والفارق كبير جدًا، في هذه الدنيا فترة قصيرة نعيش فيها جميعًا نحن والمستكبرون، نحن ومن يسخرون منا، نحن ومن يضحكون منا، لكن هناك في اليوم الآخِر هو عالَم الخلود الأبدي، سيكون مَن هو آمن آمن دائمًا، من هو ذليل ذليل دائمًا، من هو خائف، خائف دائمًا في قعر جهنم. فالفارق كبير جدًا؛ لأن من توليته هو من له الحكم في الآخرة، ومن إليه يُرجع الناس جميعًا، وأنت منهم سترجع إليه فترى الجزاء الحسن، وترى الثواب العظيم على توليك لـه، ورجوعك إليه في الدنيا، يوم كنت ترجع إليه في كل أحوالك، وتتجه إليه في كل أعمالك.
هو أيضًا كما قال سبحانه وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ} (الأنعام:73) قوله الحق الذي لا يتخلف، قوله الحق الذي لا يمكن لأحد أن يفرض عليه أن يتخلف عن قوله، أو يحول بينه وبين تنفيذ قوله، ومعنى أن قوله الحق: هو الواقع الثابت الذي لا يتخلف، وهو الحق الذي لا باطل فيه، ولا ضلال فيه، {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} الأنعام:73 له الملك في الدنيا، وله الملك في يوم ينفخ في الصور، في يوم القيامة، هو عالم الغيب والشهادة، وهو الحكيم الخبير.
عندما نقرأ مثل هذه الآيات العظيمة، ليس المقصود فقط هو: أن تعرف أن الله هكذا، هو هكذا سبحانه وتعالى، لكن المطلوب ماذا ستترك هذه الآيات في نفسك من أثر، الله سبحانه وتعالى نزل كتابه الكريم، وكتابه كتاب هداية، كتاب يعمل على أن يهديك بأي وسيلة، فهو هنا لا يتحدث لمجرد الحديث عن عظمة الله سبحانه وتعالى فقط، بل ليقول لك: أنا هكذا.. فبي فثق، وعليّ فتوكل، وإياي فارجوا وهكذا.
عندما يقول عن نفسه سبحانه وتعالى: {قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}.. فهل نجيب عليها بأن نقول: صح، نعم! نعم هي حق، لكن لنرجع إلى أنفسنا، نبحث عن كيف نجعل لهذه الآيات العظيمة - التي تتحدث عن عظمة الله سبحانه وتعالى - أثرًا عظيمًا في نفوسنا، كيف نجعل نفوسنا تشعر بعظمة الله، فيعظم الله فيها، فيصغر ما دونه أمامها.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
معرفة الله- عظمة الله – الدرس الثامن
دروس من هدي القرآن
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 26/1/2002م
اليمن – صعدة