يجب أن نفهم أن هذا الشيء، وهو: علاقة الدين بنا. لهذا في الواقع أن ما الدين هو الذي هو بحاجة هو إلينا مثلما نقول، العبارات التي تعودنا عليها: [ندافع عن ديننا].
إن الدين هو الذي يدافع عنا، نحن بحاجة إلى الدين نحن، نحن بحاجة إلى الدين في حياتنا هذه؛ لأنه ماذا يعني الدين؟ الدين هو هدى الله، هداه، هدانا، أي رسم لنا طريقة، وهدانا إليها؛ لكي نتحرك في هذه الدنيا؛ لنكون أقوياء، لنكون أعزاء، لنكون سعداء، لنكون عظماء، في هذه الدنيا، وفي الآخرة. هذا هو معنى الدين.
أليست حياة الناس ضنكا؛ لإعراضنا عن الدين، والحياة كلها ضنكا، عندنا وعند غيرنا. الحكام الذين نراهم الآن مرتاحين، بأموال كثيرة، وممتلكات هائلة، في أشد ضنك الآن، قد كل واحد ينظر إلى ما لديه، وقد هو يرى أنها لم تعد إلا أيام وأمريكا ستقضي عليهم. أليس هذا من ضنك المعيشة؟
تصبح أموالهم، وأولادهم وسيلة تعذيب نفسي شديد لهم، مثلما قال الله في القرآن: {وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا} (التوبة85) لأن أشد عذاب لك في هذه الدنيا عندما تأتيك الأشياء الصعبة وأنت في أحسن حال باعتبار ممتلكاتك. أليست الحالة ستكون نكايتها أشد؟
بعض الناس يرى نفسه ذكيًا يقول: [ياذه حاول تِسلَم، وتحافظ على مصالحك] أليس هكذا؟ وفعلًا تكبر مصالحه، وتتكاثر، لكن تكون في الأخير بالشكل الذي كان أفضل له أن يضرب قبل كم سنين، ولا أن يمهل إلى بعد عشر، أو خمس عشرة سنة، وقد صارت دنياه واسعة، وقد ممتلكاته واسعة، وقد هو في أعلى مكان. سيكون وقعها شديد جدًا على نفسه.
وهذا من أمثلة: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} (التوبة85).
أليس الفقير الصعلوك لا يكترث؟ يدمروا بيته لا يكترث لذلك، كم هو بيته! غرفتين، ثلاث، ما يحسب لها حساب. لكن هؤلاء الكبار الآن في حالة؛ ولهذا لاحظوا؛ لأنهم قد اعتموا بشكل رهيب، من أجل إذا بالإمكان أن يفرعوا في نفوسهم، وليس فينا، إذا ممكن يفرعوا في نفوسهم من أمريكا [تفضلوا غيّروا المناهج، تفضلوا وغيروا المرشدين، وخطباء يخطبوا على كيفكم، ومعلمين يعلموا على كيفكم، إذا ممكن تسلمونا] ولم يسلموا.
وهنا يتضح أيضًا كيف يكون عمل الناس الذين يحكمون الناس، ولا يهتموا بالناس فعلًا في الأخير يضحوا بالآخرين، يضحوا بديننا ما هي مشكلة، يضحوا بنا ما هي مشكلة، إذا هو سيسلم، إذا قد هو سيسلم هو وتسلم ممتلكاته فما هي مشكلة.
ومن أخطر ما عملوه، من أخطر ما عملوه أن يسمحوا للأمريكيين أن يتجهوا للتحكم على مدارسنا، ومساجدنا، وهم عملوا هذا من أجل ماذا؟ أليسوا يقولون: حفاظًا على مصالحنا! كذب، وأوسخ كذب من يقول العبارات هذه، لماذا؟ لأن أهم مصلحة لدينا، ويحافظ على مصالحنا، هو ديننا. إذا أنت ستمكن العدو الذي هو من أولياء الشيطان، وشيطان ربما أشد من إبليس، تمكنه أن يلعب بديننا، أنت تضرب أنت أهم أساس لمصلحتنا، أنت الذي تقول إنك محافظ على مصالحنا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
آيات من سورة الكهف
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: الجمعة 29/8/2003م
اليمن – صعدة