مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

((وفي بقية شعوب البلاد العربية ألَّا تتكلم ضد اليهود، ولا تتكلم ضد النصارى))، يعني: حالة تدجين، حالة تدجين تشكِّل خطورة كبيرة على الأمة، وحالة ترسيخ للهزيمة النفسية، فالصرخة واجهت حالة تكميم الأفواه، حالة التدجين، حالة تعزيز وترسيخ الهزيمة النفسية؛ ولهذا قال: ((لك تجلى في هذا الزمن أن كُشِفت الأقنعة عن الكثير، فهل نأتي نحن لنضع الأقنعة على وجوهنا، ونغمض عيوننا بعد أن تجلت الحقائق))؛ لأنهم يريدون من الكل أن يسكتوا، لا يكون هناك نشاط توعوي للأمة، ولا يكون هناك موقف عملي للأمة، فكان هذا الموقف، مع الوعي القرآني، مع المشروع القرآني، مع مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، التي أتت خطوة ما بعد الصرخة في وجه المستكبرين.

وعلى كلٍّ، تحرك هذا المشروع بفاعلية، بتأثير، وتجلى نجاحه منذ البداية على المستوى النفسي، على المستوى التربوي، في الواقع نفسه، في الواقع، ولأنه مشروعٌ ناجح، مشروعٌ فعَّال، مشروعٌ حكيم ومؤثِّر، نجد كيف كانت ردة الفعل من الجانب الأمريكي نفسه.

ردة الفعل من الجانب الأمريكي بدأت عندما قام السفير الأمريكي آنذاك، بعد ربما عام منذ بداية الشعار والصرخة، وانطلاقة المشروع القرآني، والحركة في توعية أبناء الشعب، وتوجيه هذا الهدى إلى الناس جميعاً، لكن يبدأ عادةً من نطاق جغرافي معين، نزل السفير الأمريكي إلى محافظة صعدة من صنعاء، ووجد مدى انتشار الشعار، والهتاف به، وملصقاته، ولافتاته؛ وانزعج جداً، ووجَّه- آنذاك- محافظ المحافظة للتحرك ضد الشعار، بدأ محافظ المحافظة- آنذاك- يحاول أن يمنع انتشار حتى الملصقات، اللافتات، بدأت حالات الاعتقال، ثم تطوَّر الموقف على المستوى الرسمي أكثر، السفير الأمريكي اتَّجه بدفع السلطة- آنذاك- لتتصدى بشكل أوسع وأكبر، وتحارب هذا المشروع بكل الوسائل.

بدأت الحملات الدعائية، السجون والاعتقالات في عدة محافظات، كلما انتشر العمل؛ كلما انزعجوا منه أكثر، ثم الاعتقالات الأسبوعية، يعني: في كل أسبوع، في كل يوم جمعة، في الجامع الكبير، أيضاً الفصل من الوظائف للموظفين، الذين ينطلقون هذا المنطلق، ويتحركون في هذا الاتجاه، إغلاق بعض المدارس (مدارس التعليم)، عندما عرفوا أنَّ الطلاب والمدرسين يتَّجهون هذا الاتجاه، وصولاً إلى التصعيد الكبير بالعدوان بالحرب الأولى، التي كانت تستهدف شهيد القرآن "رِضْوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْه"، والذين انطلقوا هذا المنطلق في عدة مناطق.

وما بعد الحرب الأولى استمرت كذلك هجمة كبيرة، ومحاربة شديدة، على مدى ستة حروب شاملة، كان الدور الأمريكي فيها حاضراً في المقدمة، يُقدِّم الدعم، يحرّض، يطَّلع على التفاصيل، وفي نفس الوقت يقدِّم الغطاء التام للسلطة؛ لترتكب ما تشاء وتريد آنذاك، وما تريد أن تفعله، تستهدف الذين ينطلقون هذا المنطلق بكل أشكال الاستهداف: التدمير للقرى، القتل للأهالي بشكلٍ جماعي، السجون امتلأت بالسجناء... إلى غير ذلك.

لم يكن هناك في ردة الفعل- خاصة من جانب السلطة- أي مبرر لا شرعي ولا قانوني، هذا المشروع انطلق بخطوات حكيمة، وفي نفس الوقت على المستوى الشرعي هي قرآنية إيمانية، على المستوى القانوني نفترض به ألَّا يواجه ما هو قرآن ودين؛ لأننا بلدٌ مسلم، ليس هناك ما يسوِّغ لأحد أن يتحرك ضد ما هو على أساس القرآن والإسلام، الدستور بنفسه يعترف بهذه الحقيقة: أنَّ الأساس هو الشريعة الإسلامية، والدين الإسلامي، ثم مع ذلك لم يكن هناك على المستوى القانوني ما يبرر لا سجن، ولا اعتقال، ولا فصل من وظائف... ولا أي شيء من تلك الإجراءات الظالمة، التي هي في إطار الاستجابة للأمريكي، والتودد إلى الأمريكي، والاسترضاء للأمريكي، ثم الحرب بتلك الطريقة الظالمة، الغاشمة، الإجرامية، الوحشية، والقتل لأبناء هذا الشعب بدون وجه حق، كذلك لم يكن له أي مستند لا شرعي ولا قانوني، كان ظلماً، في نفس الوقت عمل فاشل، لم ينجح أبداً، لم تتحقق له الأهداف التي يصبو إليها، السلطة آنذاك- وكانت تأمل أن تسترضي الأمريكي، أن تتودد إليه، أن تحظى بالقرب منه- كل شيء انتهى بالنسبة لها، خسرت شعبها، وفي نفس الوقت لم يبقَ الموقف الأمريكي بالشكل الذي يمثل حمايةً لها، وفرضاً لها لتستمر على ما تشاء وتريد، هُزِمت في الأخير، ثبت نجاح هذا المشروع، هذا الصوت بقي، وامتدَّ، وتعاظم، وتجذَّر، ووصل إلى مسامع الدنيا بكلها، هو في هذه المرحلة الراهنة بما هو عليه من الحضور على المستوى العالمي والإقليمي، من الموقف المتميز في نصرة الشعب الفلسطيني، وهو في المستقبل- بإذن الله تعالى- بما هو أعظم وأكبر إن شاء الله.

الخيارات الأخرى للذين لديهم خيارات أخرى:

  • خيار التخاذل والاستسلام، ليس خياراً يشكِّل أي حماية للأمة.
  • خيار العمالة والارتهان للأمريكي والإسرائيلي، ليس فيه أي نجاة للأمة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

الذكرى السنوية للصرخة  1445هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر