جهاد رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، ونهوضه لأداء هذه الفريضة المقدَّسة والمباركة، ونهوضه بالذين استجابوا له، بالمؤمنين، بالمسلمين، بالأمة في أداء هذا الواجب المقدَّس، وما ترتب على ذلك من نتائج على كل المستويات، هو عنوانٌ مهمٌ جداً، والأمة في هذه المرحلة في أمسِّ الحاجة إلى الاستفادة من رسول الله في ذلك، في إطار الاهتداء والاقتداء، وهذه مسألةٌ هامة.
شاهدنا ونشاهد ما يعانيه المسلمون في فلسطين، المسلمون الذين هم جزءٌ من كلِّ المسلمين في هذا العالم، ما يعانونه من عدوانٍ همجيٍ إسرائيلي، وإبادةٍ جماعية بكل ما تعنيه الكلمة، وما يرتكبه العدو الإسرائيلي- الذي هو عدوٌ للإسلام والمسلمين- من جرائم فظيعة جداً، يتفنن فيها بكل الأشكال والأنواع، وهو أمرٌ مؤلمٌ جداً، على مستوى الضمير الإنساني، والوجدان الإنساني، لدرجة أنَّه حرَّك الضمير الإنساني، والوجدان الإنساني، في بلدان غير مسلمة، بلدان أوروبية، بلدان آسيوية، بلدان أفريقية، وبلدان في أمريكا اللاتينية، وبلدان هنا وهناك، على مستوى الضمير الإنساني، ما يحدث من إجرام رهيب جداً، يرتكبه العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ضد الأطفال والنساء، والكبار والصغار، والإبادة الجماعية الوحشية، والتجويع... وغير ذلك، ولكن كلنا نعلم أنه إلى جانب الضمير الإنساني هناك مسؤولية، مسؤولية أخلاقية، مسؤولية إنسانية، وهناك مسؤولية دينية، من أهم الالتزامات الإيمانية على الذين ينتمون للإسلام، على الذين يؤمنون بالقرآن الكريم، والرسالة الإلهية، ويؤمنون برسول الله محمد "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وبالرسل والأنبياء، يؤمنون بالله، بكتبه ورسله وأنبيائه، هناك مسؤولية دينية، في ظل الأوامر الإلهية الواضحة والصريحة.
وعندما نشاهد موقف الكثير من أبناء الأمة، تجاه ما يحصل على إخوتهم المسلمين في فلسطين، التي هي بلدٌ مسلمٌ محتلٌ، ومحيطه كله محيط عربي وإسلامي، دول عربية وإسلامية، وبين وسط هذا المحيط من المسلمين، بين وسط البلدان الإسلامية، والشعوب الإسلامية، يأتي العدو الإسرائيلي الصهيوني، اليهودي، المجرم، ليحتل، وليقتل، وليدمِّر، ولينتهك حرمة المقدَّسات، ولينتهك الأعراض، وليرتكب جرائم الإبادة الجماعية، التي تنقل بالفيديوهات ليشاهدها كل العالم، ما يحصل وبتقييمٍ واضح، كل إنسانٍ يستطيع أن يقيم الموقف العربي والإسلامي في أكثره، فيما عليه أكثر الأنظمة، أكثر الشعوب، أكثر النخب، أنه موقفٌ متخاذل، إلى جانبه موقف متواطئ مع العدو الإسرائيلي، من بعض الأنظمة التي باتت مفضوحة في تواطئها وتعاونها مع العدو الإسرائيلي، وفي ارتباطها معه، وولائها له، ولكن هذه الحالة، الحالة السلبية جداً، والمحزنة كثيراً، والمخزية في نفس الوقت، والتي لها تبعاتها وآثارها السيئة جداً، وعواقبها الخطيرة، على كل الذين كانوا على ذلك المستوى من التخاذل والتفرج، حيث لم يتحركوا ولا في الحد الأدنى من المواقف، وكأنه لا يحصل شيءٌ هناك، ماذا يعني هذا؟ يعني: تدنٍ واضح، بل ويكاد أن يكون خموداً بشكلٍ كامل للروحية الجهادية، الأمة في أكثر شعوبها وحكوماتها فقدت تماماً الروحية الجهادية، وهذا شيءٌ واضحٌ ومؤسفٌ ومؤلم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 2 ربيع الأول 1446هـ 5 سبتمبر 2024م