لأنهم طلائع الزهر المتفتح في رياض العطاء المقدس ، والنفحة الأزكى من نفحات التضحية الإنسانية ، تفتحت لهم أبواب السماء وابتهجت بقدومهم جنة الفردوس، وكانوا هم السابقون الأولون.
لأن نفوسهم مفعمة بالإيمان وممتلئة بالثقة واليقين بقدرة خالقهم ، حيت امتازوا بطهارة المشاعر وسمو الأفكار وعظمة الغايات ورقي المقاصد ، فساقتهم أقدامهم مسلكا مباركا وكانوا هم الفائزون.
لأنهم أزكياء الأفئدة أذكياء الألباب، رأوا البرهان اللفظي والحجة الإلهية واضحة في آيات الله ، وعكفوا عليها وأخلصوا لها وترجموها إلى تصرفات عملية وتحركات جهادية ، فصدقوا ماعاهدوا الله عليه وكانوا هم الصادقون.
لأنه عندما تقاطرت إليهم جحافل العدوان وجيوش الدول الظامئة إلى الإجرام وتكالبت عليهم جموع الأنفس المتوحشة والمتعطشة إلى الدماء وشنت العواصف العادية على يمن الإيمان وأزهقت الأرواح ومزقت الأجساد وتناثرت الأشلاء وتفرقت الأعضاء ودمرت البنيان ، انتفضت مشاعرهم من رحم المظلومية وأعلنت جهوزيتها المطلقة للمواجهة والتصدي وافترشوا تراب الوطن وتلحفوا بسمائه وبأرواحهم ، فافتدوا عزته وكرامته ، وبدمائهم سقوا تربته الطاهرة وكانوا هم المخلصون.
لأنهم دخلوا امتحان التحدي، وقدموا أعظم إجابات الفداء في مواجهة الطغاة والمعتدين ومحوا بممحاة الصمود كل خطوط الصعوبات والمخاطر وسطروا بحبر دمائهم أروع ورقة للملاحم البطولية فكانوا هم أوائل الناجحين.
ولأنهم السابقون والفائزون والصادقون والمخلصون والناجحون صاروا هم الشهداء. فسلام سلام سلام.
ــــــــــــــــــــــــــ
بقلم / سعاد الشامي