شعبنا العزيز يخرج في كل أسبوع- على مدى كل هذه الأشهر- يخرج أسبوعياً خروجاً مليونياً لا مثيل له في الأرض، ولا سابقة لذلك في أي شعبٍ من الشعوب، نرى حتى في بعض الساحات أربعة أجيال: الجد، وابنه، وابن ابنه، وحفيده أيضاً، نراهم في الساحات يحضرون كباراً وصغاراً، شيباً وشباناً، وحضورهم حضور واضح أنه بدافعٍ إيماني، وأخلاقي، وقيمي، وباهتمام، وبألم، وبحماسٍ كبير، وتفاعلٍ كبير، ليس خروج من لا يخرج إلَّا في الحالات النادرة جداً، خروجاً محدوداً، لأهداف سياسية... أو غير ذلك، هذا خروج هو جزءٌ من جهاد شعبنا في سبيل الله تعالى، ومن نهضته الجهادية والإيمانية، التي يجسِّد فيها أخلاق الإسلام، وقيم الإسلام، وعزة الإيمان، وهذا شيءٌ واضحٌ في واقع شعبنا والحمد لله، هو يقف مواقف الشرف، المواقف التي تبيِّض الوجوه، يوم تسود وجوه، وتبيض وجوه في الدنيا وفي الآخرة، والحمد لله على ذلك.
ولذلك نحن مستمرون، والرد قادم، وغير الرد أيضاً، مع الرد مسارٌ مستمرٌ بإذن الله تعالى، ولن نخذل الشعب الفلسطيني أبداً، ما دام فينا عِرقٌ ينبض، ما دام فينا وجودٌ للحياة؛ لأننا مع حياتنا، نحمل الإيمان بالله تعالى، ونستشعر المسؤولية أمام الله، وندرك ونعي كشعبٍ يمنيٍ مسلم قيمة الموقف المشرِّف، الذي هو مرضاةٌ لله تعالى، والذي هو شرفٌ نخلِّده لكل الأجيال اللاحقة، وهذه نعمةٌ كبيرة، والله يقول عن ذلك في كتابه الكريم: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[المائدة:54].
في يوم القيامة، مرويٌ في كتب الأمة، في تراثها، في أحاديثها، أنَّ رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ" يذبُّ الناس، ويفتح المجال لأهل اليمن؛ ليتقدموا على الحوض يوم القيامة، نريد أن نلقى رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ" يوم القيامة ببياض وجه، بشرف، بأن نكون أيضاً من الذين اتَّجهوا للتأسي به، والاقتداء به في كل شيء: في الالتزام الإيماني والأخلاقي، في الجهاد والموقف، في العمل، في التحرك في كل المجالات، ومن ضمن ذلك: التأسي برسول الله في جهاده، في موقفه، في تحركه بالعزة الإيمانية، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون:8]، فشعبنا العزيز نال- بفضل الله تعالى- شرف العزة، والخلاص من المواقف المذلة والمهينة؛ ولــذلك هو مستمرٌ في انطلاقته الجهادية.
رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ" واجه كل قوى الكفر والطاغوت، من مشركي العرب، وحقق عليهم النصر الحاسم بمعونة الله تعالى، خاض معهم معارك شرسة، وحروب كثيرة، وتحرَّك أيضاً بالإغارات، وبالغزوات، وبالتحرُّك الشامل؛ حتى حقق النصر الحاسم.
وواجه اليهود، وحقق عليهم النصر الحاسم في بني النضير، في بني قينقاع، في غزوة خيبر... في كل المعارك والأحداث، حتى نصره الله عليهم نصراً حاسماً، وأخَّرهم، وهاهم تأخروا من ذلك اليوم على مدى أكثر من ألف عام، هزيمة تاريخية ساحقة، أوصلتهم إلى الحضيض، وجعلت من بقي من بقاياهم يدفعون الجزية عن يدٍ وهم صاغرون؛ بينما يوم هبطت الأمة، وفقدت روحها الجهادية، وبقدر ما ابتعدت عن نبيها؛ اِضْمَحَلَّ واقعها، وخسرت عزتها وكرامتها، فأتى اليهود من جديد ليذلوا الأمة، وهي لم تذل أبداً فيما قد مضى أمامهم، وفي مواجهتهم.
وواجه الروم، وأوصل العرب الذين كانوا في نقطة الصفر، إلى المرتبة الأولى عالمياً، لريادة الأمم، وسيادة الأمم، وهزيمة الإمبراطوريات القائمة، في ظل حمل رسالةٍ مقدَّسة، وحمل راية الجهاد في سبيل الله تعالى.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 2 ربيع الأول 1446هـ 5 سبتمبر 2024م