مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وهي المعادلة التي يسعى إلى أن تكون شاملةً لكل هذه الأُمَّة، وألَّا يكون في مقابلها استثناء لأي بلدٍ عربيٍ ومسلم، أي بلد في العالم الإسلامي، في البلاد العربية وغيرها، يريد أن يكون مستباحاً له، وفي هذا السياق نفسه يأتي الاعتداء على دولة قطر، على دولة ذات سيادة، ودولة لها تأثيرها على المستوى الإقليمي، وعلاقاتها الدولية الواسعة، وفي نفس الوقت لها شراكة دولية مع الدول الكبرى في برامج مهمة، ولها دورٌ أساسيٌّ في مفاوضات السَّلام، في مفاوضات وقف العدوان على غزَّة، في المفاوضات التي جزءٌ من أهدافها هو التبادل في مسألة الأسرى، فالعدو الإسرائيلي باعتدائه على قطر يرتكب عدوانين:

  • عدواناً يستهدف به الوفد المفاوض لحركة حماس، المتواجد في دولة قطر.
  • وعدوان على السيادة القطرية، واستباحة للسيادة القطرية، واستهداف لأبناء قطر، للمقيمين فيها، ولشعبها، وهناك شهيد من أهالي قطر.

فالعدو الإسرائيلي بهذا التجاوز هو يكشف لكل الدول العربية- سواءً في الخليج، وفي غير الخليج- أنَّه يسعى لتوسيع معادلة الاستباحة لسيادة هذه الدول والبلدان، وأنَّه لا يحترم أي حق في هذه البلدان: لا حق السيادة... ولا أي اعتبارات أبداً، ولا شك أنَّه في إقدامه على مثل هذه الخطوة، مطمئنٌ تماماً إلى الدعم الأمريكي، والمساندة الأمريكية، وهو يستخدم الوسائل الأمريكية أساساً، ويعتمد بشكلٍ أساسيٍّ على الإمكانات والدعم الأمريكي، والشراكة الأمريكية؛ ولـذلك فالأمريكي شريكٌ معه في تكريس هذه المعادلة الجائرة، الظالمة، العدوانية: معادلة الاستباحة لهذه الأُمَّة، لكل شعوبها وبلدانها ودولها، فهي جريمة كبيرة.

لقيت هذه الجريمة استهجاناً وإدانةً واسعة في مختلف البلدان والدول، وكذلك كان هناك مع الاستهجان تعليقات قوية لكثيرٍ من الحكومات والأنظمة، والإدانة واضحة.

ولكن المشكلة تجاه مثل هذا العدوان، وما يجري في قطاع غزَّة، وما يرتكبه العدو الإسرائيلي ضد سوريا، ضد اليمن، ضد لبنان، ضد أُمَّتنا في أي قطرٍ من الأقطار، أن يُكْتَفى بالبيانات كموقف نهائي، يعني: ما يتم من معظم الحكومات والأنظمة، هي أن يكون الموقف هو البيان، أو هو التصريح، أن يكون بنفسه الموقف لا أقل ولا أكثر، عبارات تكتب في ورقة، تتضمن توصيفات معيَّنة، تتفاوت، بعضها- مثل ما هو الحال في بعض الأنظمة الغربية- يراعي العدو الإسرائيلي حتى من العبارات الجارحة للمشاعر، أو العبارات المُدِينَة، ويتحرى بدقة وعناية فائقة عبارات لا تحمل أي مضمون إدانة، لا تحمل أي مضمون إدانة، وهذا سمعناه في كثيرٍ من التصريحات والبيانات الغربية، يحرصون ألَّا يكون في بياناتهم ما يعتبر إدانةً للعدوان الإسرائيلي على قطر، ويحصل هذا تجاه فلسطين، وتجاه ما يجري في بلدان أخرى؛ أمَّا اليمن، فليس لهم أصلاً أي تعليق، بل أحياناً تعليقات مؤيِّدة للعدو الإسرائيلي، وصريحة في تأييد إجرامه.

على كلٍّ، المشكلة أن يتحوَّل التصريح أو البيان بحد ذاته هو إلى موقف، وهذه مشكلة كبيرة على واقعنا الإسلامي في البلاد العربية وغيرها أكثر من غيره، يعني: من غير المستغرب أن تفعل ذلك البلدان الغربية، التي هي داعمة للعدو الإسرائيلي، وشريكة له في أطماعه وأحقاده، لكن في عالمنا الإسلامي، أن يكون هذا هو الموقف: إعلان التضامن الكلامي، الذي هو عبارة عن عدة سطور كتبت في ورقة، أو تصريح أعلن عنه في وسيلة إعلام، وانتهى الأمر.

لو كانت التصريحات، لو كانت البيانات معبِّرةً عن مواقف عملية؛ لكان لها ثقلها، لكان لها أهميتها، لكان لها تأثيرها، ولا دولة واحدة عربية من دول التطبيع مع العدو الإسرائيلي، أعلنت عن قطع علاقتها مع العدو الإسرائيلي، لما يفعله في قطاع غزَّة، ولما فعله ضد قطر، ما يفعله ضد سوريا، ما يفعله ضد لبنان، ما يفعله ضد اليمن، ضد الشعب اليمني، ولا دولة واحدة، حتى مع ما حدث تجاه قطر، وهو إساءة إلى كل دول الخليج، انتهاك لحرمة دول الخليج بكلها، لم يرقَ الموقف من بعض دول الخليج إلى أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية في الحد الأدنى مع العدو الإسرائيلي؛ تضامناً مع قطر، هذا كان سيعبِّر عن تضامن حقيقي، عن تضامن فعلي.

فالحالة العربية تجاه ما يجري في غزَّة، وما يفعله العدو الإسرائيلي في لبنان، وما يفعله في سوريا، وما يفعله ضد اليمن، ما يفعله ضد أي بلد إسلامي، ما فعله ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، أصبحت هي في هذا المستوى: السقف الذي قد عرفه العدو الإسرائيلي، وعرفه العدو الأمريكي، وعرفته الأنظمة الغربية، عرفته بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، الدول الداعمة للعدو الإسرائيلي، عرفت أنَّ السقف في الواقع العربي والإسلامي على المستوى الجماعي: قمة إسلامية، أو قمة عربية، أو الأحادي: من كل نظام وحكومة وزعيم؛ هو بهذا السقف: سطورٌ تكتب في ورقةٍ تتضمن بعض التوصيفات، وتُلَقى في وسائل الإعلام، أو تصريحات، وليس أكثر، شطب أي تحرُّك عملي أو فعلي حتى في الحد الأدنى، حتى في مستوى قطع علاقات دبلوماسية، اقتصادية، مقاطعة سياسية، هذا الشطب يشكِّل خطورةً كبيرةً على الأُمَّة، وأطمع العدو الإسرائيلي:

  • أطمعه في الاستمرار في جريمة القرن ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.
  • أطمعه في انتهاك حرمة وسيادة بلدان هذه الأُمَّة، والتعدِّي عليها هنا وهناك.

هذه البلطجة والعربدة الإسرائيلية منشأها: شطب كل تحرك عملي وفعلي من قِبَل الأنظمة العربية، والأنظمة الإسلامية، وأن يكون السقف العالي جدًّا هو اتصالات تضامنية كلامية فقط، أو عبارات تكتب في ورق، وتنتهي المسألة دون أي موقف عملي، وهذا شيء خطير على هذه الأُمَّة.

هذه الاستراتيجية ليست معمولاً بها في كل الدنيا إلَّا عند العرب والمسلمين، ليس هناك أي جامعة في العالم، ولا أي مدرسة، ولا أي مؤسسة، تقدِّم مثل هذا الموقف على أنَّه استراتيجية مجدية لأي أُمَّة، أو لأي شعب، أو لأي بلد، في مقابل أن يكون عليه اعتداء من مثل اعتداءات العدو الإسرائيلي على هذه الأُمَّة، ليس هناك أحد في الدنيا، في كل أمم الأرض، ولو تأكدتم بأنفسكم من كل الجامعات، والمدارس، والمؤسسات التعليمية، ليس هناك أحد في الدنيا؛ لأن هذا منافٍ حتى للفطرة البشرية؛ لأن هذا غباء رهيب للغاية، وعمى لا يماثله عمى، أن يقابل ما يفعله العدو الإسرائيلي من إبادة جماعية، من قتل، من انتهاك للحرمات، من دوس على الكرامات، من استباحة لكل شيء: استباحة للمقدَّسات، استباحة للدماء، استباحة لسيادة الدول... استباحة لكل شيء، أن يقال في أي مكانٍ في الدنيا: [ليقابل ذلك بكتابة عدة أسطر تتضمَّن توصيفات معيَّنة، وتلقى في وسائل الإعلام] وانتهى الأمر، دون أي موقف عملي! هذه هي استراتيجية غبية، استراتيجية الغباء المفرط، والضلال المبين، والعمى المستحكم للقلوب، وهذا شيءٌ يحزننا كثيراً!

العدو الإسرائيلي يوسِّع بعدوانه على قطر معادلة الاستباحة، بما في ذلك على دول الخليج وسائر البلدان العربية، وهذا شيءٌ واضحٌ جدًّا.

ومن الغريب جدًّا، ومن الفظيع، ما سمعناه من وسائل الإعلام عن أنَّ الرئيس الأمريكي (ترامب) المجرم الكافر، اشترك في عملية التضليل، بتقديم ما أسماه بـ [مقترح]؛ من أجل أن يجتمع عليه الوفد المفاوض في قطر لدراسته؛ لتتم عملية الاستهداف أثناء الاجتماع.

نحن نحمد الله أنَّ العملية فشلت، ونهنئ إخوتنا في حركة حماس بفشل هذا العدوان الإسرائيلي، وهذا العدوان الإسرائيلي مع أنه فاشل، لكنه انتهاك كبير، وإنذار مهم لكل البلدان العربية والإسلامية، وهو لم يراعِ دور قطر في مفاوضات السلام، ولا علاقاتها الدولية والإقليمية.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي

حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية

الخميس 19 ربيع الأول 1447هـ 11سبتمبر 2025م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر