القُـرْآنُ الكريمُ حينما شخَّصَ للأمة مَن هو العدو الذي يشكل الخطورة الأَكْبَر على الأُمَّــة هو بذلك إنما يقدم للأمة البصيرة الكافية تجاه مسألة من أخطر المسائل التي واجهت فيها الأُمَّــة التَّضْلِيْل الكبير وفي نفس الوقت الانحراف الكبير.
لقد تحدث القُـرْآن الكريم عن الأَعْــدَاء اعدائنا كمسلمين كأمة مسلمه بإسْـلَامنا بقُـرْآننا بقيمنا بأَخْـلَاقنا حدد لنا منهم أَعْــدَاؤنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى وهو العليم، العليم بنا، العليم بالبشرية، والعليم بواقع البشر جمعاء، العليم بمن هم أَعْــدَاؤنا وكيف هم أَعْــدَاؤنا وما يمكن أن يشكّلوه من خطورة وكذلك ما نحتاج إليه في مواجهة أُولئك الأَعْــدَاء وفي مواجهة التحديات الآتية من جانبهم.
اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى هو العليم عالم الغيب والشهادة الذي يعلم السر في السموات والأرض من قاعدة {والله أعلم بأعدائكم}هكذا قال تعالى، فاذا جاء محلل سياسي أَوْ مركَز دراسات أَوْ أمير أَوْ ملك أَوْ رئيس أَوْ قائد أَوْ أين كان ليقدم رؤيته للأمة ويشخص للأمة مَن هم أَعْــدَاؤها فإن اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى الذي هو أعلم من كُلّ أحد عالم الغيب والشهادة المحيط خبراً بكل خلائقه قد قدّم للأمة بحقيقة بعلم بخبر قدّم للأمة وحدد للأمة مَن هم أَعْــدَاؤها الحقيقيون؛ ولذلك قال سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى في كتابة الكريم {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} في المرتبة الأوْلَى قبل كُلّ عدو، أعدى عدو في هذه الأُمَّــة مَن هو؟ حسب القُـرْآن الكريم اليهود في المرتبة الأوْلَى.
وهذا ما وجدناه واقعاً ووجدناه حقيقةً لا ريب فيها، ووجدنا كُلّ الواقع يشهد له اليوم يقف اللوبي الصهيوني والكيان الصهيوني الذي انشـأ إسْرَائيْل وكوّن إسْرَائيْل وله نفوذه اليوم في العالم الغربي وأصبح له نفوذه اليوم أَيْضاً في الشرق هذا اللوبي اليوم هو الذي يتَحَـرّك وبكل خبث وبكل حقد ويصنع الكثير والكثير من المؤامرات تجاه أمتنا بل إنه في توجهاته وسياسته ومواقفه وحقده ونزعاته إنما هو يمثل خطراً على الاستقرار العالمي بكله حتى على البلدان الغربيه ذاتها اللوبي الصهيوني اليهودي هو يمثل الشر في هذا العالم هو الذي يحرك كُلّ الفتن والمؤامرات والدسائس هو الذي يهندس لكل مشاكل العالم على كُلّ المستويات يصنع الأَزمَات سوى على المستوى السياسي أَوْ على المستوى الاقتصادي.
هو الذي يسعى للتفريقِ بين بني البشر تحتَ كُلِّ العناوين وإثارة النزاعات بينهم تحتَ كُلّ العناوين هو يرى أنه لا يتمكَّنُ من إخضاع العالم له من اخضاع البشرية له من السيطرة على الجميع إلّا بسياسة التفريق إلا بهد الكيانات وهدم المجتمعات وتدمير كُلّ البنا البشرية وهو يتَحَـرّك على هذا النحو موظفا بخبثه وقدراته التَّضْلِيْلية قدراته في الخداع موظفا كُلّ إمْكَـانات الآخرين.
بل إنه أحياناً يشغّل ويفعّل الكثير من الكيانات بأن تضرب نفسها بنفسها وأن تضربَ داخلها ببعضها البعض وهكذا يفعل وهكذا يعمل وموقف القُـرْآن الكريم ليس موقفاً عنصرياً من اليهود أَوْ من بني إسْرَائيْل لعرقً أَوْ لنسبً وليس موقف قومياً إنه يتجه إِلَـى توصيف أعمالهم إِلَـى توصيف سياساتهم إِلَـى توصيف اتجاهاتهم إِلَـى تشخيص نفسياتهم إِلَـى توضيح ما هم عليه وكشف ما هم عليه من توجُّهات عدائية وأطماع رهيبة وحقد كبير على البشرية من حولهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد عبد الملك الحوثي بمناسبة ذكرى الشهيد القائد 1437هـ