في واقعنا نحن معرضين عن الإلتزام بهدي الله، الإلتزام بالقرآن الكريم، ولا بين نفهم الأمور على ما وجهنا الله سبحانه وتعالى إلى فهمها، منها هذه الغلطة، وهي غلطة كبيرة عند الناس، أنهم ما ينظرون لأنفسهم أن الخطأ من جانبنا نحن.
وقد يكون الخطأ أحياناً هو خطأ قلة وعي، قلة وعي بالأمور التي ليست زعم أنها أعمال سيئة بين نعملها، عدم وعي لدينا بالأمور، كيف يمكن أن تكون صحيحة، وكيف يمكن أن تكون سيئة، وكيف يمكن أن تكون عواقب الأشياء، سواء عواقب حسنة، أو عواقب سيئة.
منها هذه: أن يكون الناس منتظرين أن تسبر الأشياء تلقائياً، هذه هي غلطة عدم الوعي، أليست هذه تعود إلى وعينا؟ ولو ما هي زعم شيء نعمله، لكن الإنتظار للشيء أن يصلح من الجهة التي لا يمكن أن يصلح منها تلقائياً.. هذا بيؤدي بالناس إلى أنه ما يرجعوا يحاسبوا أنفسهم هل هناك خلل من جانبنا نحن، فإذا فهم الناس أنها سنة إلهية {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}(الرعد11) أن التغيير يأتي من عندنا نحن، متى ما أصلحنا أنفسنا، متى ما فهمنا، متى ما وعينا، متى ما عرفنا الأمور كيف يمكن أن تكون صالحة، أو فاسدة، أو تؤدي إلى صلاح، أو تؤدي إلى فساد، كيف يمكن أن تكون عواقبها؟ متى أصبحنا على هذا النحو، لدينا وعي، فانطلقنا نغير من واقعنا، نغير من واقع أنفسنا، فسيستطيع الناس أن يغيروا هم.
ثم عندما ينطلقوا هم ليغيروا الله سبحانه وتعالى سيؤيدهم ولذلك قال: {لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} فيحصل التغيير مشترك، من جانب الناس، بعدما يصلوا بأنفسهم إلى الدرجة التي تكون قابلة أن يغيروا نحو الأفضل، فالله سبحانه وتعالى حينئذ يتدخل في المسألة، ويغير معهم إلى الأفضل.
فهنا جاء بعبارة قاطعة، عبارة قاطعة تحكي سنة من سننه الإلهية: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
إذاً فالناس بدل ما ينظروا إلى فوق لتأتي الأشياء تلقائياً، منتظرين للمجهول، أن يصلح الزمان من نفسه، ويسبر المسؤولين من أنفسهم، وتسبر الدنيا، وتعود بركاتها التي ضاعت، تسبر من نفسها. معنى هذا أنهم سيظلون جيلاً بعد جيل تائهين.
فمتى ما فهمنا - أن المسألة من جانبنا نحن - أن نعي، أن نفهم وسنعرف كيف تتغير الأشياء من الأسوأ إلى الأفضل، وإلا سيكونون قد ساروا على وفق السنة الإلهية؛ لأنه جاء بعبارة قاطعة: {لاَ يُغَيِّرُ} أليست هكذا عبارة قاطعة، ويأتينا بعبارة تُفهم بأنها سنة إلهية في كل الأمم، في كل المجتمعات {لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ} قلوا أم كثروا {حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
وسارعوا الى مغفرة من ربكم
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
اليمن-صعدة