للأسف الشديد وصلت الحالة بالكثير من أبناء الأمة أن عاشوا حالةً من نقص الوعي، ومن عدم الفهم بالعدو، بالواقع، بالظروف، بطبيعة الأحداث، بأسباب كثيرٍ من المشاكل، بخلفيات كثيرٍ من المواقف، إلى درجة عدم التمييز من نحن ومن هو هذا العدو الذي يستهدفنا، وما مستوى هذا الاستهداف، ثم عدم الوعي بمستوى الخطر الذي نعيشه، وأهمية أن نعود بكل جد إلى عناصر القوة لنستفيد منها في مواجهة هذه الأخطار، الكل يشعر بالمعاناة، الكل يتضايق من هذا الواقع الذي تعيشه الأمة، مستوى المعاناة، مستوى البؤس، مستوى المشاكل، مستوى التحديات أصبح بالرغم من حالة انعدام حالة الوعي لدى الكثير من أبناء الأمة، لكنه أصبح على نحوٍ يؤثِّر على الجميع، يدركه الجميع، حتى أموات الأحياء من هذه الأمة، الذين فقدوا الإحساس، فقدوا الوعي، فقدوا الاستشعار لكثيرٍ من الأمور المهمة، فقدوا الإحساس بالكرامة، فقدوا الإحساس بالعزة، فقدوا قيمة هذا الإسلام في كل ما فيه من قيم عظيمة، ومبادئ عظيمة، وتشريعات عظيمة، لو أخذت بها الأمة، حتى هؤلاء باتوا يدركون أنَّ الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية بشكلٍ عام في مختلف بلدانها وأقطارها هو واقعٌ مؤسف، وواقعٌ يتضايق منه الجميع، وواجبٌ محتم البحث عن مخرجٍ منه، عن معالجةٍ لمشاكله، وبناءً على ذلك عندما نعي أننا أمة مستهدفة، وأنَّ العدو يستهدفنا، ونرى يوماً بعد يوم الكثير من المشاكل، عندما نتأمل في واقعنا نجد أنَّ كثيراً مما نعانيه ليس وليداً لظرفنا، وليس طارئاً على حياتنا، نحن أمة- للأسف- لها كثير من المشاكل المتراكمة على مدى الزمن، عبر قرونٍ من الزمن تراكمت الكثير من المشاكل، من المعاناة، من الأخطار، من العوامل السلبية التي أضعفتها، أثَّرت عليها، أثَّرت في واقع حياتها، تركت تأثيراً سيئاً في كثيرٍ من أمورها.
كثيرٌ من القيم الإيمانية العظيمة والمهمة فقدت في واقع هذه الأمة، وغابت عن واقع هذه الأمة، ليس فقط نتيجةً للاستهداف الخارجي، ليس فقط بفعل ما يقوم به أعداء الأمة من خارج الأمة، ولكن على مدى الزمن لعبت تلك الفئات: فئة النفاق، ولعب الطغاة، والجبارون، والمضلون، وعلماء السوء، والجبابرة من داخل الأمة دوراً أساسياً في عملهم وسعيهم لتغييب تلك المفاهيم، تلك المبادئ، تلك القيم من واقع الأمة، حتى غابت في كثيرٍ من الزمن، في كثيرٍ من الأحيان، في كثيرٍ من الأقطار عن الواقع؛ حتى باتت النظرة إلى الدين نفسه، إلى الإيمان نفسه، إلى الإسلام نفسه، وكأنه لا يحمل تلك القيم، وكأنها ليست جزءاً منه، وكأنها ليست أساسيةً فيه، وكأنها ليست في جدول أعماله، وكأنها ليست جزءاً من برنامجه للحياة، وكأنها ليست جزءاً أساسياً منه كمشروعٍ للحياة؛ فغابت العدالة، وأتت الشرعنة للظلم، الشرعنة للطغيان من علماء السوء الذين برروا ذلك، وأتت حالة الانحراف التي نراها ماثلةً أمامنا في كيانات، في أنظمة، في حكومات، في جماعات تنتمي لهذه الأمة، وتقدِّم نفسها كجزءٍ من هذه الأمة، ثم هي تفعل كلما هو محرم في هذا الدين، ترتكب أبشع الجرائم، تعتدي، تظلم، توالي أعداء الأمة، تقف في معسكر أعداء الأمة، تتآمر على أبناء هذه الأمة… تفعل الأفاعيل الشنيعة والفظيعة التي لا تنسجم بأيِّ حالٍ من الأحوال مع هذا الدين، مع الإيمان في كل مضمونه، في مبادئه، في قيمه، في أخلاقه، في شرعه ونهجه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
(يمن الإيمان) بمناسبة جمعة رجب 1441هـ 81 مارس 0202م.