انتهت هذه المعادلة التي كان يفرضها، تلاشى ذلك النفوذ الذي كان إلى هذه الدرجة، اليوم هناك من لا يخنع لأمريكا، من لا يخضع للتهديدات الأمريكية، من لا يستسلم للإرادة الأمريكية، هناك من يقف بجد وبصدق، بموقفٍ صادقٍ، وموقفٍ فاعلٍ ومؤثر، ولا يخنع للأمريكيين؛ ليساند أبناء أمته، ليساند الشعب الفلسطيني، وهذا بالنسبة للعدو الأمريكي فشل كبير، وبالنسبة لواقع المنطقة بشكل عام تحوّل استراتيجي، ومعادلات جديدة طرأت على الساحة هي لصالح كل أمتنا الإسلامية، ولصالح العرب جميعاً في المقدمة، ونأمل- إن شاء الله- في يوم من الأيام أن تتشجع بلدان أخرى، لتتجه هذا التوجه الحر، الذي تحتاج إليه أمتنا، وتحتاج إليه شعوبنا.
الأمريكي كان في الماضي قد حقق نفوذاً يفوق ما يحلم به، حالة الخنوع التام، والاستسلام التام، والرضوخ التام، في كل الدول العربية، وفي العالم الإسلامي بشكلٍ عام، وهو ينفرد هو، أو الإسرائيلي- ويدعم الإسرائيلي- ببلدٍ هنا أو بلدٍ هناك، يشن العدوان عليه، يرتكب أبشع الجرائم، يحتل، يسيطر، يفعل ما يفعل، والآخرون يتفرجون، كان يريد أن تستمر هذه الحالة، بل وأسوأ منها، يريد أن يُجَيِّش أبناء الأمة معه، وليس فقط على مستوى التخاذل، بل على مستوى أن يُجَيِّش أبناء الأمة معه بكل قدراتهم: العسكرية، والمالية، والإعلامية؛ ليكونوا جنداً مجندين له، يكفي أن يتهم هذا البلد أو ذلك البلد بتهمة معينة، ثم يعلن الحرب الشاملة عليها، ثم تتحرك معه تلك الدول العربية، وتلك الدول من العالم الإسلامي، ضد ذلك البلد أو ذاك، والباقون يتنكرون، تنتهي كل الروابط، وكل المصالح المشتركة، وكل الروابط التي هي روابط الدين، وروابط المصلحة، وكل الروابط والعناوين، تتقطع كل الأسباب، هناك تغير له أهمية كبيرة واستراتيجية في هذا الجانب.
موقف بلدنا أسقط أهدافاً للأمريكي، وصنع تحولاً، وصنع معادلات جديدة، وصنع متغيرات مهمة جدّاً، والعمليات الفاعلة أوقفت على العدو الإسرائيلي حركته في باب المندب والبحر الأحمر؛ بينما كان في مصاف أكبر المستفيدين من ذلك، العدو الإسرائيلي كان من أكبر المستفيدين من الحركة التجارية ضمن البحر الأحمر وباب المندب، لم يكن على مستوى محدود، يستفيد شيئاً بسيطاً كان من أكبر المستفيدين من الحركة الملاحية في البحر الأحمر وباب المندب، في حساب الوارد والصادر إليه، الوارد منه، والصادر إليه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة السيد القائد حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 12 شعبان 1445هـ 22فبراير 2024م