ثم أي حكومة، أي نظام رسمي، أي زعيم على رأس دولة يجب أن يدرك أن هذا لصالح القضية، ولصالح كُلّ منصف، كل مهتم، وكل واعٍ في هذه الأُمَّـة، إسرائيل بما تتمتع به من دعمٍ أمريكي مطلق، ودعم غربي من الدول الأوروبية، ومساندة كبيرة جدًّا ومفتوحة من جانب الأمريكي، إسرائيل بما تتمتع به من كُلّ ذلك، يجب الاعتماد في ما يتعلق بالوسط العربي والإسلامي على استنهاض الشعوب، هذا يمثل عامل قوة، هو العامل الرئيسي الذي يمكن أن يفيد، وأن يعطي الموقف ما يحتاج إليه من الزخم والقوة، ففي مقابل المساندة الأمريكية والغربية للعدو الإسرائيلي يجب أن تتحرك الأُمَّـة كُلّ الأُمَّـة، وأن يكون هناك الاستنهاض الشامل في مواجهة ذلك، فهذه هي الحكمة، هذا هو التصرف الصحيح، وأصبح الدور الشعبي حتمياً، لا بديل عنه ولا خيار آخر غيره، أصبح حتمياً الدور الشعبي في مقابل الإهمال الرسمي، وأكثر من ذلك، بعض الأنظمة، بعض الحكومات اتخذت خياراً آخر، ليس فقط الإهمال، بل التعاون مع العدو الإسرائيلي، التطبيع، ثم زيادةً على التطبيع التعاون والتحالف مع العدو الإسرائيلي.
اليوم أصحبت الروابط بين بعض الأنظمة العربية وبين الإسرائيلي مكشوفة وعلنية، هذا ما كانوا يتحاشونه في الماضي، واليوم لم يعودوا يتحاشون من ذلك، قلّة حياء زائدة، أصحبت اليوم الأمور مكشوفة وبالعلن، العلاقة مع إسرائيل، التحالف مع إسرائيل، الروابط الاستخباراتية، العسكرية، الأمنية، الاقتصادية، السياسية، مع إسرائيل بالعلن وبوضوح.
هذه الحالة السلبية جدًّا من الارتداد القيمي والأخلاقي والمبدئي في واقع بعض الأنظمة هي تشهد على ضرورة الدور الشعبي، وعلى أنه أصبح هو الخيار النهائي للأُمَّـة، لم يعد بإمكان الشعوب أن تراهن على الأنظمة؛ لأن القضية أكبر من مستوى الأنظمة، حتى لو أخلصت وصدقت ووفت واتجهت، لا بد من الدور الشعبي إِلى جانب الدور الرسمي، فما بالك حينما يغلب على أكثر الأنظمة الإهمال، وعلى بعضها الارتهان والعمالة والتحالف والتعاون مع العدو الإسرائيلي، والانضمام إلى صفّ الإسرائيلي.
في مقابل ذلك- وهذا واضح- من آخر ما حصل أن هناك توجُّه لإبراز دور قيادي للصهيوني، يعني: أن البعض أصبحوا قابلين لأن ينضووا تحت لواء الإسرائيلي؛ ليكون في موقع الريادة والقيادة، ليكون له الدور الأبرز، من أقبح وأفظع الخطوات التي حصلت على المستوى السياسي في الأمم المتحدة: عندما صوتت دول عربية لصهيوني أن يتولى رئاسة اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، هذه خطوة قذرة جدًّا بكل ما تعنيه الكلمة، وجود إسرائيل في الأُمَـم المتحدة وحده كذلك يمثّل انتقاصاً من العدالة إلى حدٍ كبير.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم القدس العالمي 1437هـ.