عن حال إخوانها في فلسطين لكانت إسرائيل في خبر كان، ونحن في اليمن ما يحركنا اليوم هو القرآن، ووالله ما يدعنا كتاب الله أن نسكت ونحن نشاهد أطفال غزة يبكون ويموتون من الجوع ومن الصواريخ والقنابل، وكيف نسكت ونحن نشاهد أطفال ونساء غزة يبكون دمًا لا دمعًا، ونحن نراهم أشلاء مقطعة، وأجزاء متفحمة؟ كيف نسكت ونحن نشاهد مسرى رسول الله يُقتحم من قِبل أنجس البشر الذين يدنسونه بالرقص والفجور؟ كيف نسكت ونحن نرى كل يوم قرابة المائة شهيد من أبناء الإسلام؟
أيها المؤمنون:
لقد أجمعت الأمة على أنّ الإمام زيدًا كان رمزًا من أعظم رموز الإسلام، وشخصية أجمعت الأمة على عظمتها، وشهد بذلك الكثير من علماء المسلمين، وقد قال أخوه محمد الباقر لمن سأله عن زيد: (سألتني عن رجل مُلئ إيمانا وعلما من أطراف شعره إلى قدميه، وهو سيد أهل بيته)، وقال عنه جعفر الصادق: (والله ما يُرى مثله إلى أن تقوم الساعة، كان والله أقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا لدين الله)، وقال عنه عمر بن عبد العزيز: (إنّ زيدًا لمن الفاضلين في قيله ودينه)، وقال عنه أبو حنيفة النعمان وقد أعانه في خروجه: (شاهدت زيد بن علي كما شاهدت أهله، فما رأيت في زمانه أفقه منه، ولا أعلم، ولا أسرع جوابا، ولا أبين قولا لقد كان منقطع النظير)، وقال عنه سفيان الثوري: (بذل مهجته لربه، وقام بالحق لخالقه، ولحق بالشهداء المرزوقين من آبائه) وقال أيضاً: (قام مقام الحسين بن علي، وكان أعلم خلق الله بكتاب الله، والله ما ولدت النساء مثله).
المؤمنون الأكارم: 
لقد تحرك الإمام زيد لإحياء مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا المبدأ الحيوي في الإسلام، والذي يترتب عليه إحياء الأمة، وتصحيح وتطهير ساحتها الداخلية من هيمنة الفاسدين والجائرين والعابثين، وتحرك الإمام زيد ليطبق أهم مسؤوليات المؤمنين حسب توجيهات القرآن في قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، هذا المبدأ الذي عندما غاب لم تقم للأمة قائمة، وتحرك لينفذ قول الرسول صلى الله عليه وآله: (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم)، وقد بيّن الإمام زيد أهمية هذا المبدأ في رسالته إلى علماء الأمة حين قال: (واعلموا أنّ فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا أقيمت له استقامت له الفرائض بأسرها، هينها وشديدها، وذلك أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الدعاء إلى دين الإسلام والإخراج من الظلمة، ورد المظالم وقسمة الفيء والغنائم على منازلها، وأخذ الصدقات ووضعها في مواضعها)، وفعلا لو استقامت هذه الفريضة لاستقام

الدين واستقامت الحياة، ولو تحركت الأمة لتأمر بالمعروف ولتصلح واقعها الداخلي ولتنهى عن منكر أمريكا وإسرائيل؛ لاستقامت حياتها.
الإخوة المؤمنون:
لقد كان أكثر من جنى على الأمة وسبب لها الانحراف والواقع المرّ السيء الذي وصلت إليه من التفرق وضعف الموقف أمام أعدائها وتطبيعها معهم وخيانتها للمقدسات وللدين ولبعضها البعض هم علماء السوء الذين دجنوا الأمة في الماضي لولاة الأمر من الطغاة الظالمين، واليوم دُجنت الشعوب من قبل الزعماء ومن يسمون بالعلماء لأمريكا وإسرائيل، ولذا فقد بعث الإمام زيد رسالة إلى علماء الأمة كان مما قال فيها: (يا علماء السوء؛ أنتم أعظم الخلق مصيبة وأشدهم عقوبة إن كنتم تعقلون؛ ذلك بأن الله احتج عليكم بما استحفظكم؛ إذ جعل الأمور ترد إليكم وتصدر عنكم)، ثم بيّن الإمام زيد أنّ العلماء لو قاموا بمسؤوليتهم لتغير واقع الأمة حيث قال: (فو الذي نفس زيد بن علي بيده؛ لو بينتم للناس ما تعلمون، ودعوتموهم إلى الحق الذي تعرفون؛ لتضعضع بنيان الجبارين، ولتهدم أساس الظالمين؛ ولكنكم اشتريتم بآيات الله ثمنا قليلا، وادهنتم في دينه، وفارقتم كتابه)، وهذا هو حال الأمة اليوم حين بليت بعلماء سوء لم يتحركوا لينهوا عن منكر من أكبر المنكرات وهو سفك دمائها في غزة على يد أشد أعداء الله وأعدائها؛ فسكتت الشعوب بسكوت العلماء الذين سكتوا كي لا يسخطوا زعماءهم الذين لا يريدون أن يسخطوا أمريكا فدخلوا جميعا في دائرة السخط من الله.
عباد الله:
وقد وجّه الإمام زيد نداءه للأمة فيقول: (عباد الله؛ فأعينونا على من استعبد أمتنا وأخرب أمانتنا وعطل كتابنا)، ولا زال خطاب الإمام زيد يتردد صداه في الأمة حتى اليوم؛ لأن الله خاطب الأمة بذلك، وهذا الخطاب ينطبق اليوم على أمريكا وإسرائيل الذين استعبدوا الأمة، وخرّبوا الدين وعطلوا الكتاب، وأعانهم على ذلك زعماء التطبيع والخيانة، وعلماء التدجين والعمالة، ولو سمعت الأمة نداء القرآن، ونداء الرسول، ونداء قرناء القرآن لما عاشت الذلة والاستعباد.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
هناك الكثير من الدروس والعبر التي نستفيدها اليوم من ثورة الإمام زيد في ثورتنا على أمريكا وإسرائيل؛ فمن الإمام زيد نستفيد الرحمة بالأمة والتضحية من أجل عزتها وكرامتها حين قال: (والله لوددت أن يدي ملصقة بالثريا فأقع إلى الأرض أو حيث أقع فأتقطع قطعة قطعة وأن الله يصلح بي أمر أمة محمد)، ونتعلم من الإمام زيد كيف نخلع ثوب الذل والخوف من غير الله، حين قال: (ما كره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا)، وما أكثر أبناء الأمة الذين كبلهم اليوم الخوف من أمريكا وإسرائيل، ومن الإمام زيد نتعلم أهمية البصيرة والوعي حتى لا نُضلل ولا نُخدع، حين قال: (البصيرة البصيرة ثم الجهاد)، ومن الإمام زيد نتعلم عظمة الجهاد في سبيل الله، وكيف أنّ الإسلام بلا جهاد هو إسلام ناقص، ولا كمال للدين إلا بالجهاد في سبيل الله حين قال: (الحمد لله الذي أكمل لي ديني، لقد كنت استحيي من جدي رسول الله صلى الله عليه وآله أن أرد عليه يوم القيامة ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنه عن منكر).
ومن الإمام زيد نتعلم الارتباط الوثيق بالله والخشية منه والثقة به والحب له حين قال: (والله ما كذبت كذبة منذ عرفت يماني من شمالي، وما انتهكت لله محرما منذ عرفت أنّ الله يعاقب عليه)، ونتعلم من الإمام زيد عظمة الشهادة في سبيل الله حين استقر السهم الغادر في جبينه وأيقن بالشهادة فقال: (الشهادة الشهادة الحمد لله الذي رزقنيها).
أيها المؤمنون الأكارم:
لا ننسى الجهاد البحري الذي تخوضه قواتنا البحرية الباسلة في سبيل الله، والتي حاصرت العدو الصهيوني وأغرقت سفنه وبوارجه. فهذه المعارك تتطلب نفقاتٍ عظيمةً، ودعمنا اليوم لهذه القوات هو تحصينٌ لأمتنا، وتأسيسٌ لدولةٍ قويةٍ عزيزةٍ مستقلةٍ، لا تخضع إلا لله القوي العزيز، الذي سَيُذِلُّ به دول الاستكبار والطغيان. وإن إنفاقكم لهذه القوات هي أعظمُ سندٍ لأهلنا في غزة، وكسرٌ للحصار الخانق الذي يفرضه الصهاينة. فالذي فرض الصلاة والصيام والجهاد، هو الذي فرض الإنفاق في سبيله. فلا تترددوا في المبادرة. واليوم قد توفرت لكم أبواب الخير: الحساب الرسمي للقوات البحرية في البريد اليمني: رقم 1150

وأذكركم بقول الله تعالى:
( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ۖ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) وشعبنا اليمني الكريم –بحمد الله– من أجود الشعوب وأكرمها، ولا يُنكر هذا إلا جاحدٌ. فبادروا بالإنفاق، وأحسنوا كما يحب الله، وليكن هذا واجبنا الشرعي والوطني في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
عباد الله:
ها هو الشعب اليمني اليوم يسير في درب الإمام زيد في ثورته على أمريكا وإسرائيل، ونصرته لفلسطين وأهلها؛ فدرب الأنبياء والأولياء لم يتوقف، وكذلك درب الطغاة المستبدين لم يتوقف، والإمام زيد هو من أوصى ولده يحيى بمواصلة درب الجهاد حتى بعد استشهاده؛ فكان يحيى بن زيد يقول: 
يا بن زيد أليس قد قال زيد   من أحب الحياة عاش ذليلا
كن كزيد فأنت مهجة زيد    واتخذ في الجنان ظلا ظليلا
وختاما: ندعوكم بدعوة الله ودعوة كتابه ودعوة المستضعفين للخروج في كل جمعة جهاداً في سبيل الله ونصرة للمستضعفين من عباده، فالله الله في مواصلة النفير والخروج كباراً وصغاراً، والحذر الحذر من التفريط فأنتم أنصار الله ورسوله والمؤمنين والمستضعفين والمقدسات، وأنتم حزب الله الغالبون ولو كره الكافرون.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان واليمن وانصر مجاهدينا في البر والبحر، وفي كل الجبهات والثغور والميادين، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين 
بديـوان عــام الــوزارة.
-------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر