أما على المستوى، مستوى الداخل في مواجهة التحديات ومواجهة العدوان على المستوى العسكري والاقتصادي والإعلامي والسياسي وغير ذلك، فنحن معنيون ودعوتنا في هذا الشهر المبارك، في هذه الليلة المباركة، دعوتنا إلى ذلك ، نحن معنيون بتعزيز الوَحدة الداخلية، بحمد الله كان لهذه الوحدة الداخلية ما بين القوى والتيارات، ما بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، وسائر القوى السياسية والمكونات الاجتماعية، كان لهذه الوحدة وهذا التكاتف وهذا التظافر في الجهود، وهذا التعاون في الميدان كان له قيمته الكبرى، في أن يعطي الموقف قوة كبرى في التصدي لهذا العدوان، هذا هو واجبنا، وهذا ما تحتمه علينا المسؤولية، على كُلّ أَبْنَاء هذا الشعب، وعلى كُلّ الأحرار فيه أن تتظافر جهودهم، وأن يحافظوا على هذه الوحدة الداخلية في مواجهة هذا العدوان.
هناك الكثيرُ من المساعي للتفكيك لهذه القوى وبعثرة هذا الشعب؛ لأنهم يدركون أن الوحدة قوة وأن التفرق ضعف، وهناك سعيٌ بكل الوسائل على المستوى الإعلامي وعلى غير المستوى الإعلامي، هناك جهودٌ تُبذَلُ من قوى العدوان لتفكيك الجبهة الداخلية، وإثارة الخلافات، وهناك البعضُ ممن لديهم قصور كبير في الوعي ينجرون للأسف في مواقع التواصل الاجتماعي لكل ضجيج قد يكون من ورائه إما من يعمل لمصلحة قوى العدوان بشكل مباشر، وإما من هو مغفل، مغفل بالكامل، لا يعي ما يفعل وما يقول وما يتصرف، ولذلك أوجه ندائي إلى الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي ممن ينتسبون إلى الجبهة الداخلية التي تواجه العدوان، ممن يعتبرون أنفسهم جنودا في ذلك الميدان بالتصدي للعدوان، لا أولوية فوق أولوية التركيز على التصدي للعدوان حتى إعلامياً، التركيز الإعلامي من كُلّ إعلامي أن يعي جيداً ما هو الواقع وما هي المسؤولية، أن يكون الاهتمام متجها ومنصبا نحو إظهار مظلومية الشعب اليمني وتعرية المعتدين، وتفنيد ادّعاءاتهم، وإبطال شبهاتهم وغير ذلك، النشاط الإعلامي في التصدّي للعدوان كجبهة صامدة شامخة، وأنا أقدر وأشكر وأفتخرُ بالكثير من الإعلاميين الذين يتحّركون في هذا الاتجاه كما لو كانوا جنوداً في ميدان القتال تَمَاماً بتمام، وسواءً بسواء، يبذلون قصارى جهدهم، ويوظفون قدراتهم الإعلامية والبيانية لإظهار مظلومية هذا الشعب الذي لا نظيرَ لمظلوميته في الأرض، ويوجهون كُلّ نشاطهم الإعلامي في فضح العدو وكشف المعتدي وتفنيد ادعاءاته، هؤلاء الأحرار هم الواعون، هم الإعلاميون الذين هم مخلصون لبلدهم ويعون مسؤوليتهم جيداً، أما الفوضويون من الإعلاميين الذين ينجرون وراء كُلّ ضجيج، يأتي أي مرتزق، أي إعلامي من المرتزقة ليثير ضجيجاً هنا أَوْ هناك، ثم يثير مشكلة هنا وهناك، ثم تبدأ عملية المهاترات والضجيج المتبادل، والسباب المتبادل، أشياء غير جدية والتي ينبغي تجاوُزُها وينبغي الحذر منها تماماً، التعاطي مع مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن يكون مسؤولاً ونحن في شهر التقوى، يجب أن نتقيَ الله أين ما كنا، والجميع معنيٌّ بالتقوى، الإعلامي معني بالتقوى، السياسي معني بالتقوى، الاقتصادي معني بالتقوى، الجميع معنيون أن نتقيَ الله، وأن نضبط تصرفاتنا ومواقفنا وسائر أعمالنا بميزان التقوى، الجبهة الداخلية يجب أن نحافظ عليها بالوَحدة بالتعاون بتظافر الجهود، بل أن نرتقيَ بمستوى التكاتف والتعاون إلى مستوى أفضل، وإلى موقع متقدم إلى الأمام؛ لأننا بقدر ما تتعزز هذه الوحدة، هذا التلاحم هذا التعاون، هذا التكاتف هذا التظافر للجهود، بقدر ما سنكون كشعب يمني أقوى في مواجهة التحديات مهما كانت.
وليس هناك مجال للاستهتار أَوْ للألاعيب السياسية ولا لتصفية الحسابات، كُلُّ من لديه وعي وإحساس بالمسؤولية وفهم للواقع، وإدراك لمستوى المخاطر والتحديات، سيدركُ جيداً أن أولويته ومسؤوليته وأن ما تفرضه عليه القيم والأَخْـلَاق والدين والوطنية هو أن يتجهَ فيما يزيدُ شعبَنا قوةً في هذا التحدي، هذا هو الشيء المهم الذي يجب أن نعيه جَميعاً في تعزيز الوحدة الداخلية.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك 1441هـ
شهر رمضان محطة التزكية والتعبئة.