مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

العدو الإسرائيلي اضطر هو والأمريكي- والموقف الإسرائيلي هو مرتبطٌ بالموقف الأمريكي أساساً- إلى الذهاب إلى هذا الاتفاق، بعد كل هذه الأشهر من الجرائم الرهيبة جدًّا، التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، وهذا من باب الاضطرار، وإلا فالخيار الإسرائيلي والخيار الأمريكي كان واضحاً، في مستوى الأهداف التي يسعيان إلى تحقيقها في العدوان على قطاع غزة.

العدو الإسرائيلي بشراكةٍ أمريكيةٍ كاملة، استمر في سعيه لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة، وارتكب المجازر الجماعية التي بلغت أكثر من (أربعة آلاف وخمسين مجزرة)، هو يسعى إلى إبادة الشعب الفلسطيني، مع التجويع، مع التدمير لكل مقومات الحياة في غزة، مع الإعدامات بدمٍ بارد، مع الاختطاف للآلاف، والزج بهم في السجون، والتعذيب لهم بأبشع وسائل التعذيب وأساليب التعذيب.

ومشهد غزة خلال كل هذه المدة الزمنية له صورتان:

  • صورة المظلومية الكبرى، التي هي امتدادٌ أصلاً لمظلومية الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من قرنٍ من الزمان، وتعاظمت في هذه الجولة من العدوان الهمجي الإسرائيلي، بشراكةٍ أمريكية، وتخاذلٍ عربيٍ كبير، ومن بقية البلدان الإسلامية، بل أكثر من ذلك التواطؤ من بعض الأنظمة العربية لصالح العدو الإسرائيلي.

جرائم الإبادة الجماعية الكبيرة جرت، ونفذها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، على مرأى ومسمعٍ من دول العالم، كانت توثَّق، وتبثها القنوات الفضائية.

التجويع كذلك، شاهد العالم مجاعة وتجويع الشعب الفلسطيني، والعدو الإسرائيلي يمنع عنه الغذاء، فلا يدخل إلا القليل جدًّا من المواد الغذائية.

وكذلك عمل العدو الإسرائيلي على تدمير البنية الصحية، وإنهاء الخدمة الطبية بشكلٍ نهائي، جعل من المستشفيات نفسها أهدافاً عسكريةً أساسية، يعلن ذلك، وينفذ ضدها حملات عسكرية عدوانية، يستخدم فيها عتاده العسكري، من قصفٍ جوي، من قصفٍ بالدبابات، من عملياتٍ هجومية واقتحامات، واستهدافٍ للكوادر الصحية، وفي نهاية المطاف التدمير الشامل والإحراق، كما فعل ذلك في مستشفى الشفاء، وفي مستشفى كمال عدوان.

الاستهداف للنازحين، مئات الآلاف من النازحين في مخيماتهم، في خيمهم القماشية، التي يلقي عليها القنابل الحارقة، والقنابل المدمرة، القنابل الأمريكية.

استهدف في قطاع غزة كل أبناء الشعب الفلسطيني دون استثناء، استهدف الجميع: استهدف المدنيين بشكلٍ عام، استهدف كل فئات المجتمع، استهدف الإعلاميين والصحيين، استهدف كذلك الأطفال والنساء، والكبار والصغار، واستهدف كل مقومات الحياة، وبشكلٍ همجيٍ؛ لأنه حظي بدعمٍ أمريكيٍ كبير، وفَّر له الأمريكي من مخازنه الكميات الهائلة جدًّا من القنابل المدمرة؛ فألقى على قطاع غزة عشرات الآلاف من الأطنان المتفجرة والمدمرة. وكذلك ممارسة التعذيب للأسرى والمخطوفين بأبشع التعذيب، وبطريقةٍ ينتهك فيها الكرامة الإنسانية.

هذه صورة المظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني، وهي مظلومية واضحة عرف بها العالم أجمع، وعُرِفَت أيضاً، ووثِّقت بشكلٍ أكبر مما جرى في أي بقعةٍ أخرى من العالم، وبالتالي فهي مسألة واضحة، لا يمكن الإنكار لها، ولا التجاهل لها.

  • الصورة الأخرى لمشهد غزة خلال هذه الخمسة عشر شهراً، هي: الصمود المنقطع النظير، والصبر العظيم، والثبات والتماسك الكبير للشعب الفلسطيني، ولمجاهديه الأعزاء.

ثبات الإخوة المجاهدين في قطاع غزة، في كتائب القسام، ومعها سرايا القدس، وبقية الفصائل المجاهدة، ثباتهم وقتالهم في أصعب الظروف بأبسط الإمكانات، ما حشد له العدو الإسرائيلي للقضاء عليهم، وإبادتهم، واستئصالهم، والسعي لإنهاء المقاومة نهائياً، هو شيءٌ كبير، مئات الآلاف من الجنود، كذلك العدد الكبير من الدبابات، في العمليات العدوانية لتدمير كل شيءٍ في قطاع غزة، القصف الهمجي الشامل، والتدمير لكل شيء، ومع ذلك فشل العدو الإسرائيلي، بالرغم من امتلاكه الإمكانات الهائلة جدًّا مما بحوزته، ومما اشترك به الأمريكي معه بشكلٍ مباشر، على مستوى النشاط الاستخباراتي، والرصد الجوي، الذي كان يهدف إلى توفير كل المعلومات اللازمة؛ من أجل العمل على إنهاء المقاومة بشكلٍ كامل، والقضاء على كل المجاهدين في قطاع غزة، بالرغم من الحصار، الحصار الذي هو حصار طويل، أصلاً هي مقاومة نشأت في ظل حصار منذ البداية، من دون امتلاك الإمكانات اللازمة؛ إنما بشكلٍ محدود جدًّا.

أيضاً استخدم العدو كل التكتيكات التي يمكنه استخدامها؛ بهدف حسم المعركة، والإنهاء لأي عمل جهادي في قطاع غزة، لأي فعلٍ مقاوم في قطاع غزة، التكتيكات المختلفة، وشارك معه الأمريكي في ذلك؛ لتحقيق هذا الهدف، مع ذلك فشل؛ كان هناك أولاً قوة إيمان، وقوة إرادة، واستبسال، واستعدادٍ عالٍ للتضحية، وعمل فدائي وبطولي من جانب الإخوة المجاهدين في قطاع غزة، فهم جاهدوا بكل هذه القيم: بالاستبسال والتفاني منقطع النظير، وقوة إرادة، وتصميمٍ وعزمٍ إيماني، إيماني، هكذا يصنع الإيمان، وفي نفس الوقت تكيفوا مع مختلف الظروف العسكرية، وأبدعوا في تكتيكهم القتالي، المتناسب مع أي ظرفٍ عسكري.

ولــذلك كان العدو الإسرائيلي، ومعه الأمريكي، كلما اعتمد على تكتيك مُعيَّن، وخطة عسكرية مُعيَّنة، مدروسة، مدعومة بكل الإمكانات القتالية والتدميرية، يفشل في نهاية المطاف، كرر عمليات الاجتياح في شمال القطاع، وفي غير شمال القطاع، يكرر عمليات الاجتياح، ويعلن السيطرة، ثم لا يلبث أن يواجه من جديد بعمليات تفتك بضباطه وجنوده، تدمِّر آلياته، تلحق به الخسائر المباشرة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]   

كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي

حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة

الخميس 16 رجب 1446هـ 16 يناير 2025م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر