مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في المدينة بدأ يتحرك هناك، ولكن هل كان بمعزل عن التآمر عليه؟ لا، استمرت قريش وهي في طليعة الموقف في محاربة الإسلام ومحاربة نبي الإسلام ومحاربة المسلمين، استمرت في مؤامراتها ومساعيها العدائية، في محاربة هذا الإسلام للقضاء عليه، ولم تكن توفر طريقة من طرق المحاربة إلا واستخدمتها، حاولت أن تنسق مع الكثير من المناطق والقبائل لمحاربة هذا الإسلام اقتصاديا ومحاربة أهله وأن من يلتحق برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله يجب أن يكون خائفا بنظرهم ويسعون إلى أن لا يكون آمنا لا في سفر ولا في حل ولا في ترحال، وأن تكون الساحة العربية بكلها ساحة معادية وغير آمنة أبدا لأي أحد ينتمي إلى الإسلام ويتبع رسول الله محمدا صلوات الله عليه وعلى آله، واستمرت في التحضير العسكري لعمليات عسكرية لكي تبتدئ خطوات الاقتحام إلى المدينة للاعتداء على رسول الله والمسلمين هناك، وكانت تعد العدة وأرسلت قافلة تجارية، مهمة هذه القافلة التجارية حصريا التمويل لأول عملية عسكرية ضد رسول الله والمسلمين في المدينة، بالنسبة لرسول الله والمسلمين معه، الحالة مع قريش كانت حالة حرب، يعني قريش سبق لهم أن اضطهدوا المسلمين أن عذبوهم أن قتلوهم، أن أخرجوهم من ديارهم، أن صادروا ممتلكاتهم في مكة، أن أن إلى آخره، حالة عدائية على أعلى مستوى يعني في القمة، في الذروة من حالة العداوة، يعني ما هناك لا حالة صلح ولا حالة سلم من الأساس، لكن لم يدخل رسول الله في معركة بعد هو بشكل منظم ويخوض معركة، أما أولئك فهم يفعلون كل شيء، وصلوا إلى درجة القتل والاضطهاد والإخراج من الديار، كل الوسائل العدائية استخدموها، رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ما الذي يفعله ما لذي يفعله بعد أكثر من 13 عاما من هذا الصراع الذي عانى فيه المسلمون الأمريّن ما الذي يفعله هو بالطبع رسول الله يرتبط دائما بتوجيهات الله سبحانه وتعالى، فرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله انتظر توجيهات الله وأتته التوجيهات الإلهية التي تحركه، فإذا أمامنا أول درس من يوم الفرقان أنه لا تصنع تحولات ومتغيرات لصالح المستضعفين ولعتق الناس المظلومين ولإنقاذ البشر المهضومين والمضطهدين إلا بمواقف إلا بتضحية إلا بعمل إلا بجهد إلا بمعاناة هذا أول درس أول درس وأن كل الذين يتخيلون صناعة التحولات والتغيرات الإيجابية في واقع البشرية بدون تضحية بدون عناء بدون احتكاك بقوى الشر والإجرام والطاغوت والفساد والظلم بدون مشاكل هم واهمون وغير واقعيين أبدا غير واقعيين نهائيا وبيقدموا للناس شيء غير صحيح ولا واقعي ولا يمكن الاعتماد عليه والاعتماد عليه مضيعه لكل شيء وتمكين للظلم والطاغوت والإجرام ولا يجدي شيءً وكلام ساذج ولا ينبغي أن يلتفت إليه نهائيا وساذجين من يعمدون عليه.

الدرس الثاني يقول الله سبحانه وتعالى {كَما أَخرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيتِكَ بِالحَقِّ} [الأنفال: 5] الدرس الثاني أيضا أن الإنسان مهما كان في مكارم أخلاقه في صلاحه في حسن نيته فيما هو عليه من اتجاه إيجابي في هذه الحياة ومهما كان في حكمته وفي رشده وفي حسن تصرفه وفي أدائه ومهما كانت دعوته صالحة ودعوة خير ودعوة حق ودعوة عدل ودعوة رحمة لا يبقى بدون مشاكل بل على العكس أنت كلما كنت أكثر فاعلية وأرقى أداءً وأصيلا في انتمائك وصادقا في انتمائك لتلك القيم وللحق وللخير وللعدل الشيء الذي سيحصل أنك ستحارب أكثر وأنك ستواجه من المشاكل أكثر من غيرك لأن البعض من الناس مثلا بيتصور إنه بالإمكان أن يكون الإنسان في هذه الدنيا رجل حق ينتمي إلى الحق رجل خير رجل صلاح رجل رحمة وعلى درجة عالية من مكارم الأخلاق وحكيما في كلامه في أفعاله في تصرفاته ويترك أثرا إيجابيا في واقع هذه الحياة يترك أثرا صالحا في حياة الناس من دون أن يواجه أي مشكلة ولا أن يدخل في أي احتكاك مع أحد ولا أن يبغضه أحد ولا أن يسيء إليه أحد ولا أن يتحدث عنه أحد بالسوء والاتهامات والكلام ووو والبعض هم يفترض أن الشخص الذي هو صالح هو الذي يكون على هذا النحو رجال ما معه قلب مبغض ولا معه أحد بيتكلم فيه وكلٌ سالي عليه ولا أحد بينزعج منه أبدا هذا هو الطيب الذي لا يزعج أحدا في الدنيا، هذه نظرة لدى البعض الإنسان الذي هو ما شاء الله العظيم يكادون أن يبتلعوه من طيابته في نظرهم ما هناك أحد ينزعج منه في هذه الحياة، يا أخي الأنبياء عليهم السلام لم يكونوا على هذا النحو كان المنزعجون منهم كثر وانزعاج شديد جدا أنت إذا كنت أصيلا في انتمائك للحق مجسدا لمكارم الأخلاق مبدئيا مع الحق هناك الكثير والكثير جدا سينزعجون منك بقدر فاعليتك بقدر ما تكون فاعلا عندك هذا الانتماء للحق هذا الالتزام بالحق هذا الالتزام بمكارم الأخلاق هذا التحرك بها في هذه الحياة ولك فاعلية لك تأثير بالتأكيد لا بد أن ينزعجوا منك وبالذات المستكبرون الطغاة المجرمون الظالمون المفسدون السيئون هذه الفئات الموجودة في واقع البشرية بكثرة وحاضرة في الساحة وموجودة في كل مكان وزمان لا بد من انزعاجهم منك ولا بد أن يتحركوا ضدك وكلما كنت فاعلا ومؤثرا أكثر كلما كانت مشكلتهم معك أكبر الانتماء للحق هو انتماء تحرري تحرر من هيمنة الطاغوت والاستكبار تحرر من سيطرة الظالمين والطغاة والمجرمين والمفسدين، وهذا بالتأكيد يزعجهم وهذا بالتأكيد يدخلك في مشكلة معهم ويصبح هذا معيارا لمدى مصداقيتك لمدى ما أنت عليه من الثبات على هذا الحق الذي تنتمي إليه فرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الطيب الطاهر الصالح الحكيم الراشد المهتدي العظيم الذي هو على أرقى مستوى من مكارم الأخلاق هاهو في خضم المعركة وهاهو في طليعة الأحداث وهاهو يصارع ويواجه هذه التحديات والأخطار والخصوم يحاربونه من هنا وهناك والتحالفات بمواجهته تنعقد من عرب إلى يهود إلى نصارى إلى هنا أو هناك وتكاتف وتضافر للجهود للسعي لقتله والقضاء عليه وإنهاء المشروع الذي آتى به من عند الله سبحانه وتعالى.

هذه الدروس يجب أن تترسخ في الذاكرة العامة يبتني عليها أن ينطلق الناس وهم واعون يعني واقعيون فاهمون لهذه الحياة لهذا الواقع للانتماء إلى الحق ماذا يعني لطبيعة هذه الحياة وطبيعة المجتمع البشري وما فيه وألا ينخدعوا بالواهمين والسذج والحمقى والأغبياء والجهلة الذين يقدمون تصورات أخرى يدجنون المجتمع من خلالها للطغاة والمستكبرين، لذا من يقدمونها باسم الدين نقول لهم القدوة في الدين هو رسول الله القدوة في الدين هو رسول الله رسول الله كان شخصا مجاهدا قائدا مجاهدا رجال مواقف رجال مشاكل، يقولوا له يصوروا الناس بالتدين سير داخل المسجد وتفتح الختمة ومن بيتك لا مسجدك ومالك حاجة كما أخرجك ربك من بيتك، اسرح الهم الله اتحرك يا نبي الله حرك الأمة تجاهد {كَما أَخرَجَكَ رَبُّكَ} [الأنفال: 5] ربك وهنا درس مهم جدا في التحرك في سبيل الله وهو أنه جزء أساسي من الالتزام الديني والإيماني كما قلنا يعني ليست مسألة هامشية ولا ثانوية ولا، جزء أساسي من الالتزام الديني ربنا الذي يخرجنا للصلاة ويحركنا للصيام وأمرنا بهذا وذاك من صالح الأعمال أمرنا بالجهاد في سبيله أمرنا بالتحرك لمواجهة الطاغوت والإجرام والاستكبار والظلم لا يقبل لنا أن نذعن وأن نستسلم وأن نخنع لقوى الشر والإجرام والطاغوت الظالمة والمستكبرة التي تسعى للسيطرة علينا والتحكم بنا والاستحواذ علينا وتسعى لأن تدوسنا وتظلمنا وتضطهدنا وتذلنا وتستعبدنا لا يقبل لنا بأن نستسلم لها وأن نخنع لها لا بد من أن نتحرك لمواجهتها وأن نتصدى لها {أَخرَجَكَ رَبُّكَ} [الأنفال: 5]

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

في ذكرى معركة بدر الكبرى

المحاضرة الرمضانية الخامسة عشرة/ 1439 هـ 02-06-2018 .


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر