حجم الإجرام الصهيوني في الإبادة الجماعية، والقتل الشامل للأطفال والنساء، والكبار والصغار، والاستمرار في هذه الجرائم بشكلٍ يومي كل هذه المدة الزمنية، في نطاقٍ جغرافيٍ محدود، هو: قطاع غزة، وصل في فظاعته، وهوله، وبشاعته، إلى درجة أن البعض من الصهاينة- أنفسهم- باتوا يتحدثون عن أن هذه جرائم إبادة جماعية، وتطهير عرقي، وفق المصطلح المعروف دولياً.
استخدم الأعداء مؤخراً في جرائمهم أسلحةً أمريكية- بلا شك- جديدة، قال عنها شهود عيان من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومنهم بعض الإعلاميين: أنها تُذيب الأجساد، بعد الاستهداف بها لأبناء الشعب الفلسطيني، والقتل بها لأبناء الشعب الفلسطيني، تتبخر أجساد الشهداء الذين استهدفوا بتلك الأسلحة المحرمة، هكذا بلغ مستوى الإجرام الإسرائيلي والأمريكي معاً.
والأمريكي يستغل حروبه العدوانية على شعوب أمتنا، ما كان بشكلٍ مباشر، من جهته هو، وما كان عبر وكلائه، في مقدمتهم: الإسرائيلي، يستغلها لتجربة أسلحته المحرمة، ومدى فاعليتها في قتل المجتمع البشري، وفي إبادة الناس، إلى هذه الدرجة من الاستهانة بحياة الناس، يعتبرها مستباحةً حتى كحقلٍ للتجارب، يجرب فيها أسلحته المحرمة.
يستمر العدو الإسرائيلي في التدمير الشامل، والاستهداف للمستشفيات كأهداف أساسية، يركز عليها بشكلٍ مباشر، في سعيه المستمر لإنهاء أي خدمة طبية تُقدَّم للشعب الفلسطيني، حتى ولو كانت بمستوى محدود، وإمكانات محدودة للغاية.
يواصل استخدام التجويع أيضاً كوسيلة من وسائل الإبادة، والمنع للغذاء والدواء عن النازحين، كل سكان غزة تحولوا في واقع الحال إلى نازحين، وفي هذا الأسبوع:
- أعلنت الأونروا وقف إدخال الكميات الغذائية الضئيلة جداً، التي لا تلبي احتياج 6% من أهالي غزة، أو أعلنت عن إيقاف إدخالها إلى قطاع غزة؛ نتيجةً للمنع الإسرائيلي، والاعتداءات الإسرائيلية، والاعتداء على ما يدخل إلى القطاع، من خلال العصابات التي شكلها العدو الإسرائيلي للنهب.
- وكذلك ما يسمى بالمطبخ المركزي، الذي يُقدِّم القليل جداً من الطعام، أعلن عن تعليق عملياته في غزة، بعد قتل العدو الإسرائيلي لعددٍ من موظفيه، وهكذا تتفاقم الحالة المأساوية، وتشتد المجاعة للشعب الفلسطيني المحاصر المظلوم في قطاع غزة.
مع كل تلك الجرائم في قطاع غزة، يستمر العدو الإسرائيلي في جرائمه المستمرة في الضفة الغربية، من عمليات الاغتيالات، المداهمات، التجريف والتدمير، القتل، النهب، الاعتداء حتى على المواشي، الاستهداف حتى لمزارع الزيتون، كل أشكال الاعتداءات، الحرق للسيارات من قبل قطعان المغتصبين، الذين يسمونهم بـ[المستوطنين]... وهكذا كل أشكال الإجرام.
مع ذلك يستمر أيضاً في الانتهاك لحرمة المقدسات، يستهدف بيوت الله (المساجد)، التي هي دورٌ للعبادة والذكر، ولها قدسيتها، وكم دمَّر في قطاع غزة من مساجد، وكم هدَّم أيضاً من مساجد على مستوى أنحاء فلسطين كافة، وكذلك الانتهاك المستمر لحرمة المسجد الأقصى، من خلال الاقتحامات المنظمة، التي بلغت بالآلاف، لباحات المسجد الأقصى، وفي تلك الاقتحامات يتم تنفيذ طقوسات تلمودية سيئة جداً ومسيئة، مسيئة للإسلام، ولنبي الإسلام، وللمسلمين، وتمثل انتهاكاً للحرمات المقدسة.
كذلك صدرت إجراءات لمنع الأذان في مكبرات الصوت في معظم المساجد في فلسطين، صدر في هذا الأسبوع قرار بمنع الآذان من المساجد في مكبرات الصوت، في معظم أنحاء فلسطين المحتلة.
وكذلك من أسوأ وأخطر الممارسات الإجرامية، المنتهكة لحرمة المقدسات الإسلامية، هو: التعدي على المصحف الشريف، من خلال التمزيق والإحراق، ما يحدث فيما يتعلق بالمساجد من تدميرٍ لها بما فيها من المصاحف، وإحراق، وتدمير، وتمزيق، هو شيءٌ واضحٌ للعيان، يشاهده الناس في المشاهد التلفزيونية على الشاشات، ومع ذلك لا يكتفي العدو الإسرائيلي بأنه يُدمِّر المساجد، وفي إطار ذلك يحرق ويمزق المصاحف التي فيها؛ وإنما يقوم الصهاينة المجرمون المنتسبون للعصابات الإجرامية، التي تسمي نفسها بالجيش الإسرائيلي، يقومون أيضاً بشكلٍ متعمدٍ، وبشكلٍ مقصودٍ ومخطط وموثَّق بالفيديو، بأخذ المصاحف، ويوثقون ذلك في تصوير الفيديو، يمزقونها ويحرقونها، وينشرون تلك المشاهد ليراها العالم الإسلامي، ليشاهدها المسلمون، وهم يقترفون هذه الجريمة الفظيعة، التي هي كفرٌ عظيم، فيها إساءة إلى الرسالة الإلهية، إلى رسل الله وأنبيائه ودينه، وهي من أبلغ الاستفزاز، ومن أكبر الاستفزاز للمسلمين، لمن بقي فيه ذرةٌ من الإسلام، يستمرون في ذلك، حتى في هذا الأسبوع كان هناك مشاهد من هذا النوع، ولكنه عملٌ يستمرون فيه على مدى كل هذه المراحل.
كل أشكال العداء والإجرام والطغيان يمارسها العدو الإسرائيلي، التي تُعَبِّر عن عدائه للمسلمين وللإسلام، وهذا شيءٌ واضح.
والأمريكي في كل جرائم العدو الإسرائيلي هو شريكٌ له، هو يدعمه، ويشترك معه في معظمها، وهو الوجه الآخر للصهيونية، الأمريكي بنفسه هو الوجه الآخر للصهيونية؛ ولذلك فأمريكا وإسرائيل وجهان لعملةٍ واحدة، والممارسات الإجرامية، والعدوانية، والظالمة، والوحشية، متشابهة لهما.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة
الخميس 4 جمادى الآخرة 1446هـ 5 ديسمبر 2024م