{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} وما تزال اللعنة قائمة عليهم.. لكن لماذا نراهم هكذا أقوى منا ونرى أنفسنا نحن المسلمين تحت أقدامهم؟ لماذا؟ لأننا لو أتينا إلى دراسة واقعنا نحن، وإلى عظم الجريمة التي ارتكبناها نحن المسلمين لوجدنا أنفسنا أننا قد طردنا أكثر منهم ولعنا أكثر منهم. حقيقة هذه.
هل أن اللعنة رفعت عن بني إسرائيل؟ فلماذا رأينا أنفسنا تحت أقدامهم؟ إلا لأن هذه الأمة فيما اقترفته من جرائم في إعراضها الكبير عن دين الله، في تخليها عن مسؤوليتها وهي آخر الأمم، والمسؤولة عن إصلاح الأمم الأخرى جميعا، عن النهوض بهذا الدين، عن أن تقطع أيدي اليهود والنصارى الذين قد لعنوا.أصبحت وضعية هذه الأمة أسوأ بكثير من وضعية بني إسرائيل التي لعنوا بها فكأن الأمة في لعنة أشد من لعنة بني إسرائيل.
إذا ما غلبك ضعيف فماذا يعني ذلك؟ ألا يعني أنك أضعف منه، إذا ما أذلك ذليل ماذا يعني ذلك؟ أليس هذا يعني أنك أذل منه؟ هكذا.. أو نقول بأن هناك ربما اللعنة قد ارتفعت عن بني إسرائيل؟ هل أن بني إسرائيل اتجهوا إلى الأفضل؟ أم أنهم ازدادوا سوءاً وازدادوا ضلالاً وإضلالاً، وحركة في الدنيا بالإفساد؟ فأصبحوا مستحقين للعنة أكثر وأكثر، لكن وستلعن أمة؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يلعن أشخاصا لألوانهم، أو لأسمائهم، أو لمواقعهم في هذه الدنيا، إنما لأعمالهم فكما لعنت بنو إسرائيل لأعمالهم ستلعن أمة أي أمة كانت، إذا ما اقترفت تلك الأعمال أو أسوأ منها، وستكون اللعنة عليها أشد وأعظم إذا ما اقترفت أعظم مما اقترفه بنو إسرائيل.
تعالوا إلى هذه الآية: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ} أين هم اليهود الذين هم كافرون بالتوراة بأنها ليست من الله أو كافرون بالله كإله؟ هل هناك أحد؟ هم ما يزالون إلى الآن يطبعون التوراة ويهتمون بالتوراة، لكن الكفر ذلك الرفض، الرفض الذي هو موجود لدينا ولديهم، لعنوا لماذا لعنوا على لسان داوود وعيسى بن مريم؟ {ذَلِكَ} وتجد كلمة:{ذَلِكَ} أمامك في كل مقام و{ذَلِكَ} تعني تعليلاً.. لأنهم كذا. والله لا هوادة بينه وبين أحد من عباده.
إذا ما انطلق منك ما استحق به الآخر اللعنة فستُلْعَن كمثله {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} لعنوا بماذا؟{بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} هل أن الآخرين إذا ما عصوا واعتدوا لن يلعنوا؟ سيلعنون، وإن كانوا من أهل بيت رسول الله سيلعنون، بل الحديث عن بني إسرائيل هو عبرة لأهل البيت أنفسهم، أنهم لا يعتمدون على مسألة أن الله فضلهم في هذه الأمة، فيركنون على هذه وحدها، هو فضّل قبلهم بني إسرائيل، لكن التفضيل إذا ما حصل معه عصيان، إذا ما حصل معه تفريط، إذا ما حصل معه واقع هو في نفس الوقت يعتبر كفراً من حيث أنه رفض لشيء من كتاب الله، مما هو منوط بهم وهم ورثته، فسيلعن أولئك الفضلاء كما لعن أولئك الفضلاء، هذا شيء لا شك فيه ولا هوادة بين الله وبين أحد، وهو الذي يقول هنا:{ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} لأنهم عصوا؛ لأنهم اعتدوا، وإلا فليس لي موقف منهم أن اسمهم [بنو إسرائيل] أو أن اسمهم [يهود] أو أنهم من سكان المنطقة الفلانية، لا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
محياي ومماتي لله
دروس من هدي القرآن
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
29/8/2003م
اليمن – صعدة