اليوم يحمل النظام السعودي قرن الشيطان راية النفاق في الأمة، ويحمل بيديه وكلتاهما شمال مِعْوَلا هدمٍ يهدم بهما في داخل الأمة، والذي يهدمه قبل المباني، وقبل المنشآت، وقبل الجسور والطرقات، وقبل المدن والقرى؛ يهدم المبادئ في هذه الأمة وفي داخلها، ويهدم القِيَم، يتحرك بمِعْوَلي هدم.
واحد من هذه المعاول يلبسه لباس الدين، وهو: عبر النشاط التكفيري. النشاط التكفيري والتحرك التكفيري في أوساط الأمة مِعْوَل هدم يتحرك به النظام السعودي تحت إدارة أمريكا وإشراف أمريكا ورعاية أمريكا وتوجيه أمريكا، مِعْوَل هدم، يُظلل الأمة، يسلخها ويخرجها من مبادئها الحقيقية.
ينشر الضلال، ويحاول أن يعمم ظلامه في كل أوساط الأمة، هو مِعْوَلُ هدم، مِعْوَلُ هدمٍ للأفكار، للبصائر، للأخلاق، للقيم.
أما مِعْوَل الهدم الآخر باليد الأخرى، وكلاهما - كما قلنا – شمال.. مِعْوَل الهدم الآخر هو: محاولة الإفساد إفساد النفسيات التحلل من الأخلاق والقيم، وبغير العنوان الديني طبعاً، جانب انحلالي خروج وانسلاخ صريح عن الدين في مبادئه، عن الإسلام في قِيَمه، في أخلاقه، في دوره الحضاري في الحياة، حالة الانحلال، الإفساد للنفسيات، أن يحولك إلى إنسان ليس عندك من الإسلام أي شيء مُهِمّ، لا إنسان مبدئي، لا تنتمي لأي مبادئ، ولا تبالي بأي مبادئ أبداً، ولا أخلاق ولا قيم، لا يحفظك شيء، لا يصونك شيء، لا يبعدك ويحصنك من الاستعباد لك، ومن الاستغلال لك أي شيء؛ لأن أهم ما يحصن الإنسان وما يحمي هذا الإنسان من الاستعباد والاستغلال هي المبادئ والقِيَم، بعد أن يُفرَّغ منها يصبحُ جاهزاً تماماً للاستغلال.
اليوم نرى كيف يعمل على إفساد النفوس وتدنيسها؛ ليحول الناس إلى سلع رخيصة، وللأسف الكثير يرضون لأنفسهم أن يكونوا مجرد سلع رخيصة تُباع وتُشترى، أحياناً بالنقد السعودي، وأحياناً بالدولار، وأحياناً بالنقد الإماراتي. مَنْ أراد له الأمريكي أن يدفع دَفَع.
أما السلعة فهي الكثير من الناس الذين انسلخوا فعلاً عن القِيَم، عن الإنسانية، عن الكرامة، عن العزَّة، الذين يقدمون أنفسهم في أسواق الطاغوت، في مزادات المجرمين والطغاة، معروضين للبيع، مَن يدفع أكثر، وأحيانا حتى بأقل ثمن، يبيعون أنفسهم.
مِعْوَلا الهدم نرى لها في النشاط الذي يمارسه قرن الشيطان أشكالاً كثيرة، اذهب إلى الجانب الإعلامي لترى له قناة وِصَال، جانب هناك باللحية، بالثوب القصير، بالتزمُّت، وبالمسواك، وبتلك الشكليات، وبالغلو، وبالتكفير، وبعناوين دينية.
وترى له في الجانب الآخر قناة الحدث، أو قناة العربية، تجد فيهما الحالة الأمريكية والغربية تماماً، ولا كأنك تشاهد مَن يُمَثِّل بزعمه بدعواه الإسلام وقِيَم الإسلام، ويعتبر نفسه أنه هو المعنيّ قبل غيره بتمثيل الإسلام والمسلمين.
ثم ائتِ إلى نشاطه بكل أشكاله؛ تجده ينحو هذا المنحى، وهذه هي مأساة في حقيقة الأمة وفي واقع الأمة.
ولذلك نحن اليوم معنيون - بحكم انتمائنا، بحكم هويتنا، وبما يرتبط به هذا الانتماء من منهج، من تعليمات، من مبادئ، من قِيَم، من أخلاق، وبحكم انتمائنا برموز الإسلام الذين قدموا الصورة الحقيقية فيما قالوا، وفيما فعلوا، وفي سلوكهم، وفي مواقفهم عن الإسلام، رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وورثته الحقيقيون الهداة في هذه الأمة الذين يمثلون جوهر الإسلام وحقيقة الإسلام.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
[بمناسبة ذكرى عاشوراء 1438 هـ]