مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الحالة السائدة التي تعم، والتي يجب أن يتحرك عليها الذين آمنوا، أن يسود منهج الله -سبحانه وتعالى-، وتعليماته الحق، ومنهجه العظيم، وأن لا يتمكن الآخرون من منع ذلك، لا يتمكن الذين كفروا من منع الأمة، من منع الناس من ذلك، إذا سعوا عن منع الناس من ذلك عن طريق الحرب والعدوان والصد بكل الوسائل، فأن يتم التصدي لهم تعتبر هذه مسؤولية والتزام إيماني، ضمن الالتزامات الإيمانية الدينية، يعني: ليست المسألة مبنية على أننا سنلتزم بالإيمان، سنلتزم بمنهج الله، سنتبع من تعليمات الله، لكن بالقدر الذي يسمح به الذين كفروا؛ أما بالمقدار الذي لا يسمحون به فسنقول: [خلاص، ليس له لزوم، نشطبه من الإسلام]، ونلغيه من قائمة الدين، نقول: [صح الجهاد في سبيل الله، العمل لإعلاء كلمة الله، العمل لإقامة الحق، العمل لإقامة العدل... هذه صح من الإسلام، لكن لن يسمح بها الذين كفروا، إذاً نشطبها ونلغيها ونعتبرها غير ممكنة التطبيق؛ نظراً لاعتراضهم عليها، ليست المسألة متوقفة على مقدار ما يسمحون به، وإلغاء ما لا يسمحون به، من هم حتى يكون لهم هذا الحق؟ لو نظر الإنسان هذه النظرة فهي نظرة خطيرة جدًّا على إيمانه، لو نظر إلى أننا سنأخذ من الإسلام ما تسمح به أمريكا، وسنعدل من الإسلام ما تريد منا أمريكا أن نعدله، وسنعدل من الإسلام ما ترغب إسرائيل بتعديله، مفاهيم إسلامية نغيرها على النحو الذي يرضي إسرائيل، توجيهات من توجيهات الله -سبحانه وتعالى- تعارضها إسرائيل، نشطبها، تعارضها أمريكا، نلغيها، أو نجمدها.

 

إذا اتجهت الأمة هذا التوجه، فهي جعلت طاعتها للذين كفروا أكبر وأقدم من طاعتها لله -سبحانه وتعالى-، جعلت فيتو أمريكي وفيتو إسرائيلي على ما هو مهمٌ من الإسلام، فتلغيه، أو تجمده، أو تغيره وتحرِّف فيه استرضاءً لهم، ولهذا لم يكن مسموحاً حتى في عصر النبي -صلوات الله عليه وعلى آله بذلك-، لم يكن مسموحاً بذلك، والذين يكونون على هذا النحو لديهم خلل كبير في مصداقية انتمائهم الحقيقي للإيمان، الحالة التي يتحول فيها التوجه بكله محكوماً بسياسات الذين كفروا، الذين كفروا في زماننا في طليعتهم أمريكا، وفي طليعتهم إسرائيل، هم أئمة الكفر في هذا الزمن، هم الذين يحملون راية الطاغوت في هذا العصر، هم الذين يسعون إلى أن يتحكموا بنا، والتحكم بنا يتم بفرض سياسات وإملاءات تأتي إلى واقع حياتنا، حتى على حساب المفاهيم الدينية، والمبادئ الدينية، والقيم الدينية، والأخلاق الإسلامية، والمواقف الدينية، ثم يأتي البعض بدافع الاسترضاء لهم إلى عملية تغيير وتحريف وتبديل لكثير من المفاهيم الدينية، الالتزامات الدينية، وفرض سياسات تفسد المجتمع، تنشر الفساد في أوساط المجتمع، تضل الناس، وتؤثر على كل واقع حياتهم، تضعفهم، سياسات في الواقع الاقتصادي تدمر اقتصادهم، تحول اقتصادهم إلى اقتصاد ضعيف، يخدم الأعداء، اقتصاد قائم على استهلاك بضائع الأعداء، وليس على الإنتاج، سياسات وبدائل تضعف الأمة في كل مجالات حياتها، وتكفل للأعداء السيطرة عليها، وهذا يأتي إلى كل واقع الحياة، يأتي إلى كل واقع الحياة، إلى الواقع الاقتصادي، إلى الواقع العسكري للأمة... إلى كل مجالات الحياة؛ لأن المسألة ليست مسألة فقط مسألة عقائدية، فتكون المشكلة معهم فقط أنهم يريدون يجبروا الناس مثلاً على أن يكفروا كفراً صريحاً بالله -سبحانه وتعالى-، على أن يرتدوا عن الشهادتين مثلاً، لكنه سيسعى إلى أن يجردك من كل المضمون الذي يبنى على الشهادتين؛ حتى تصبح الشهادتان مجرد كلمتين تقولها بلسانك، لا تبني عليها شيئاً في واقع الحياة، تصبح مقولة (لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله) مقولة تنطق باللسان، أو تكتب في العلم، أو تكتب في الورق، ولكن لا يبنى على أساسها شيءٌ في واقع الحياة، هذا ما تسعى له أمريكا، ما تسعى له إسرائيل، تقول: (لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله)، لكن وتجعل من نفسك جندياً تبذل كل مالك، وكل جهدك، وكل طاقاتك، وكل أعمالك في خدمة أمريكا، هل هذا هو المضمون الذي يبنى على أساس الشهادتين؟ |لا| (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله) يبنى عليها مضمون، مضمون أن تعبد نفسك لله، أن تتحرك في هذه الحياة على أساس هدى الله، مضمون أن تتحرك في هذه الرسالة التي آمنت برسولها محمد -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، محمدٌ رسول الله، إذاً أقتدي به، أتبعه، ألتزم بتعليماته، بتوجيهاته، أحذو حذوه، أسير في طريقه.

 

ولذلك البدائل التي يحاولون فرضها، هم يحاولون فرضها حتى بالقوة العسكرية، يحاولون فرضها بكل الوسائل، بسياسات وأعمال واسعة وأساليب خطيرة جدًّا، فالأمة عليها أن تتمسك بموقفها الحق، وفي منهجها الحق، وأن تواجه جبروت الأعداء الذي يستخدمونه كوسيلة رئيسية لإخضاع الناس؛ لأنهم عندما يفشلون في وسائلهم الأخرى، يضيفون إلى ذلك وسيلةً أخرى هي الحرب العسكرية، فإذا اتجهوا بالحرب العسكرية يجب أن يواجهوا أيضاً بالحرب العسكرية، {وَقَاتِلُوهُمْ}، لم يقل الله -سبحانه وتعالى-: [ما دام والمسألة قد تحتاج إلى قتال فاستسلموا لهم، واتركوا المشاكل، واجلسوا في بيوتكم، واتركوا لهم المجال فليسيطروا وليهيمنوا وليتحكموا]،

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية السابعة والعشرون :1441هـ/ 20-05-2020م.

يوم الفرقان (10) حتمية الصراع مع قوى الشر والضلال.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر