الإنسان إذا آمن بالجزاء، واستشعر الجزاء، وإذا آمن بيوم القيامة، وبالحساب، وبالجنة، وبالنار، سيدرك أهمية ما يعمل، قيمة ما يعمل، سيدرك أيضاً أنَّ أي معصيةٍ لله- مهما كانت مغرية- ليست في مستوى أن تتورط من أجلها وتوقع نفسك في هذا الهلاك الكبير، والخسران المبين العظيم، سيدرك أيضاً قيمة أي عملٍ يقيه من عذاب الله -سبحانه وتعالى- يحقق لنفسه به الأمن يوم القيامة، سيعيش الخوف هنا في الدنيا، ليتقي الله، ليحذر، ليهتم بالأعمال الصالحة والنافعة والمفيدة، سيتوفر له الدافع الكبير لتقوى الله -سبحانه وتعالى- فيعمل ما فيه رضا الله، ويتجنب ما يسبب سخط الله، وغضب الله، وعذاب الله، ومقت الله.
مسألة الإيمان بالحساب والجزاء مسألةٌ مهمةٌ جدًّا، سيدرك الإنسان أنَّ كل مصيره مرهونٌ بعمله، الله -جلَّ شأنه- قال في كتابه الكريم: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى}[النجم: 39-41]، لا بدَّ من الجزاء، ما تعمله ولو بمثقال ذرةٍ من الخير، أو مثقال ذرةٍ من الشر، لا بدَّ من الجزاء عليه، ما تقوله من الخير، أو تقوله من الشر، ستلقى عليه الجزاء، مسألةٌ مهمة يجب أن يستشعرها الإنسان وأن يستحضرها، وأن يستشعر قرب لقاء الله -سبحانه وتعالى-؛ حتى يتهيَّأ، حتى يدرك أهمية هذا المستقبل الذي هو قادمٌ ولا بدَّ منه، هذه الحياة هي متاع، لو نلت فيها ما نلت من متاعها، من خيراتها، من رغباتك فيها، هي محدودة، ومع المنغصات وتنتهي، تنتهي، لكنَّ ما هو قادمٌ في الآخرة أمرٌ عظيمٌ جدًّا، يستحق منك الاهتمام المستمر والجد المستمر.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية الثانية 1441هـ