عندما أيها الأخوة الأعزاء نتأمل في واقع أمتنا اليوم، في واقع شعوبنا العربية المظلومة المقهورة المعانية عناءً لا نظير له في الأرض نرى النتائج السلبية لعدم فهم ولاية الأمر وأهميتها وصلتها بواقع حياة الناس وبدينهم ودنياهم، ولاية الأمر لها صلة بكل شؤون حياتنا، بكل شئون حياتنا، اقتصادنا، عزتنا، أمننا، سلامنا، هدايتنا، ديننا، دنيانا، هكذا هي ولاية الأمر، هي الأساس لبناء الأمة، هي أساس عزها، هي أساس بنائها أساس قوتها كل ذلك في صلاح ولاية أمرها، فكيف هو الوضع القائم؟ ليس هناك أي معايير ولا مؤهلات لا قرآنية ولا إنسانية يعتمد عليها الحكام أو تعتمد عليها الحكومات التي تحكم على الشعوب العربية، لا أي مؤهلات ولا أي معايير ذات صلة بطبيعة المسئولية في ولاية الأمر، في أمتنا الإسلامية في شعوبنا العربية يحكمنا حكومات جائرة ظالمة باغية تذل الأمة تقهر الأمة وتجعل من الأمة أمة مستعبدةً لأعدائها خاضعةً مقهورةً مستذلةً لليهود والنصارى، ولاة أمر ليس لهم أي مؤهل لا إنساني ولا قرآني ولا فطري ولا أي شيء، ولاة أمر وحكومات ظالمون مجرمون طغاة مستبدون لم يفعلوا للأمة شيئاً لا بنوا اقتصاد الأمة، أمتنا الإسلامية في اقتصادها تعيش أسوأ من أي وضع لأي أمة أخرى على الأرض، ولا بنوا عزة الأمة بل أذلوا الأمة، ولم يواجهوا اعداءها، ولم يدافعوا عنها، ولم يوفروا لها الحماية، وضعٌ مؤسف اعتمدت المسألة من دون أي مؤهلات، الحكومة سواءً في اليمن أو أي شعب عربي لا تحتاج إلى أي مؤهلات لا رحمة ولا حكمة ولا دين ولا ضمير ولا شرف، يعتمدون على التغلب وعلى التسلط وعلى الانتهازية وعلى فرض الأمر الواقع ليسيطروا على الشعوب ولينفذوا في هذه الأمة أجندة الخارج المعادي .
عندما نتأمل المستوى والواقع الذي وصلت إليه أمتنا المسلمة فإنه كارثةٌ كبرى، كارثة كبرى، أصبح من يقرر ولاية أمرها هي أمريكا، بمعايير أمريكا، بالمؤهلات التي تراها أمريكا والتي تكفل وتضمن قيام حكومات انتهازية على مستوى فضيع من الانحطاط والظلم والانتهازية والإجرام، قادرة على تنفيذ مخططات الأعداء، فأصبحت أمريكا هي من تفرض حكومات وهي من تقرر ولاة وتعين رؤساء وتصادق حتى على الموظفين والمسئولين ووفق معاييرها التي تضمن قيام حكومات متسلطة تنفذ أجندتها بعيداً عن كل المعايير الإلهية، وهكذا وبأي حق بأي حق تمتلك أمريكا التحكم في ولاية أمر الأمة الإسلامية؟ وبأي معايير وبأي مؤهلات؟ من يستطيع أن يقول إن أمريكا تحرص وتسعى إلى أن نكون أمةً عزيزة أمةً قوية أمة مستقرة أمة في مستوى مسئوليتها؟ وهل سيحرص الأمريكي حينما يعين حكومة أو يفرض سلطةً معينة بناء قيمنا على بناء ديننا على بناء أخلاقنا؟ هل لدى الأمريكي قواسم مشتركة معنا حتى يُفوض هو لأن يقرر ولاية الأمر على حسب ما يشاء ويريد؟ الأنظمة القائمة تتعامل مع ولاية الأمر على أنها مغنم مادي كبير وموقع للتسلط وللاقتدار للممارسة العدوان بحق الآخرين، يعني الحكومات القائمة يعتبرون السلطة ليس لخدمة الأمة وليست السلطة عندهم للدفاع عن الأمة وليست السلطة عندهم من أجل بناء الأمة ولا من أجل بناء اقتصادها ومن أجل أمنها ولا من أجل استقرارها، السلطة عندهم وسيلة للحصول على ثروات الشعوب، من خلال وزارة المالية، من خلال النفط، من خلال مصالح الشعوب التي ينهبونها، وسيلة للسيطرة والتغلب وممارسة التسلط والقهر والعدوان من خلال استغلال الجيوش ومن خلال استغلال المؤسسات العسكرية، السلطة عندهم إرضاء للنزعة التسلطية وهواية المناصب وعشق المناصب، وهكذا نرى ما يسمى بحكومة الوفاق أثبتت ذلك، وكشفت حقيقة بعض القوى المتلبسة بالدين كحزب الإصلاح الذي ما إن وصل إلى السلطة حتى تسابق موظفوه ومسئولوه للسطو على المال العام وعلى الوظيفة العامة وجعلوها نهباً وجعلوها مغنماً وليست مسئولية ولا قداسة لها ولا أهمية لديها سوى هذا .
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة يوم الولاية 1433هـ