مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ولــذلك بيّن الله في القرآن الكريم الفارق الكبير بين جهتين:

  • جهة تمثل الشر، ويتمثل الشر فيها.
  • ونموذج يمثل الخير، ويتمثل الخير فيه.

فقال "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}[البقرة: 104-207].

هكذا أتت هذه الآيات الكريمة مترابطة؛ لتقدم نموذجين، كلاهما من الناس، وكلاهما يمثل امتداداً في المجتمع البشر في كل عصرٍ وجيل؛ ولــذلك المسألة واقعية (مِنَ النَّاسِ) لا ينحصر هذا بعصرٍ وزمنٍ مُعَيَّن، ولا حتى- مثلاً- في فئة محدودة من الناس، هذا النموذج الشرير، الذي يتمثل الشر فيه، والإجرام، والعدوان، والظلم، والإفساد، بمستوى عالٍ جداً، وحالة واقعية، تمتد عبر العصور، وتُشَكِّل خَطراً على الناس في كل زمن.

فالنموذج الذي يمثل الشر والإجرام، والنموذج الظلامي المفسد، هو من تتمثل فيه تلك المواصفات التي وضحها الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" بشكلٍ جلي، نموذج يستخدم العناوين الجذابة لمجرد الخداع فقط، هو على مستوى العناوين يُقدِّم للناس عناوين مخادعة، عناوين جذابة، عناوين تعجبهم؛ ولــذلك قد يصل الحال بالكثير منهم إلى أن ينخدعوا به، بالرغم من سوئه كنموذج، وكفئة سيئة، ظالمة، مفسدة، لكنهم انخدعوا بتلك العناوين البرَّاقة الجذَّابة، التي هي لمجرد الخداع؛ بينما اتجاهه العملي والفعلي متباينٌ تماماً مع تلك العناوين حتى هي، وحتى المضمون الصحيح لها، العدو هو يستخدمها، تلك الفئة (فئة الشر والاجرام) تستخدم العناوين ولها أهداف أخرى؛ لمجرد الخداع، وتحاول أن تسوق بها الناس إلى أشياء أخرى أيضاً.

من أبرز وأوضح من يتمثل فيه تلك المواصفات تماماً، على مستوى ما يقول، وعلى مستوى ما يعمل، وفي سلوكه وأساليبه، في عصرنا وزمننا هو: النموذج الغربي، وعلى رأسه أمريكا وإسرائيل، ومن يدور في فلكهم من أتباع الصهيونية وغيرها، من يدور في نفس الاتجاه، {يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ}، وفعلاً نجد الكثير من أبناء أمتنا حتى، وليس في بقية المجتمعات، من أبناء هذه الأمة المنتمية للإسلام، أبناء هذه الأمة التي أنعم الله عليها بالقرآن الكريم، الكفيل بأن تكون على أعلى درجات المستوى من الوعي والبصيرة، وألَّا تنخدع بأي فئةٍ من فئات الضلال، لكن تجد الكثير من أبناء هذه الأمة، من النخب، والمثقفين، والأكاديميين، والسياسيين، يُعْجَبُون إلى منتهى الإعجاب، يعجبون- فعلاً- بمنتهى الإعجاب بما يقوله الغرب، بما تقوله أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، بما يقوله أتباع الصهيونية المتوحشة الإجرامية عن: الحُرِّيَّة- عناوين برَّاقة ومخادعة- وحقوق الإنسان، والحضارة، والرفاهية، والرُّقِي، والازدهار، والسلام، وحقوق الحيوان وليس فقط حقوق الإنسان... وقائمة طويلة من العناوين، التي يكررونها ليل نهار، ويُسَوِّقُون لها وَيُرَوِّج لها المعجبون بهم وبقولهم، يُرَوِّجُون لها عن المستوى التنظيري، يُقدِّمونها في الجانب الفكري، والجانب التثقيفي، والجانب الإعلامي، والدعاية الإعلامية... وغير ذلك.

بل والبعض يتتلمذون لهم، يتتلمذ للمدرسة الغربية؛ ليكون مُرَوِّجاً لها، ومعجباً برموز فيها، رموز تحت عنوان الجانب الفكري، مفكرين، ومثقفين... وغير ذلك، والبعض يتجنَّد للترويج لما يقولونه.

في الوسط النسائي كذلك، عن: حقوق المرأة، ويتحدثون ليلة نهار، وفي بلدان كثيرة، ويستخدمون هذا العنوان لاختراق شعوب كثيرة، وتنخدع البعض من النساء كما انخدع الكثير من الرجال، ينخدعن بذلك، وَتُعجَبُ بما يقولونه، والبعض يستقطبن تحت هذه العناوين.

من يعجبون بما يقوله أولئك، بما يقوله الغرب، بما تقوله أمريكا، بما تقوله إسرائيل، بما تقوله الدول الغربية، بما يقوله أتباع الصهيونية، ينسون تماماً أن أولئك الذين يتحدثون بتلك العناوين البرَّاقة، هم من أفعالهم، وسيرتهم، وتصرفاتهم، وسياساتهم، وتوجهاتهم، في منتهى الإجرام، والوحشية، والطغيان، والإفساد في الأرض، والإفساد للمجتمع البشري، والتحلل من القيم والأخلاق الفطرية الإنسانية، التي أودعها الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في نفوس الناس، وجعل للمجتمع البشري والإنسان الميزة بها حتى على بقية الحيوانات، ينسون كل ذلك، ينسون أن الرصيد التاريخي لتلك الدول: للأمريكي، للبريطاني، للفرنسي، للألماني، رصيد إجرامي مهول، ومفجع، وكارثي، وفظيع للغاية، وكأنك تقرأ بأسوأ مما يمكن أن تقرأه عن الغابة، عن: الضباع، والذئاب، والثعالب، تجد أولئك أكثر توحشاً من الوحوش المتواجدة في الغابات، كُلٌّ منهم رصيده الإجرامي هو القتل للملايين من البشر، بأسوأ أساليب الإبادة، ولمختلف فئات الناس: للرجال والنساء، ليس هناك لا حقوق رجال، ولا حقوق نساء، للأطفال، ولا حقوق للطفل عندهم، ولا للكبار، ولا للصغار.

الأمريكي- منذ يومه الأول- ماذا بنى كيانه عليه؟ أُسِّس الكيان الأمريكي على الإجرام، بإبادة الهنود الحمر، السكان الأصليين لتلك المنطقة التي سُمِّيت أمريكا، ونشأت عليها الولايات المتحدة الأمريكية، الملايين (أطفالاً، نساءً، كباراً، صغاراً) أبادهم المستعمرون، المتسلطون، الغزاة، الأوروبيون الذين اتجهوا إلى تلك المنطقة لاحتلالها، والسيطرة عليها، وإبادة سكانها من الوجود، من يقرأ الممارسات الإجرامية لإبادة الهنود الحمر يستغرب، ويتفاجأ، ويندهش، كيف يمكن لإنسان بقي فيه ذرة من الإنسانية أن يتصرف بكل تلك الوحشية، والإجرام، والطغيان، والعدوانية؟! ولكن هذا هو ما حصل.

ثم ما بعد ذلك، الأمريكي اقرأ عن سيرته، يتحدث ليل نهار عن السلام، السلام، السلام، ولا أحد ربما في العالم يتحدث عن السلام بقدر ما يتحدث عنه الأمريكي، وحقوق الإنسان، والحياة الرفاهية للشعوب... وغير ذلك، ثم هو الذي: أباد دفعةً واحدة في غضون دقائق، مئات الآلاف من البشر في اليابان، بقنابل نووية محرمة، يستخدمها للإبادة الجماعية، لمسح مُدُنٍ من على وجه الأرض بكل من فيها، بكل أطفالها ونسائها، وكبارها وصغارها، ويفعل ما فعل في فيتنام، يُحرِق مئات الآلاف من المجتمع البشري بالنار، يُحرِقُهم بالنار، بوسائل وإمكانات لإحراقهم وإبادتهم، وبالقنابل، وبالقتل بكل أشكال القتل، ثم هو ذلك الذي فعل ما فعل في العالم الإسلامي، ما فعله في العراق، أباد مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي المسلم ظلماً وعدواناً، أباد مئات الآلاف من أبناء الشعب الأفغاني المسلم، ارتكب الجرائم في كل أنحاء العالم، السجل الإجرامي له واسعٌ جداً، وليس لغيره مثله، وهكذا هو شريكٌ أساسيٌ مع المجرم الصهيوني الإسرائيلي اليهودي، في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقودٍ من الزمن في فلسطين، ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، وضد البلدان العربية المجاورة في: لبنان، وسوريا، والأردن، ومصر.

وهكذا هو حال الشركاء الآخرين:

  • بريطانيا: ودورها من قبل دور أمريكا على المستوى الفعلي، في استقدام العصابات الصهيونية اليهودية إلى فلسطين، وتجنيدها، وتسليحها، وتمكينها، ودعمها، ومساندتها، والمشاركة معها في قتل الفلسطينيين، وتدمير منازلهم، وقراؤهم، ومدنهم، والسعي لتمكين تلك العصابات من احتلال فلسطين.
  • الفرنسي: مساهم مساهمات كبيرة، في الدعم بالتسليح وغيره، والدعم السياسي.

ولذلك في قصة المباريات، التي حصلت في فرنسا هذا الأسبوع، ذهب رؤساء فرنسا، وليس فقط الرئيس القالي لفرنسا، بل ومن قبله، والشرطة الفرنسية، لكي تحضر المباراة؛ من أجل أن يقووا بأنفسهم الصهاينة، الذين يحضرون إلى هناك (إلى فرنسا) للمشاركة في المباريات، ولانزعاج الناس منهم، المجتمعات منهم، بما فيها الكثير من المجتمع الفرنسي؛ فهم يقلقون من أن يكون هناك هتافات، تُعَبِّر عن السخط من الإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما يرتكبه العدو الإسرائيلي ضد الشعب اللبناني، فمن شدة الاهتمام يحضر الرؤساء الفرنسيون، الرئيس الحالي ومن قبله، لأن يقووا بأنفسهم الصهاينة واليهود، أن يجعلوا من أنفسهم الفداء لهم، إلى هذا المستوى من الاهتمام.

  • الألماني: وما يقدِّمه الكثير والكثير من القذائف، من السلاح، من الدعم السياسي، والدعم الإعلامي... وهكذا غيره.

قوى الشر المنضوية تحت لواء الصهيونية، اتجاهها الإجرامي الوحشي ضد أمتنا الإسلامية، وفي المقدمة ضد الشعب الفلسطيني، الذي يعاني من مأساة لا مثيل لها في كل أنحاء المعمورة، وضد الشعب اللبناني، وضد شعوب أمتنا بشكلٍ عام، هي تَتَّجه من منطلقٍ عقائدي، ورؤية وفكر، وتوجه، وليس مجرد ردة فعل ناتجةً عن استفزاز من هنا أو هناك؛ ولهذا يستغرب الإنسان ويندهش، عندما يلحظ أن البعض من السياسيين، البعض من المسؤولين العرب، البعض من الإعلاميين، يتحدث عن المجاهدين في فلسطين، أو عن حزب الله في لبنان، أو عن محور المقاومة، وكأنه هو من استفز العدو الإسرائيلي واستفز أمريكا، وأنه هو سبب المشكلة فيما يحصل، أو عن الجمهورية الإسلامية في إيران، وأن إيران هي مشكلة تجاه ما يحصل!

ما يحصل هو قبل نشوء هذه الحركات المجاهدة في فلسطين ولبنان، الأمريكي، والبريطاني، والأوروبي، اتجهوا لدعم الصهيونية كمشروع يؤمنون به، وهو مشروع عدواني تدميري لكل أمتنا الإسلامية، وفي المقدِّمة تلك الرقعة الجغرافية المهمة من هذه المنطقة، التي تشمل فلسطين، وبقية الشام: (لبنان، سوريا، الأردن)، والحديث عن الأردن حديث متكرر من جانب الصهاينة، وتشمل أيضاً مصر، وتشمل أجزاء واسعة من المملكة العربية السعودية، تشمل جزءاً من العراق، على مستوى السيطرة المباشرة والاحتلال المباشر، وتشمل المنطقة بكلها، ما يُعَبِّر عنه الأمريكي والإسرائيلي كلاهما بالشرق الأوسط، وتغيير وجه الشرق الأوسط، والسيطرة على الشرق الأوسط، يعني: المنطقة بكلها، والتحكم في شعوبها بكلها، والسيطرة على الجميع، والتحكم بالجميع، بما يخدم المصلحة الأمريكية والإسرائيلية، التي هي عدوانية، وتدميرية، وشرٌّ مطلق على أمتنا وشعوبها.

ولذلك ليست المسألة مسألة ردة فعل، أتت منهم لأن أحداً استفزهم بكلمة من هنا أو هناك، أو أثار مشكلةً معهم، هم ابتداءً من تحركوا للعدوان على أمتنا، لاحتلال هذه الأوطان، لاستهداف هذه الشعوب من لهم موقف من هذه الأمة في دينها، في وجودها الحضاري والمستقل... وغير ذلك، فهذه مسألة واضحة.

ولأنه اتجاه عدواني، إجرامي، مفسد، يفسد كل شيء، يستهدف الناس لإفساد حياتهم في كل شيء، على المستوى الأخلاقي والقيمي، على مستوى المجالات: يفسد الحياة السياسية، الحياة الاقتصادية، المجال الاقتصادي، الجانب الاجتماعي... كل الحياة، وهو اتجاهٌ ظالمٌ، يظلم الناس، يفتك بهم، أَلَدُّ الْخِصَامِ، وظلامي: في رؤيته، في توجهه، في فكره، في ثقافته، ظلاميٌ بكل ما تعنيه الكلمة؛ فهو لا يرعوي لأي اعتبارات: قيمية، أخلاقية... غير ذلك، {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ}، هو إلى مستوى أنه لن يتحاشى حتى من أجل الله، من أجل تقوى الله تعالى، من التخويف بعذاب الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" والعقوبة الإلهية، من التذكير بالله، فما بالك بأي اعتبارات أخرى، هل يمكن أن يرعوي لبيان من أمم متحدة، أو بيان من منظمة هنا أو هناك، أو بيانات المطالبات والمناشدات، التي يمكن أن تصدرها مؤسسات أو منظمات هنا أو هناك؟ لا يرعوي لأي منها؛ إنما يزداد تعنتاً، {أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ}، ويزداد إمعاناً في الجريمة، وَرَدَّت فعله حتى تجاه ذلك، يصدر بيان من الأمم متحدة، يرتكب جرائم أكثر في المقابل؛ لإثبات تعنته، وغطرسته، ولا مبالاته؛ فهو إذا لم يكن للقيم الدينية عنده اعتبار، فبالأولى غيرها.

هو- في نفس الوقت- كما شاهدنا في قصة بعض المنظمات الدولية، كمجلس الأمن، هو مؤسسٌ فيها، ومنذ يومها الأول أسَّسها وبرمجها وهندسها لتكون بالشكل الذي يخدم برنامجه العدواني، الإجرامي، الانتهازي، السلطوي، الذي هو: طغيان، وإجرام، واحتلال، وسيطرة، وتحكم، ونهب لثروات الشعوب، وسيطرة عليها، واستغلال لها؛ ولذلك جعلوا لأنفسهم ما يُسَمُّونه بالفيتو، وحق النقض؛ ولــذلك حتى بالأمس عندما صدر قرار، اجتمع مجلس الأمن لإصدار قرار بوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بوقف قتل الأطفال والنساء في غزة، يقوم الأمريكي ليعلن حق النقض، يعترض وينقض قرار مجلس الأمن؛ لأنه قرار يوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وهذا النوع من القرارات غير مقبول عند الأمريكي؛ لأن نهجه عدواني، إجرامي، متوحش، واتجاهه هو هذا الاتجاه لإبادة الناس، ولاسيَّما العرب والمسلمين؛ ولــذلك فلا المناشدات، ولا بيانات المطالبات، ولا القمم الفارغة، التي يجتمع فيها الزعماء لإصدار بيان فقط، يكتب على الورق ويُنسى، ويغادر كلٌّ منهم إلى قصره وقد نسي كل شيء، كلها لا جدوى منها.

انظروا إلى وحشية العدو الإسرائيلي، وهو يسرف في الدماء، يتعمَّد إبادة الأطفال والنساء والأهالي، يركز على المستشفيات كأهداف أساسية، وكأنها قواعد عسكرية عملاقة، يعلنها أهدافاً لحملاته العسكرية والإجرامية، يستهدفها، يركِّز على المجازر الجماعية؛ لأنه يريد إبادة أكبر قدر ممكن من الأطفال والنساء والأهالي، يعتمد التجويع كوسيلة من وسائل الإبادة، ومنع الأدوية، ومنع الخدمة الطبية بكلها؛ لأنه يريد الإبادة بكل الوسائل، يعذِّب الأسرى، يمارس أبشع الجرائم لاستهداف بعضهم حتى بالاغتصاب، وانتهاك الحرمات والكرامة، يدمِّر المساجد، ويمزِّق المصاحب ويحرقها، يدمِّر أفران الخبز، يستهدف كل مقومات الحياة، كل الوحشية، كل الإجرام، كل الطغيان، تراه جلياً في واقعه، وهذا ليس فقط إسرائيلياً، هو أيضاً أمريكي، أمريكي إسرائيلي، ومدعوم من فرنسا، من ألمانيا، من بريطانيا... من مجتمع الغرب الذي يقف هذه الوقفة؛ لولائه للصهيونية.

ما يقارب الـ(ثلاثة آلاف وثمانمائة وخمسة وستين مجزرة)، على مدى أربعمائة واثني عشر يوماً، ولا تزال آلاف الجثامين من جثامين الأطفال والنساء والمدنيين، الذين استهدفوا في منازلهم، في الأحياء، في المدن، لا تزال جثامينهم بين الأنقاض، وتختلط أشلاء البشر الممزقة والمتناثرة والمنتشر بالدمار، وعلى وجه الأرض في الشوارع، يتضوَّر أكثر من مليوني إنسان جوعاً؛ لأن العدو الإسرائيلي المتوحش- بشراكةٍ أمريكية- يمنع عنهم الغذاء، وإذا دخلت كمية ضئيلة محدودة من المواد الغذائية، فهو يستهدفهم أثناء التجمع عليها، ولم يكتفِ بذلك، بل شكَّل عصابات، تقوم بالتقطع لأكثرها ونهبها، ويستهدف الجهاز الإداري الحكومي في غزة؛ لكيلا يقوم بتنظيم الامدادات والمساعدات الضئيلة جداً التي تصل؛ لأنه يريد أن تنتشر الفوضى.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]   

كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي

حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة

الخميس 19 جمادى الأولى 1446هـ 21 نوفمبر 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر