أولئك يتجهون بكل وضوح في صف أعداء الأمة، وقد بلغوا في عدائهم لهذه الأمة إلى هذا المستوى، وموقفهم من هذه الأمة هو موقف هشام يوم انزعج من انتهار ذلك اليهودي لمَّا سب رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، هم يقفون مع العدو الذي يسيء للرسول، وينزعجون عندما يجدون من يتصدى لهذا العدو، عندما يجدون في هذه الأمة خط الحرية والاستقلال، ويرون أحرار هذه الأمة الذين يتجهون الاتجاه الصحيح القائم على أساس عدم التبعية للأعداء، لأعداء هذه الأمة، يحاربونهم هم، يقفون ضدهم هم، فيمكننا القول بأنَّ العمالة في هذه المرحلة من النظام السعودي والنظام الإماراتي وآل خليفة… وأمثالهم ممن يتجهون اتجاههم من أبناء هذه الأمة، ثم يقفون في صف العدو الواضح لهذه الأمة، الذي يسيء إلى مقدساتها ونبيها وكتابها، يمكننا القول: أنَّ هؤلاء عندما وقفوا في صف أعداء الأمة، أصبحوا أعداء لهذه الأمة، وخطراً على هذه الأمة، وهم بالفعل كذلك، هل يشتغلون ويتحركون إلَّا في إطار الدور التخريبي والسلبي داخل هذه الأمة!
ومن الواضح أنهم هم من يعطون فاعلية للكثير من مؤامرات الأعداء، الكثير من مؤامرات الأعداء لا يمكن أن تنجح بدون أن يكون لها من يتحرك لإنجاحها من داخل هذه الأمة، فننظر هذه النظرة الصحيحة التي تقوم على أساسٍ من التقييم والفرز الصحيح: من لا يحترم مبادئ هذه الأمة، ومقدسات هذه الأمة، ونبي هذه الأمة، وقرآن هذه الأمة؛ فهو لن يحترم أبناء هذه الأمة، لن يكون لهم عنده أي قيمة، لن يكون للإنسان المسلم، للإنسان العربي المسلم ولا غير العربي من أبناء الإسلام أي قيمة لديه، سيعادي أبناء هذه الأمة من أجل اليهود الصهاينة، وسينفذ كل المؤامرات التي يتودد من خلالها إلى الصهاينة اليهود وإلى أمريكا، سينفذ أي مؤامرات تستهدف هذه الأمة مهما كانت، ومهما كانت نتائجها في واقع هذه الأمة، لن يبالي، وهو في الوقت الذي يوالي أولئك وهم يسيئون إلى رسول الله يواليهم ويبيع مقدسات هذه الأمة ويستهتر بها، يواليهم ويستهتر بالقرآن الكريم، ويستهتر بهذه الأمة، لن يكون لأحدٍ من أبناء هذه الأمة أي قيمة عنده، فهم إذاً خطر على هذه الأمة، ولن يتحاشوا من الوقوف في صف أعداء الأمة في أي مسألة، في أي موضوع، في أي مخطط أو مؤامرة تستهدف أبناء هذه الأمة، ولذلك يقول الله -سبحانه وتعالى- عن المنافقين: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}[المنافقون: من الآية4]، ولذلك يقول الله -سبحانه وتعالى- عمَّن يوالي أعداء الأمة: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: من الآية51]، يتحول في صفهم إلى هذه الدرجة: وكأنه منهم، مع أنهم لا ينظرون إليه هم على أنه منهم بالفعل فيما يعطونه من القدر أو الكرامة أو الاحترام، {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}[آل عمران: من الآية119]، سينظرون إليه نظرةً مختلفة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد 1442هـ