الشعوب التي تخوض معركة الاستقلال والحرية هي المنتصرة ولذلك في نهاية المطاف هي أعظم تصميماً، أكثر وأقوى إصراراً، وعزماً وفي نهاية المطاف الله معها وهي التي تنتصر من موقع مظلوميتها مع ثباتها، معروفٌ في كل العالم، وحتى شواهد قريبة بأكثر مما حدث بكثير في واقعنا، ما حدث يعبر حدثاً جزئياً محدوداً وبسيطاً، ويمكن أن تحدث متغيرات مهمة جداً في مقابل ما قد حدث، لكن على مستوى العالم هناك الكثير من الشواهد التي هي شواهد لحقائق، وهذا هو المهم، لأنه هناك فرق بين العوارض، الأشياء التي هي أشياء عارضة ليست لها أصالة، وليس لها ثبات، هي تعرض لعوامل موضوعية ثم تزول وتذهب، وبين ما تستند إلى حقائق، وتستند إلى جذور ثابتة وراسخة، لا يمكن زعزعتها أبداً، لاحظوا شواهد كثيرة لهذه الحقائق المهمة في صراع الشعوب، صراع التحرر، صراع الاستقلال، وصراع الثبات في مواجهة المعتدي والمحتل، فيتنام على سبيل المثال، فيتنام رمت فيها أمريكا، وأمريكا نعرف من هي أمريكا بإمكاناتها المادية بقوتها العسكرية المتفوقة في العالم، أمريكا رمت بكل ثقلها في فيتنام وكان لها أيضاً في فيتنام مرتزقة.
لأن هذه مسألة تقريباً تحصل في كل الشعوب دائماً في كل شعب مرتزقة وعملاء وخونة، هذا يحدث، منهم من يقاتل، منهم من يناصر المعتدي على بلده وأرضه إعلامياً أو سياسياً، منهم من يجعل من نفسه أداة تستغل، أو يشترى بقليل من المال، أو يراهن على المعتدي على بلده لتحقيق مكاسب زائلة، ولكن بالرغم من كل ذلك، بالرغم من القوة العسكرية للولايات المتحدة، والنفوذ الكبير عالمياً بالرغم من إمكاناتها المادية الهائلة، بالرغم من وجود مرتزقة وعملاء في نهاية المطاف انهزمت أمريكا في فيتنام، وفي نهاية المطاف تحررت فيتنام مع أنْ كان مستوى التقدم والتغلغل الأمريكي في فيتنام بشكل كبير. أما ما هو لدينا لا يزال محدوداً جداً جداً جداً.
مثال آخر من منطقتنا العربية هو لبنان، إسرائيل بكل إمكاناتها العسكرية، اسرائيل بما لها من نفوذ على المستوى العالمي تقف إلى جانبها أمريكا بكل إمكاناتها، وعلى كل المستويات، تستفيد من أنظمة حتى عربية كما تكشفت الكثير من الحقائق، وتجلت للناس، أيضاً بالرغم مما كان لإسرائيل في المراحل الماضية وقبل هزيمتها في لبنان، وقبل هزائمها الأخيرة في غزة في فلسطين ما كان لها من هيبة في الوطن العربي نتيجة الانكسار العربي في مراحل ماضية، ولكن إسرائيل بكل ما لديها من إمكانات، ونفوذ، ودعم دولي وإقليمي، وقوة عسكرية وإمكانات،.. إلخ، في نهاية المطاف انهزمت، هزمتها المقاومة اللبنانية الباسلة، وطردتها بشكل مهين ومخز من لبنان، وأُخرجت من لبنان رغماً عنها بطريقة مذلة ومهينة.
دائماً - وهذه هي الحقيقة الراسخة، الثابتة التي لا تقبل النقاش أبداً - الشعوب التي هي متحررة، وتخوض معركة الاستقلال والحرية هي المنتصرة مهما كانت إمكانات المعتدي، مهما كانت جهوده، مهما فعل ومهما سعى، وإذا حقق نتائج محدودة وبسيطة هي تمثل عوارض تزول وتذهب، والبقاء في النهاية والثبات والانتصار والتمكين من الله لعباده المظلومين المستضعفين، وفي كثير من الحالات تمثل مثل هذه المنزلقات منزلقات خطرة على المعتدي نفسه يتكبد فيها الخسائر الكبرى، ويستنزف فيها بشكل أكبر، وتكون نتائجها عليه سلبية وبشكل كبير.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
[من خطاباته خلال العدوان]